في إحدى الليالي، وبينما كانوا يتناولون العشاء، تاركين طاوله العشاء الرئيسية الذي وجدو عليها تلك الآثار لان كليهما عرفو ان هناك خطب بها لاحظت إيمي حالة التأمل التي انتابت توم. لم يكن هذا غريبًا بالنسبة لها، حيث كانت تشعر بأنه يحمل أفكارًا عميقة في بعض الأحيان. ولكن ما لم تكن تعلمه هو أن توم كان يتأمل فيما إذا كان يجب عليه الانتقال مع إيمي إلى هذا المنزل الجديد.
بعد انتهاء العشاء، اقترب توم من إيمي بلطف وقال: "إيمي، هل يمكنني الحديث معك لحظة؟" ابتسمت إيمي بود وأجابت: "بالطبع، توم. ما الذي يجول في خاطرك؟"
أخذ توم نفسًا عميقًا قبل أن يبدأ: "أنا فقط أفكر فيما إذا كان يجب علينا البقاء هنا دائمًا، أو إذا كان يجب علي أن أنتقل معك إلى هذا المنزل الجديد." توقف لحظة، وبدا وكأنه يترقب رد فعلها بحذر.
نظرت إيمي إلى توم بدهشة، ثم بدأت بالضحك بخفة، وقالت: "توم، هذا الأمر يجعلني سعيدة للغاية! لقد كنت أتمنى في قلبي أن تبقى معي في هذا المكان الجميل." ابتسمت وهي تنظر إليه بعيون مليئة بالامتنان والفرح.
بدا توم متأثرًا بردة فعلها الإيجابية، وشعر براحة كبيرة بعد أن شعر بأن قراره القلق لم يكن غير محبوب.
أراد توم أن يخبرها بسبب سفره السابق. اكتشفت إيمي أنه جلب والدته العجوز معه . استشارها إذا كانت من المرحب بها القدوم لمنزلها، ووافقت بسرور، إذ ستجلب والدته البهجة للمنزل.
توم رجل في الأربعينيات من عمره، يمتاز ببنية قوية ووجه ذو ملامح حادة تعكس سنوات من العمل الجاد. عمل لفترة طويلة في المزرعة مع والدي إيمي، مما جعله جزءاً من العائلة بشكل غير مباشر. لاحقاً، انتقل للعمل كمحقق، متميزاً بحسه التحليلي القوي وذكائه الفطري. توم هو الآن محقق متقاعد، لكن قدوم إيمي أعاد إليه الحماس للعودة للعمل على قضية والديها. يتمتع توم بشخصية دافئة وحنونة، محب للعدالة ومتفاني في مساعدة الآخرين، مما يجعله الشخص المثالي لرعاية إيمي ودعمها في هذه المرحلة الصعبة من حياتها.
تتعرف إيمي على والدة توم المسنة، السيدة مارثا. مارثا سيدة في أواخر السبعينيات من عمرها، تمتاز بوجهها اللطيف المجعد الذي يعكس سنوات من الحكمة والتجارب. عيناها الزرقاوان لا تزالان تلمعان بحيوية وروح مرحة. شعرها الرمادي المجعد مُصفف بعناية، وترتدي دائماً فساتين مزينة بنقوش زهرية تضفي عليها أناقة بسيطة. مارثا شخصية دافئة وودودة، تجيد الاستماع والتحدث بلطف، وتحب مشاركة القصص والحكايات من أيام شبابها. تجد إيمي في مارثا شخصية جَدِّية محبة، وتجلب مارثا معها جوًا من الدفء والراحة إلى المنزل.إيمي: "مرحبًا، سيدة مارثا. أنا سعيدة بلقائك."
مارثا: "أهلًا يا عزيزتي، ناديني مارثا فقط. أخبرني توم الكثير عنك."
إيمي: "حقًا؟ أتمنى أن تكون الأخبار جيدة."
مارثا (تبتسم): "بالطبع، يقول أنك فتاة شجاعة وذكية. وأنا أصدق ذلك. كيف وجدت الحياة في هذا المنزل حتى الآن؟"
إيمي: "إنه جميل، يذكرني بوالدي كثيرًا. أنا سعيدة بوجودي هنا."
مارثا: "هذا رائع. وأعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي لجعل هذا المكان مليئًا بالحب والدفء. هل هناك شيء معين تحتاجينه أو تودين التحدث عنه؟"
إيمي: "شكرًا لكِ، مارثا. في الواقع، لدي الكثير من الأسئلة عن والدي وعن حياتهم هنا. أعتقد أن وجودك سيساعدني كثيرًا."
مارثا: "بالطبع يا عزيزتي. أنا هنا من أجلك. سنجلس سويًا ونسترجع الذكريات. لدي الكثير من القصص لأرويها لك عن والديك وعن حياتنا هنا."
إيمي: "أشعر بالاطمئنان بوجودك هنا. أشكرك جزيلًا."
إيمي ومارثا قضتا وقتًا ممتعًا معًا، حيث جلستا على الشرفة المطلة على الحديقة الهادئة، يتبادلان الأحاديث ويشربان الشاي الدافئ. مارثا بدأت بسرد القصص القديمة عن أيامها في البلدة وكيف كانت تعمل في المزرعة مع والدي إيمي، مما جعل عيون إيمي تتسع بفضول واهتمام. تحدثت مارثا عن الأوقات الجميلة والتحديات التي واجهتها، وعن الضحكات التي ملأت الأجواء عندما كانوا يجتمعون لتحضير العشاء معًا.
كانت إيمي مستمتعة وهي تستمع إلى هذه الحكايات، وتكتشف جوانب جديدة عن حياة والديها لم تكن تعرفها من قبل. بعد ذلك، اقترحت مارثا أن يجربا تحضير وصفة قديمة كانت والدتها تحب إعدادها. دخلتا إلى المطبخ المليء برائحة التوابل والزيوت، وبدأتا بتحضير الفطائر الطازجة معًا، تملأهما البهجة والضحك.
بينما كانت إيمي تعجن العجين، كانت مارثا تروي لها قصة عن مغامرة طريفة حدثت لوالديها في أحد الأيام. تخللت الحديث نوبات من الضحك والمرح، مما جعل اللحظة دافئة ومليئة بالحياة. بعدما انتهيا من إعداد الفطائر، جلستا لتناولها معًا، مستمتعتين بنكهتها اللذيذة.
شعرت إيمي بالدفء والانتماء، وكأنها استعادت جزءًا من عائلتها الضائعة. كان الوقت الذي قضتاه معًا ليس فقط للتعرف على الماضي، بل لبناء ذكريات جديدة تملأ قلوبهم بالحب والأمل. مارثا بدورها شعرت بالراحة والرضا لرؤية السعادة في عيون إيمي، وعزمت على أن تكون جزءًا من رحلتها لاستعادة حياتها والبحث عن إجابات حول وفاة والديها.
أنت تقرأ
إيمي
General Fictionفي ميتم صغير على أطراف المدينة، تعيش "إيمي"، فتاة يتيمة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. في يومٍ خريفي، يصلها خبر انها ليست يتيمه و ان والديها ينتضرنها. يتبع ذلك رحلة مشوقة إلى "سليندلاند"، حيث تقابل "توم"، الرجل الذي يكشف لها المزيد عن والديها متأمل...