حينما كانت إيمي تتساءل عن علاقة مارغريت بوفاة والديها، وجدت نفسها أمام مكتب السيد إدوارد. "إذاً، التفكير الكثير يمرر الوقت بسرعة"، قالت لنفسها قبل أن تطرق باب المكتب.
قال السيد إدوارد من الداخل: "تفضلي!"
دخلت إيمي قائلة: "مرحباً، أنا إيمي، جئت للمطالبة بأموال المزرعة."
ابتسم السيد إدوارد وقال: "أهلاً إيمي، أخيراً تقابلنا. لكن عن أي أموال تتحدثين؟"
أوضحت إيمي: "أموال بيع المحصول."
تذكر السيد إدوارد وقال: "آه، بالطبع. كنت قد تبرعت بالدفعة الأخيرة لدار الأيتام للتو."
تأوهت إيمي بخيبة أمل، لكنها أجابت: "حسناً، سأعود عند وصول الدفعة القادمة."
في هذه اللحظة، دخل رجل يحمل حقيبة من المال وقال: "هذه أموال الحصاد!"
نظرت إيمي إليه بدهشة قائلة: "يبدو أن دار الأيتام أعادت المال. هل يمكنني أخذه الآن؟"
ابتسم السيد إدوارد ببرود وقال: "لا تكوني غبية، ليس كل المال لك. أنا رجل مشغول."
احتدت إيمي وقالت: "لكنها المزرعة الوحيدة في المدينة. هذه أموالي ومن حقي الحصول عليها."
أجاب السيد إدوارد: "لا تقلقي، سأرسل لك المال بالبريد يوم الأربعاء. أعلم أنك تريدين الالتحاق بالمدرسة، سأخبر المدرس ليتغاضى عن الأيام الأولى."
ترددت إيمي قليلاً ثم قالت: "أظن أنه لا بأس بذلك."
حملت إيمي حقيبة كتفها التي تحتوي على قلم رصاص وبعض الأوراق وزجاجة حليب طازج. في يدها كانت تحمل تفاحة قطفتها في طريقها إلى المدرسة. شعرت بمزيج من الحماس والتوتر، فهي لا تعرف أحداً في الجوار ولم ترتدِ المدرسة قط، حيث كان تعليمها في الميتم قد انقطع منذ سنوات بسبب تركيزها على الأعمال المنزلية.
وصلت إيمي إلى باب المدرسة، وهو كوخ أبيض صغير مكون من ثلاث غرف: فصلين دراسيين ومخزن صغير. رغم تواضع المكان، كانت إيمي متعجبة من إمكانيات المدرسة مقارنة بحجم القرية الصغيرة.
دخلت الفصل مدركة أنها متأخرة، وجميع الأنظار توجهت نحوها. كان هناك 12 طالباً وطالبة، ولم يعتادوا رؤية وجوه جديدة. جلست إيمي في المقعد الأمامي الفارغ. قاطع الأستاذ الصمت قائلاً: "يبدو أنك الطالبة التي أخبرني عنها السيد إدوارد. عرفي عن نفسك."
ابتسمت إيمي فرحة بهذا الوصف، وأجابت: "أنا إيمي، انتقلت إلى هنا حديثاً وأسكن مقابل المزرعة."
جلست إيمي وهي تسمع همسات خافتة من حولها. استمتعت بدرس القراءة، فهي كانت منجاها الوحيد من الوحده في دار الايتام، وعندما انتهى اليوم الدراسي، رأت الفتيات يخططن للمشي إلى المنزل والتوقف عند البحيرة. تساءلت إذا كان بإمكانها الانضمام إليهن، لكنها تلقت نظرات تدل على عدم الرضا و عندها اجابت لوسي :"آسفة، لا أظن أننا بحاجة لمزيد من الثقل في الرحلة، فما رأيكِ أن تبقي في مكانكِ؟" قالت لوسي بنبرة متجاهلة ولاذعة، مما جعل إيمي تشعر بالاستهانة والإهانة. وبصراحة، لا أعتقد أن أحداً سيكون راضياً عن وجود فتاة مثلك معنا"، أضافت لوسي بنبرة متعالية وتحيّر، مما جعل إيمي تشعر بالحزن والاضطهاد بعدما قالت لوسي هذه الكلمات القاسية، أعطت إيمي ظهرها ودفعتها بقسوة، مما جعلها تفقد توازنها وتسقط أغراضها على الأرض بضجة. وقفت بعض الطالبات التن كامن ذاهبات مع لوسي ليراقبوا الوضع، وسط حالة من الصمت المخيف. إيمي شعرت بالخجل والإحباط، ولكنها قامت بالنهوض بسرعة وجمعت أغراضها دون أن تلتفت لأحدفاجأت إيفا الصغيرة إيمي بطلب مشيها معها إلى المنزل، وتبيّن أنها ابنة جارتهم، وكانتا ترتادان نفس المدرسة. شعرت إيمي بسعادة بالغة لهذه المفاجأة، حيث أن العثور على شخص مألوف في هذا البيئة الجديدة كان شيئًا مرحبًا. وبابتسامة ودية، وافقت إيمي على طلب إيفا، مستعدة للمشي معها والتحدث ومشاركة اللحظات الجميلة في الطريق إلى المنزل.

أنت تقرأ
إيمي
General Fictionفي ميتم صغير على أطراف المدينة، تعيش "إيمي"، فتاة يتيمة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. في يومٍ خريفي، يصلها خبر انها ليست يتيمه و ان والديها ينتضرنها. يتبع ذلك رحلة مشوقة إلى "سليندلاند"، حيث تقابل "توم"، الرجل الذي يكشف لها المزيد عن والديها متأمل...