79

583 49 10
                                    

"ماذا تفعل بحق الجحيم، أنت!"

صرخت ديزي بإحباط.

لم تفهم سبب قلقه عليها.

وهو الذي أخذ الفخار بجسده كلّه. ليس هي، بل هو.

في تلك اللحظة، ظهرت إلى عيني كارليكس في رؤيتها، اللتان لم تكن قادرةً على النظر إليهما في لحظةٍ مضت.

الهدوء الذي بداخلهما جعلها تشعر بالسلام.

اختفت الحدّة التي شعرت بها سابقًا قد مثل السراب.

هذا الشعور جعلنها تختنق للحظة.

"لا، أنتَ مَن تأذّيت. لماذا تهتمّ بي؟ وهل تمزح معي؟ في اللحظة السابقة فقط-"

"هل تبكين الآن؟"

"لا، لا أبكي. قلتُ إنني لا أبكي."

أدارت ديزي رأسها عندما قالت ذلك. وفي الحقيقة، على عكس ما قالت، كان هناك دموعٌ تحت عينيها.

عندما اختفت الطاقة الباردة التي شعرت بها بجسدها كلّه، شعرت بالارتياح وخرجت دموعها بشكلٍ طبيعي.

"لا. أعتقد أنكِ تبكين."

"لا، لم أبكِ. لماذا لا تصدّق ما يقوله لكَ الناس؟"

"ثم انظري إلي."

"لا أريد. إذا كنتَ تريد النظر إلى أحد، فابحث عن مرآةٍ وانظر لنفسك."

لم ترغب في إظهار هذا لكارليكس. شعرت أن كلّ الجهود التي بذلتها حتى الآن لتظهر أنها لم تكن خائفةً ضاعت سُدًى.

استمرّت تخفي وجهها متجاهلةً كلماته لتنظر إليه، ثم أمسك ذقنها بيدٍ كبيرةٍ بلطف.

"لا، أنتِ، لقد بكيتِ."

ثم همس بهدوءٍ وأدار رأسها ببطءٍ نحوه.

التقت نظراتهم أخيرًا.

حاولت ديزي أن تدير رأسها مرّةً أخرى بنظرة مثابرة. لكنه لم يُرخِ قبضته.

"لقد بكيتِ، ديزي."

"... على أيّ حال، أنتَ مصاب، أليس كذلك؟ لقد صددت الفخار بظهرك. أنا متأكّدةٌ من أنكَ مصاب."

"لا تقلبي الموضوع. هل بكيتِ بسببي؟"

توقّفت ديزي لتقول لا.

ألا يجب أن تعرف هذا حتى لو لم أقله؟

"إذن هل سأبكي بسبب تايلر؟ لقد بكيتُ لأنكَ كنتَ على وشك أن تأكلني."

حاولت تذمّر المزيد بابتسامة، لكن كارليكس اقترب. نظر إليها، وما زال يمسك ذقنها بلطف.

شعرت بنَفَسه الدافئ. كان مثل النسيم الذي يمرّ بإيقاعٍ موحّد.

وفي اللحظة التي حاولت فيها إبعاده، مسح دموعها التي كانت على وشك أن تسيل.

ديــزي وكــارلــيكسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن