مِرآتي مرآتِي

251 19 2
                                    


⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

بَعضُ الموَاقِف اللطِيفَة التِي لاتُمحَى مِن الذاكِرة
سَأرغبُ بخوضِهَا مُجدداً مَعك ورُفقتَك
كتِلك المِرآةُ التِي لاتُظهِر سوَاك
رُبمَا
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀


كَان مِينهُو يَجمعُ بَعض المُستندَاتِ والأورَاق التِي تَركها سابِقاً فِي غُرفةِ المعِيشَة يَستمِعُ لتَذمُراتِ صغِيره عَن كونِه يَرغبُ بقدُومِه إلى الغُرفةِ حَالاً

"هَيا مِينهُو كَم عَليّ الاِنتظَارُ بَعد؟"
صَوتُه اللطِيفُ بتِلكَ النبرَةِ التِي تزِيدُه لطَافةً جَعلت مِن ابتسَامةٍ عاشِقَة تَظهرُ عَلى شفتَيّ الأكبَر

"اصبِر قَليلاً طفلِي أنَا قادِم"
تَعمد مُنادَاته بذاكَ اللقبِ فهُو يَعلم أن مَن يَصغرُه بعَشرِ سنِينَ بَعد اثنتَين يَهواهُ سِراً
أسرَع بجمعِ حَاجياتِه بَعد أن كَان يُرتِبها بعنَاية قَبل قلِيل لكِنهُ قَرر تَرك ذلِك لوَقتٍ لاحِق فقَد وَصلهُ تَنهدٌ عالٍ مِن طِفله وعَليه تَلبِيةُ النِدَاء حالاً

"أتَيتُ سُونغِي"
أعلَمهُ مُنغمِساً بالأورَاقِ الكثِيرَة بَين يدَيه لكِن حَركةٌ لَمحها بوَاسِطة المِرآة جَعلتهُ يَتوقف
المِرآةُ المُتموضِعة آخِر الرِوَاق بشكلٍ مُميز فإطَارُها مُزيَن برُسوماتٍ وتَلوِين الفنَانِ جيسُونغ بطرِيقَة تَتناسقُ مَع دِيكُور الشقَة

كَانت مُتمركِزة بزَاويَة تُظهِر لمِينهُو جُثمَان الأصغَرِ مُختبِئاً خلفَ إطَار البَاب بمَلابِس نَومِه القُطنِية ذاتُ اللونِ الأزرَق الفاتِح برُسوماتِ سُحبٍ بَيضاء تُزيِنها

ويَبدُو أن لهُ نِية إفزَاعه لكِن لمِينهُو رَأيٌ آخَر، مُستغِلاً حقِيقَة أن فتَاهُ لايَتمكنُ مِن رُؤيتِه مِن تلكَ الزاوِية تَقدم بحَذرٍ وبُطئٍ شدِيد يَقف بنفسِ الطرِيقَة التِي يقفُ بهَا جيسُونغ ويَفصلُ بَينهُما ذاكَ الجدَارُ

بقيَا عَلى حالِهما لحَظاتٍ بذَات الوَضعِية
استَغرب جيسُونغ تَأخُر الرَجُل فقَد قَال أنهُ أتَى لِذا أطَل مِن خلفِ ذاكَ الجدَار كَي يَتفقده لكِن مالَم يَتوقعهُ هوَ قفزَة مِينهُو التِي أفزعَتهُ مَع "بُو!" عَالِية جَعلتهُ يقفِز مَكانهُ ويُصدِر شقهَة مَسمُوعةً بشكلٍ وَاضِع

"مِينهُو! أفزَعتنِي"
عاتَبهُ ضارِباً الصَدر الصَلب للرَجُل أمَامه بقُوةٍ طفِيفَة وكَفُه الأخرَى مَركزها عَلى صدرِه يَستشعِرُ نبَضاتِ قَلبِه المُتسارِعة

"ألَم تَكُن سَتفعلُ نفسَ الشيءِ هَانِي؟"
سَحبهُ مِن معصَمِه مُحتضِناً إياهُ يُطبطِب عَلى ظهرِه وألقَى بذاكَ السُؤالِ عَلى مَسامِعه مُتسبِباً فِي حيرَته

"كَيف علِمتَ؟"
رَفع رأسهُ بنظرَاتِ استِغرَاب احتَلت عَيناهُ الواسِعة التِي تَأملها مِينهُو لثوَانٍ قَبل أن يُجِيب ببَساطة

"المِرآةُ"

"عَلينا تغيِيرُ مَكانِها إذاً"
ضحِكَ الأكبَرُ عَلى رَدة فِعله مِن تَقطِيب حَاجِبيه وبرُوز شَفتِه السُفلِية ليَبدُو بشكلٍ ألطَف ممَا هُو عَليه حتَى

"كَي لاَ أكشِفكَ مَرة أخرَى؟"
سَأل مِينهُو ولم يَتمكن مِن إيقَاف ضحِكه عَلى لطِيفه المُغتَاض

"لاَ تَضحك سَأكشِفُكَ ذاتَ مَرةٍ لِي مِينهُو!"
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
رُبمَا كَان علينا الاِستمَاعُ إليّ وتَغييرُ مَكانِها
فلَم أكذِب حِين قلتُ أنِي سَأكشِفُك
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀

𝓐𝗽𝗮𝘁𝗲́𝗼𝗻 ˓ms˒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن