لَوحةٌ جدِيدَة

199 16 4
                                    

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
بِألوَانِي لوَنتُ حُبنَا
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
كَان جيسُونغ يَحبِسُ نفسَه فِي مَرسمِه لسَاعاتٍ مُنذ هَذا الصبَاح، فقَد ذهَب مِينهُو إلى عَملِه وبَقي هُو يصَارِع ذاتَهُ المُحِبة للمِثاليَة

لايَبدُو عَليهِ الرِضَا عَلى اللوحَاتِ التِي قَام باختيَارِها خاصَةً الرئِيسيَة مِنهَا، يَرى بِها شيئاً ناقِصاً
تفقَد تارِيخ اليَوم وتَارِيخ يَومِ الافتِتَاح ليَعُد الأيَام الفاصِلة بَينهُما

"لدَيّ وَقتٌ كافٍ"
أخرَج لوحةً جدِيدَة ناصِعَة البَياض وارتَدى مِئزرهُ وجَهز الفراشِي العدِيدَة مُقرِراً رسمَ لوحَةٍ جدِيدَة
ورغِب أن تَكُون مُميزَة

سَاعاتٌ أخرَى قَضاها يَرسُم ويُلوِن ولم يَعِي عَلى نفسِه فقَد انغمَس مُستلهِماً مِن خلفِيَة هاتِفه التِي تكُون صُورَة خلِيله مِينهُو

تَخطى مَوعِد الغدَاء بكثِير مِن الوَقت حتَى قرُوب مغِيب الشَمس، استَشعر ألماً عَلى مُستوَى ظهرِه لجُلوسِه لمُدَة طوِيلة

سمِع صَوت فتحِ وإغلاَق البَاب فعَلِم أن مِينهُو قَد عَاد
سَارع بأخذِ قُماشٍ أبيَض نظِيف وغطَى بِه اللوحَة لعَدمِ رَغبتِه أن يَراها الرَجُل

فِي تلكَ اللحظَة دَخل مِينهُو المَرسم مُباشرَةً فهُو يَدرِي أنهُ الزاوِيَة المُفضَلة له ويَقضِي أكمَل وَقتِه هُناك

"أمسَكتُك! مَا الذِي تُخفِيه؟"
ضحِكَ جيسُونغ عندَما اقتَرب مِنهُ بمِشيَة تُشبِه خاصَة اللصُوصِ فِي أفلاَمِ الأطفَال ليَفرُد ذِراعَيه يُخفِي اللوحَة ويَجعلُ مِن نفسِه حَاجِزاً بَينهَا وبين مِينهُو

"لايُمكِنكَ رُؤيَتها الآن"

"لمَ لاَ؟ دَعنِي أرَى الجمَال الذِي تَصنعُه يدَاك"
غازَلهُ سامِحاً ليَديه بالتسَلُل وجَذبِ كفَيّ الأصغَر يُقبِلها بكُل هُيَامٍ وهَذا مَا تسَبب بتَورُد وَجنتيّ الفتَى المُمتلِئة مُتمتِماً بنَبرةٍ مُحرَجة يَكادُ مِينهُو أن لاَ يَفهم شيئاً مِنهَا

"أخبَرتُك مِراراً أن تتَوقف عَن قولِ هَذه الأشيَاء"

قَهقه مِينهُو بشِدة وأومَأ مُستسلِماً
"حسناً اِهدَأ الآن، هَل تَناولت شيئاً؟"

سَألهُ وهوَ يَعلمُ الإجابَة بالفِعل
يَعلمُ أن هَذا المَهوُوس سيَنسى نفسهُ ويَحرمُها مِن الأكلِ والرَاحة فورَ أن تَطأ قدَماهُ المَرسم

لم يَلبث أن يُجِيبه حتَى فضَحتهُ معِدتُه بتِلك الأصوَاتِ وكَأنها تَشكِيه لمِينهُو فابتَسم مَن تَصدُر مِنه تلكَ الأصوَاتُ مُحرجاً وبَرر
"لم أنتَبِه للوَقت"

"أعلمُ حَبيبِي أعلَم، لكِني أقلقُ عَليك حِين تَفعلُ هَذا"
"تُطعِمني وتُجوِع نفسَك، تَحرِصُ عَلى رَاحتِي لكِنكَ تَهلكُ بعَملِك"
مَسح عَلى وجنتَيه يَتأملُ تِلك المَجرتَين شدِيدَتي السَواد ويَنبسُ حدِيثهُ بحَنانٍ بَالِغ كعَادتِه فِي التَعامُل مَع هَذا الرَقِيق

"لنَذهب ونُطعِم هذِه الجَائِعة ثُم نحضَى بمَوعِد لَيلِي، مَا رأيُك؟"

ابتَسم لهُ جيسُونغ بشِدة لايُمكِنه إخفَاءُ سَعادتِه بحَبيبٍ كَهذا الرَجُل أمَامه
"مُوافِقٌ بالطَبع!"
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
لكِن حِبراً أسوَد اُلقِي ولطَخ نقَاء لوحةِ حُبنَا فغدَت قاتِمةً كليَالِيّ دُون استِشعَار قُربِكَ
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

𝓐𝗽𝗮𝘁𝗲́𝗼𝗻 ˓ms˒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن