عندما تأخرت "إيمي" في دفع رسوم المدرسة، تم استبعادها بشكل فوري. تلقت هذا الخبر بصدمة عميقة، وشعرت أن كل شيء في حياتها يتداعى نحو الأسوأ. استلقت على سريرها، ودموعها تنساب على خديها، وبدأت تفكر بمرارة في كل ما جرى. كان كل أملها يتلاشى شيئاً فشيئاً، وكانت تجهل تماماً ما يمكن أن تفعله لمواجهة هذه التحديات المتزايدة.
أصبحت تفكر في مستقبلها المظلم، وفي كيفية العثور على شخص يتبناها في غضون الأسبوعين المتبقيين، وكيف يمكنها النجاة من العودة إلى الميتم الكئيب. وبينما كانت غارقة في هذه الأفكار المؤلمة، بدأت تشعر بثقل الحياة يزداد على كاهلها، لكنها لم تستسلم تماماً. في أعماقها، كانت هناك شرارة صغيرة من الأمل، تتمسك بها بكل ما أوتيت من قوة.
بينما كانت "إيمي" مستلقية على السرير وتفكر في وضعها الصعب، تقاطعها صوت دق باب الغرفة. دخلت "إيفا"، صديقتها ، وقد كانت تبدو متحمسة ومشرقة كالعادة. أخبرت "إيمي" بأنها رأت الملصقات التي قامت بتوزيعها، وأبدت أمنيتها الصادقة في أن يرضى أهل "إيفا" بتبنيها.
تلقت "إيمي" هذا الكلام ببعض الاستغراب، حيث لم تتوقع أن يكون لديها داعم يشجعها بهذه الطريقة في هذه اللحظة الصعبة. شعرت بدفء داخلي يمتلأ قلبها عندما فكرت في وجود أحد يؤمن بقدرتها على التغلب على التحديات.
ردت "إيمي" بابتسامة خافتة وشكرت "إيفا" على دعمها الصادق، ثم بدأتا في التحدث عن الوضع وتبادل الأفكار حول كيفية مواجهة التحديات المقبلة.
بينما مر الوقت، وجدت إيمي الراحة والسلوى في قراءة الكتب التي أحضرتها معها من الميتم، والتي كانت تعتبر ملاذها الوحيد في تلك الأوقات الصعبة. ولكن مع مرور الأيام، أدركت إيمي أنها بحاجة إلى المزيد من الجهود لتغيير وضعها. قررت إيمي محاولةً جديدة للتواصل مع السيد إدوارد أو حتى التوجه إلى المحكمة، عسى أن تتمكن من إقناعهم بالنظر في قضيتها وفهم وضعها الصعب ومع ذلك، لم تكن محاولات إيمي ذات جدوى، فقد تم رفضها بشدة مرة أخرى، مما زاد من إحساسها بالإحباط واليأس.مع مرور الوقت، وبعد أسبوعين من الانتظار الطويل دون أي رد، أصبحت إيمي تشعر بالقلق والحيرة. هل تم رفض طلبها بالفعل؟ هل هناك أمل لتحسين وضعها؟ كانت تلك الأسئلة تدور في ذهنها بلا توقف، مما جعل الأيام تبدو وكأنها سنوات. وفي لحظة من اليأس، وبينما كانت تفكر في مستقبلها المجهول، تم استدعاؤها فجأة للمحكمة، مما أضاف جرعة جديدة من التوتر والترقب إلى حياتها المضطربة.
القاضي: "إذا، إيمي، يُزعم أنك تطالبين بحقوقك في المزرعة، هل تمتلكين أدلة قوية تدعم مطالبتك؟
"إيمي: "نعم، سيدي. لدي توثيقات تثبت أن المزرعة كانت ملكًا لوالدي، وبالتالي أصبحت ملكي بعد وفاتهما.
"القاضي: "ولكن، ما الدليل الذي يثبت صحة هذه الوثائق؟
"إيمي: "المستندات تحمل التوقيع الرسمي لوالدي وشهوداً من القرية الذين يمكنهم تأكيد الملكية."
القاضي: "إذا، يا سيد إدوارد، هل هذا صحيح؟ هل كانت المزرعة بالأصل ملكية عائلة إيمي؟
"إدوارد: "نعم، يا سيدي القاضي. في البداية، كانت المزرعة ملكًا لعائلتها، لكن بسبب ظروف خاصة، تم تسليمها لي بعد اختفاء إيمي في صغرها. ومنذ ذلك الحين، كانت المزرعة تحت ملكيتي وإدارتي.
"القاضي: "وهل لديكم أي وثائق تدعم هذه الادعاءات؟
"إدوارد: "نعم، يا سيدي. لدينا وثائق قانونية تثبت تسليم المزرعة لي بعد اختفاء إيمي، وتأكيداً على حقوقي في الملكية.
"القاضي: "وما هو السبب الرئيسي لرفضكم تسليم المزرعة لإيمي؟
"إدوارد: "صغر سنها كان السبب الرئيسي
صمت القاضي مؤكد وجه نظر إدوارد ثم اضاف بدء موضوع جديد : و ماذا عن رغبته اي احد بتبنيها، اذا لم يوافق احد سوف يتم إعادتها إلى الميتم
وقف القاضي في صمت منتضرة أي إجابه او مداخله لكن للأسف عم الصمت مما خاب ضن إيمي، فكانت لحظات من التوتر تعم المحكمة. في هذا الجو المشحون بالانتظار، مما زاد من خيبه امل إيمي و جعل القلق يتسلل إلى قلبها ولكن، دخل توم بسرعة، وكأنه قد حمل معه نسمة من الأمل."أنا هنا لأعلن رغبتي في تبني إيمي،" أعلن توم بصوت واثق، وهو ينظر إلى القاضي بعيون مليئة بالإيمان والتصميم بعد ما بالكاد عاد بالوقت المناسب .
تسببت كلمات توم في إثارة دهشة الحاضرين، والقاضي بدا وكأنه يتأمل القرار بتركيز شديد. نظراته تتجول بين توم وإيمي، ثم بين المحامين والمتفرجين الآخرين، في لحظة من الصمت المطبق.
ثم، بانسجام مع تأملاته، أعلن القاضي بوضوح: "بناءً على ما سمعته وبعد التفكير العميق، أجد أنه في مصلحة إيمي أن يتم قبول عرض توم لتبنيها."
تملأ القاعة بتعابير الدهشة والتساؤل، ولكن في عيون إيمي، تلمع شرارة الأمل والفرح، بينما يعكس وجه توم بسمة وثقة بأنها خطوة نحو مستقبل أفضل لها.
أنت تقرأ
إيمي
General Fictionفي ميتم صغير على أطراف المدينة، تعيش "إيمي"، فتاة يتيمة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا. في يومٍ خريفي، يصلها خبر انها ليست يتيمه و ان والديها ينتضرنها. يتبع ذلك رحلة مشوقة إلى "سليندلاند"، حيث تقابل "توم"، الرجل الذي يكشف لها المزيد عن والديها متأمل...