أرَاها حِين اُغمِض عَينايْ

184 15 3
                                    

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
ثلاَثةُ أيَامٍ مَرت وجيسُونغ يُحاوِل إكمَال تِلكَ اللوحَة التِي بدَأها لكِن لم يَستطِع

يَبقى مُمسِكاً فرشَاتهُ ويُحدِق بالألوَانِ التِي أمَامه دُون أن يَفعل شيئاً

طوَال تِلك الأيَام حَاول وحَاول حتَى أن مِينهُو أخبَرهُ بالتَوقُف عَن قَسوتِه عَلى نفسِه ويَستعمِل فقَط تِلك التِي رسَمها فِي البدَاية لكِن جيسُونغ عَاند ولم يَرغب بالاستِسلاَم

كَانت هذِه إحدَى الليَالِي يَبقى فِيهَا مِينهُو خارِجاً لوَقتٍ مُتأخِر مَا أبقَى بَال جيسُونغ مَشغُولاً بِه ويَطرحُ عدِيداً مِن الأسئِلة وأهَمُها "هَل هُو لدَيها؟"

كُلمَا حَاول تَشتِيت تَركِيزه عَلى الأمرِ ظهَرت تِلكَ الصُورَة أمَامه، حبِيبُه وهوَ يُقبِل فتَاةً غيرَه

رُؤيَته تعَكرت بسَببِ الدُموعِ السَاخِنة التِي نزلَت دُون سَابِق إنذَار تُلطِخ وَجنتَيه

"لمَ عَليهِ فِعلُ هَذا بِي؟"
وسَط شهَقاتِه تسَاءل ثُم نهَض حامِلاً اللوحَة التِي لم تَكتمِل ووَضعهَا فِي الزَاوِية حَيثُ أخرَياتٌ مِثلُها

كَاد يَخرُج مِن الغرفَةِ والاستِسلاَمُ لولاَ الفِكرَة التِي خطَرت لهُ فجأةً، لمَ لايُنفِذها؟

سَاعاتٌ أمضَاها يَرسُم ويُلوِن دُون كَللٍ أو تَوقُف
وَجهُه مُلطَخ بالألوَان الدَاكِنة وظَهرُه مُقوَس يُؤلِمه

مِن المُؤلِم الجُلوس لِساعَاتٍ عدِيدة بتِلكَ الوَضعِية لكِنهُ عَقد العَزم على الاِنتهَاء منهَا الليلَة

زفَر أنفاسَهُ بَعد أن أضَاف لمَساتِه الأخِيرَة وحَدق بِهَا بعَينين زُجاجِية

مِن المُهِم أن لاَ يَراها مِينهُو
لِذا قَام بتَغطِيتها بقُماشٍ أبيَض مِن بَين الأقمِشَة العدِيدَة التِي يَحتفِظُ بهَا

تَثائب مُغمِضاً عَينيه شاعِراً بالنُعاسِ الشدِيد
جَال ببَصرِه عَلى المَكانِ فوَقع على أرِيكَة صغِيرة لاَيتذكرُ مَتى وَضعها

كَونُه مُرهَق وأكسَل مِن الانتِقَال إلى الغُرفَة المُجاوِرة استَلقى عَليها رغبَةً بأخذِ قسطٍ مِن الرَاحة ثُم الذهَاب إلى غُرفتِه

لكِن مَا لايَعلمُه أنه وقَع نائِماً بعُمق ولَم يَتمكن مِن الاستِيقَاظ

فُتِح البَاب وأطَل رَأسٌ وإذ بِه مِينهُو
كَان قَد عادَ لتوِه مِن الخَارِج لكِن استَغرب حِين لم يَجد جيسُونغ فِي غُرفتِهما فعلِم مُباشَرةً أنهُ فِي المَرسَم لكِن لم يَتوقع أن يَجِدهُ نائِماً

تَقدم إليهِ ببُطءٍ كَي لايُزعِجه وقَرفص ليَصِل لمُستَواه
مَسح تِلك الألوَان مِن عَلى وَجهِه مُفكِراً بكَم يَبدُو مُرهقاً
دَاعب تِلك الخصَل وابتَسم حِين سَمِع هَمهمةً خافِتَة تَصدُر عَنِ الصغِير

جَذبت انتِباهَهُ اللوحَة المُغطَاة بجَانِبه
مُخمِناً أنهَا تِلكَ التِي جيسُونغ لم يَسمح لهُ برُؤيَتِها سَابِقاً
تَملكهُ الفضُول لمَعرِفة مَا الذِي تَفنن برَسمِه حبِيبُه هَذه المَرة فامتَدت يدُه كَي تَسحب القُمَاش

لكِن رنِين هَاتفه العَالِي أربَكهُ وبسُرعةٍ أغلقَ الخَط كَي لايُوقِظ النَائِم، تَفقد المُتصِل فعَلِم أن لاَمجال لِلتَأجِيل

تَنهد قبلَ أن يَخطُو خارِجاً ليَقُوم باتِصَاله
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

𝓐𝗽𝗮𝘁𝗲́𝗼𝗻 ˓ms˒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن