الفصل السادس : محاولات إيمي اليائسة

5 0 0
                                    


عندما عادت "إيمي" إلى منزلها، كانت تشعر بالارتياح بعد أن أكملت إجراءات الطلب. لكن هذا الشعور سرعان ما تبدد عندما وصلتها رسالة مفاجئة من صديق السيد إدوارد العامل في المحكمة. في هذه الرسالة، تفاجأت "إيمي" بأنها أقل من العمر القانوني للعيش وحدها، وأنها بحاجة إلى العثور على شخص يتبناها في غضون أسبوعين، وإلا فإنها ستعود للميتم الكئيب.

بينما قرأت "إيمي" الرسالة، شعرت بالصدمة واليأس يتسللان إلى قلبها. تمزقت الثقة التي كانت قد بدأت تبنيها في فرصة لحياة جديدة، وبدأت تتساءل كيف يمكنها العثور على شخص يتبناها في وقت قصير جدا وقد كانت تدرك أن فرص قبولها من عائلة بلينقد ضئيلة للغاية.. بدلاً من الشعور بالإحباط، قررت "إيمي" أن تبذل قصارى جهدها للبحث عن حلاً لهذه المشكلة الطارئة، مصممة على عدم العودة إلى الميتم وحدها.
بينما كانت "إيمي" تحاول التأقلم مع الوضع الجديد، كانت منشغلة في البحث عن متبنين ينقذونها من العودة إلى الميتم الكئيب. بعزيمة لا تلين، صنعت ملصقات تعرض فيها نفسها للتبني، موضحة أنها ستقوم بالأعمال المنزلية مقابل ذلك. كانت تنوي توزيع هذه الملصقات بعد انتهاء اليوم الدراسي.

في إحدى الزوايا المظلمة من المدرسة، وقفت "لوسي"، الفتاة المتنمرة ذات النظرات الحادة والابتسامة الساخرة، تراقب "إيمي" وهي تجمع أوراقها. لوسي، بشعرها الأشقر المجعد وملابسها الأنيقة، كانت دائمًا ما تبحث عن فرصة لإحباط إيمي. أخذت لوسي الأوراق من إيمي بنظرة ملؤها الازدراء، وبدأت تقرأ الملصقات بصوت عالٍ ساخر أمام الجميع.

"حقًا، إيمي؟ تعتقدين أن أحدًا سيتبناكِ؟" قالت لوسي وهي تضحك بتعالٍ. "لا أحد يريد فتاة يتيمة مثلك، عليكِ أن تعودي إلى الميتم حيث تنتمين."

شعرت "إيمي" بطعنة عميقة في قلبها من كلمات لوسي القاسية، لكن عزيمتها لم تنكسر. رغم السخرية والإهانة، قررت "إيمي" أن تستمر في محاولاتها، مؤمنة بأن هناك دائمًا أمل حتى في أصعب الأوقات.
لوسي كانت فتاة بشعر أشقر مجعد وملابس أنيقة، تتسم بملامحها الحادة ونظراتها الجريئة. رغم أنها كانت دائمًا ما تظهر بتلك الابتسامة الساخرة والازدراء في عينيها، إلا أن هناك سببًا أعمق وراء تنمرها. منذ وصول إيمي إلى المدرسة، لاحظت لوسي كيف أصبحت الفتاة الجديدة محبوبة بسرعة، مما أشعل في قلبها نار الغيرة.

على مدار سنوات، كانت لوسي تبني صداقاتها بعناية، محاولةً بكل جهد أن تحظى بشعبية ومكانة مميزة بين زملائها. لكنها الآن ترى كيف أن إيمي، برغم كل التحديات التي واجهتها، قد تمكنت من كسب حب الآخرين وتعاطفهم دون عناء. كانت هذه الحقيقة تزعج لوسي بشدة، فتجعلها تزداد قسوة وتنمرًا على إيمي، محاولةً بكل وسيلة أن تقلل من شأنها وتعيد لها الشعور بالوحدة. شعورها العميق بالغيرة كان يدفعها لتصرفات قاسية تهدف إلى إعادة التوازن الذي تعتقد أنه اختل منذ قدوم إيمي.

عندما عادت إيمي إلى المنزل، وجدت خطابًا على عتبة الباب. كان من السيد توم. بيدين مرتجفتين، فتحت الرسالة وقرأت:

"عزيزتي إيمي، 
أعتذر عن هذا، لكنني سأكون بعيدًا عن البلده لبعض الوقت ولن أتمكن من الرد على أي رسائل. آمل أن تكوني بخير وأتمنى لك التوفيق في رحلتك. 
مع تحياتي، 
توم"

شعرت إيمي بارتباك وحيرة. كان هناك سؤال مهم يراودها، سؤال كان يمكن أن يغير كل شيء. تذكرت فجأة رغبتها في معرفة المزيد عن والديها الراحلين وعلاقتهم بالسيد إدوارد، وكذلك عن الرجل الغامض الذي أخبرها عن ماضيها. كان توم يمثل لها أملًا في العثور على الإجابات، لكن الآن يبدو أن هذا الأمل قد تلاشى مؤقتًا.

بدأت تتساءل عن الخطوة التالية. كانت تعرف أن الوقت ينفد وأن عليها إيجاد شخص يمكنه تبنيها قبل فوات الأوان. وفي وسط هذه الأفكار المتشابكة، قررت أن تركز على ما يمكنها فعله الآن: توزيع الملصقات التي أعدتها بنفسها، والتي تعرض فيها تقديم خدماتها المنزلية مقابل التبني مع بعض الأمل المتلاشي .

إيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن