الفصل الثامن : الاستقرار الجديد و البدايات الواعده

1 0 0
                                    

بعد عودتهم من المحكمة،  و بدايه استقرار إيمي في المنزل الجديد بدأ توم بالحديث بابتسامة واثقة، معبّرًا عن سعادته بقرار تبني إيمي :"إيمي، أردت فقط أن تعرفي أنني سعيد بتبنيك، وأنني كنت مقربًا جدًا من والديك. كان من الواجب علي أن أتولى هذه المسؤولية من قبل، بغض النظر عن الظروف. أنا ملتزم بدعمك ورعايتك، وأرجو أن تعرفي أنك الآن جزء من عائلتي." ابتسمت إيمي و قالت :"شكرًا لك، توم. أنا أقدر هذا كثيرًا. سأبذل قصارى جهدي لأكون جزءًا مفيدًا من عائلتك، وأعدك بأنني سأعمل بجد لأكون شخصًا يستحق الثقة والحب الذي تقدمه لي."
"هل يمكنني سؤالك عن والدي؟" تسللت هذه الكلمات بخجل إلى حوارهما، وكانت تتردد في السماح لها بالخروج، مثل قطرات المطر التي تسير بحذر على زجاج النافذة. كانت إيمي تشعر بالتوتر والقلق، مخافة ما قد تكشفه الإجابة.

توم راح يحدق بعينيها، وكانت ترى في عينيه بريقًا من الفضول والتعاطف. لم يكن هناك سوى لحظة من الصمت المترقب، حيث كان كل منهما ينتظر رد الآخر، متسمين بالتوتر والترقب.

ثم، بعد لحظات قليلة من الصمت، بدأ توم بالتحدث بصوت ينبض بالدفء والتفهم: "أنا أعلم أن هذا موضوع حساس بالنسبة لك، إيمي. للأسف، لم يكن لديك الفرصة للتعرف على والديك بشكل جيد. كانا والديك يعتبران من أقرب الأصدقاء لي، وكنت مقربًا جدًا منهما قبل وفاتهما المأساوية."

تراقب إيمي وجه توم بتركيز شديد، تبحث في ملامحه عن أي مؤشر يكشف لها الحقيقة المرة عن والديها. كانت تشعر بالقلق والفضول وهي تستمع إلى كل كلمة يقولها توم، في محاولة يائسة لفهم الماضي الذي لم تشارك فيه.

تابع توم برفق، "كنتم جميعًا جيراننا المقربين، وكنتُ أرى والديك وكأنهما صديقي بل كنت أعمل لديهم في المزرعه . لقد كانوا دائمًا يشعرون بالفخر بك، إيمي،  كنت أراهم يعتنون بك بحب ورعاية كبيرين، ."

تراقب إيمي كل حركة وكل كلمة من توم، تحاول فهم المشاعر التي تتدفق من داخله. كانت تشعر بالدفء والحزن في آن واحد، وكأن قلبها يتقلب بين المشاعر المتضاربة للفقدان والأمل.

وأخيرًا، بعدما تحدث توم عن ذكرياته مع والديها، انتابت إيمي موجة من المشاعر المختلطة، شعور بالحزن لفقدان والديها، وفي الوقت نفسه شعور بالسعادة والاطمئنان لمعرفتها بأنهم كانوا يحبونها ويرعونها بكل حنان واهتمام.
إيمي، بعدما استمعت إلى كلام توم وهي تتنهد بعمق، توقفت للحظة متأملة في كلماته، ثم نظرت إليه بعيون مليئة بالدهشة والحزن. "كيف توفوا؟" سألت بصوت هامس، تخشى أن تسمع الحقيقة المرة.

توم تعتدل في مكانه قليلاً، يبدو وكأنه يتأمل الإجابة بعناية قبل أن يتحدث. "أظن أن الشرطة اكتشفت أنهما توفيا بسبب الانتحار،" قال بصوت متأنٍ، معبرًا عن آرائه وتحليله للوضع بوضوح. "لكن من وجهة نظري كمحقق، أعتقد أنه قد يكون هناك فاعل آخر وراء ذلك، لكن لم اجد اي دليل يثبت ذلك بعد.  صمت توم و لم يكمل عن باقي التفاصيل لان من وجه نظره كل شي انتهاء ."

إيمي، وهي تستمع بانتباه شديد، شعرت بتضارب المشاعر يسكن قلبها.
استجمعت إيمي شجاعتها وسألت بصوت خافت، "توم، لماذا انتهت الأمور بوالديَّ إلى الانتحار؟"تنهد توم بعمق قبل أن يجيب، "في الحقيقة، إيمي، أنا لا أؤيد تماماً نظرية الانتحار. لكن الشرطة تعتقد أن ما حدث كان بسبب الذهب الذي وجدوه في المزرعة. يظنون أن أحد والديك قتل الآخر ثم انتحر، لكنني لم أقتنع بهذا التفسير أبداً."نظر توم إلى إيمي بعينين مملوءتين بالجدية والقلق، وتابع قائلاً، "لقد عرفت والديك جيداً. كانا يحبّان بعضهما بشكل كبير، ولم أستطع أبداً تخيل أنهما قد يفعلان شيئاً كهذا لبعضهما. هناك الكثير من الغموض حول ما حدث، وأشعر أن هناك شيئاً أكبر مما يبدو على السطح. للأسف، لم أتمكن من العثور على دليل يناقض نظرية الشرطة، ."ثم أضاف توم بصوت حازم، "إيمي، أريدك أن تكوني حذرة جداً بخصوص الذهب الموجود في المزرعة. لا تدعيه يؤثر على حياتك أو يجرّكِ إلى مخاطر غير متوقعة. الذهب قد يكون له قيمة، لكن سلامتك وسلامة من حولك أهم بكثير."كانت كلمات توم تشعر إيمي بالارتباك والقلق. كانت ترغب في معرفة المزيد عن والديها وحقيقة ما حدث لهما، ولكنها شعرت أيضاً بالامتنان لوجود توم بجانبها، يدعمها ويقف إلى جانبها في سعيها للبحث عن الحقيقة. .

عندما سمعت إيمي تفسير توم، لم تستطع تصديق نظرية الشرطة أيضاً. تغير السؤال الذي كان يدور في بالها من "كيف توفي والديَّ؟" إلى "من قتل والديَّ؟". شعرت بأن هناك لغزاً أكبر خلف وفاة والديها، وقررت أن تعرف الحقيقة مهما كلفها الأمر.
ثم قالت :اذا كانت وفاة والديّ فعلا بفعل فاعل فهل تعرف هويته؟
أجاب :ليس لدي أدنى فكره، لم تكن أجابته صادقه لكنه تفادى قول الحقيقه لان قولها  لن يغير شي و ليس اديه حتى اي ادله

سألت توم بحذر، "توم، هل تعتقد أن لعائلة بلينقيد علاقة بما حدث لوالديَّ؟"

توم توقف لبرهة، ثم هز رأسه بالنفي، وقال بصوت حازم، "لا، إيمي. لا أعتقد أن لعائلة بلينقيد أي علاقة بهذه القضية. ."

حاول توم إنهاء النقاش قائلاً، "أعلم أن هذه الأسئلة تؤرقك، لكن من وجهة نظري، لن يغير التحقيق في هذه الأمور شيئاً الآن. ما يهم هو أن نركز على مستقبلك وأن تكوني آمنة وسعيدة."

شعرت إيمي ببعض الإحباط من رد توم، لكنها كانت تعلم أنه يحاول حمايتها من الغوص في ماضٍ قد يكون مؤلماً وصعباً. ورغم ذلك، لم تستطع التخلص من الشعور بأن هناك المزيد من الحقيقة يجب أن يُكتشف.
ثم اضاف "أنت شجاعة، إيمي، وأعتقد أن لديك كل القوة التي تحتاجها لتجاوز هذه التحديات. أنا هنا لأي مساعدة تحتاجينها، دعينا نتعاون معًا للتغلب على الصعاب وبناء مستقبل أفضل لك."

في تلك اللحظة، شعرت إيمي بالأمل يتجدد في قلبها، وكانت تعلم أنها لن تكون وحيدة في رحلتها.
بعد أن شعرت إيمي بالارتياح في منزل والديها وتأقلمت تدريجيًا مع البيئة الجديدة، قررت البقاء هناك بشكل دائم. كانت تجد السلام والسعادة في تلك البيت الذي أحبته من النظرة الأولى، ولكنها كانت تعلم أنها لن تكون مستقرة تمامًا حتى تحدث التغييرات اللازمة في حياتها.

إيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن