نظرت إيمي في المرآة، وضعت دبوسها وضفرت شعرها الأحمر بشريط أزرق، مرتدية فستانها البني الوحيد استعداداً للذهاب إلى منزل عائلة بلنقيد. كانت تشعر بالرهبة من مواجهة ذلك القصر الفاخر، وتأمل أن تجد الإجابات التي تبحث عنها.
عند وصولها، عبرت الحديقة الأمامية وتوجهت نحو الباب. فتحت لها الخادمة واستقبلها السيد ماثيو بلنقيد، الذي دعاها إلى طاولة الإفطار. جلست إيمي على الطاولة، حيث كانت السيدة مارغريت بلنقيد وابنتهما الصغيرة إيفا، البالغة من العمر خمس سنوات، ينتظرانها.
بدأ السيد ماثيو بالحديث قائلاً: "لقد أخبرنا عنك السيد إدوارد."
تساءلت إيمي بارتباك: "السيد إدوارد؟ لكني لم أقابله بعد."
أوضح ماثيو: "السيد إدوارد هو من يدير أموال المزرعة التي هي في الأصل أموالك الآن. عليك الذهاب لمقابلته بعد الإفطار، لأن إصدار الأوراق الثبوتية سيستغرق وقتاً. هل لديك ما يكفي من المال حتى ذلك الحين؟"
أجابت إيمي: "نعم، أعطاني الرجل من الميتم مالاً يكفيني لأسبوعين على الأقل. على أي حال، أنا متحمسة لأنكم كنتم تعرفون والدي."
ابتسمت مارغريت وأجابت: "نعم، والديك كانا شخصين طيبين ومحبين للخير. هناك مدرسة قريبة ترتادها إيفا، عليك التسجيل هناك."
تساءلت إيمي بتردد: "حسناً، لكني كنت أتساءل كيف توفيا والدي؟"
تنهد ماثيو قائلاً: "في الحقيقة..."
قاطعت مارغريت الحديث بسرعة: "لقد تأخر الوقت بالفعل، وعليك الذهاب إلى السيد إدوارد قبل غروب الشمس."
خرجت إيمي مستغربة من رد فعل مارغريت، مما زاد من شكوكها.
بعد مغادرتها، كانت مارغريت غاضبة وتوجهت إلى زوجها قائلة: "أنت بكامل قواك العقلية؟ كنت ستخبرها بكل بساطة؟"
أجاب ماثيو بارتباك: "أنا كنت..."
قاطعت مارغريت بحدة: "ماذا كنت؟ لقد وعدتني قبل ست سنوات أننا لا نعرف شيئاً عما حدث."
دافع ماثيو قائلاً: "أليس من حق الفتاة أن تعرف ما حل بوالديها؟"
صرخت مارغريت: "ليس على حساب ابنتك! لا يمكنك أن تضع إيفا في موقف صعب بسبب ابنة أناس لا تعرفهم."
رد ماثيو بحزن: "نحن نعرفهم، كنا أشبه بالإخوة. أنت تتصرفين هكذا بسبب أخيك، لم تكوني هكذا من قبل، مارغريت."
صرخت مارغريت: "هذا ليس بسببهم... كفى! هذه آخر مرة نتحدث في هذا الموضوع، لأجل ابنتك."
استمرت إيمي في طريقها، وهي تحمل في قلبها المزيد من التساؤلات والشكوك، تتساءل عما تخبئه الأيام القادمة.
أنت تقرأ
إيمي
General Fictionفي ميتم صغير على أطراف المدينة، تعيش "إيمي"، فتاة يتيمة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. في يومٍ خريفي، يصلها خبر انها ليست يتيمه و ان والديها ينتضرنها. يتبع ذلك رحلة مشوقة إلى "سليندلاند"، حيث تقابل "توم"، الرجل الذي يكشف لها المزيد عن والديها متأمل...