الفصل العاشر :اكتشافات وترتيبات في المنزل الجديد

1 0 0
                                    

بعد وصولهم إلى المنزل الجديد، بدأ توم وإيمي في ترتيبه لضمان بقاء أفضل وأكثر راحة. بدأوا بتنظيف الغرف وترتيب الأثاث والمقتنيات، حيث كانت أولى المهام هي ترتيب الصالة الرئيسية. وضعوا الأثاث بطريقة تسمح بتدفق الفضاء وتوفير أقصى قدر من الراحة والمرونة. ثم انتقلوا إلى غرف النوم، حيث قاموا بترتيب الأسرة والدواليب، ووضعوا الملاءات والوسائد بعناية لضمان راحة مثلى أثناء النوم.

بعد ذلك، توجهوا إلى المطبخ، حيث قاموا بتنظيف الأطباق وترتيب الأدوات، وتنظيم المواد الغذائية في الثلاجة والخزانات. كان ترتيب المطبخ خطوة مهمة لضمان سهولة الاستخدام وتوفير جو من التنظيم والنظافة. أخيرًا، انتقلوا إلى المنطقة الخارجية، حيث نظفوا الفناء ورتبوا الأثاث الخارجي ليكون مريحًا للاسترخاء والاستمتاع بالهواء الطلق.

هذا الجهد المشترك في ترتيب المنزل لم يكن مجرد مهمة روتينية، بل كان فرصة لتوم وإيمي للتواصل والتعرف على بعضهما البعض بشكل أفضل. من خلال العمل معًا، نما بينهما شعور بالود والانسجام، مما أضفى لمسة من الحميمية والدفء على بيئة المنزل الجديدة.

بينما كانوا يرتبون المنزل، عثروا على صندوق قديم مغطى بالغبار، مليء بالكتب القديمة. لفتت نظر إيمي أغلفة الكتب المهترئة والمتهالكة، وبدأت بتصفح الصفحات بفضول. سرعان ما جذبتها القصص والمعلومات التي وجدت بين الصفحات. كانت الكتب متنوعة المواضيع، من القصص الخيالية إلى الكتب التعليمية والروايات التاريخية، مما أثار حماسها لاكتشاف المزيد.

كانت هناك كتب بأغلفة جلدية متآكلة، وأخرى بأغلفة ورقية مزينة بالرسوم التوضيحية التي تلاشت ألوانها بفعل الزمن. أحد الكتب كان يحمل عنوان "حكايات من الماضي"، واشتمل على قصص تاريخية عن البلدة التي يعيشون فيها. كتاب آخر كان عن نباتات الحدائق، مما جذب إيمي التي كانت تحب النباتات والحدائق. كما وجدت كتابًا عن الأساطير والخرافات الشعبية، مما أثار فضولها بشكل كبير. بعض الكتب كانت تحمل ملاحظات مكتوبة بخط اليد على الهامش، تشير إلى الأفكار والانطباعات التي كانت لدى القراء السابقين، مما أضاف بعدًا شخصيًا ومؤثرًا إلى تجربتها.

إيمي شعرت بالإعجاب تجاه هذه المجموعة الثقافية القديمة، وقررت جمع الكتب التي أعجبتها ووضعها جانبًا لإضافتها إلى مكتبتها الشخصية. تطلعت إلى قراءة هذه الكتب واستكشاف العوالم المختلفة التي تحتويها، وكانت متحمسة للتعلم والاستفادة من الحكم والخبرات التي قد تقدمها لها هذه الصفحات القديمة.

بينما كانوا يتفحصون الصناديق، عثرت إيمي على صندوق آخر يحتوي على صور ورسائل قديمة تحمل اسم "جون". شعرت بالفضول حيال هذا الاسم غير المألوف بالنسبة لها، فسألت توم عنه.

قال توم وهو يتأمل إحدى الصور: "جون كان عمكِ، لكنه توفي مريضًا منذ سنوات."

نظرت إيمي إلى توم بتعجب وقالت: "لم أسمع عنه من قبل. لماذا لم يخبرني أحد عنه؟"

توم تنهد وأجاب بحزن: "كان جون يعيش بعيدًا عن العائلة لسنوات طويلة، وربما لهذا السبب لم تسمعي عنه كثيرًا. كان شخصًا طيبًا ولكن لديه ظروفه الخاصة."

في الواقع، كان جون مفقودًا منذ مدة طويلة، وقررت الشرطة وفاته بعد فشلهم في العثور عليه، ولكن توم لم يشأ أن يثقل على إيمي بهذه الحقيقة، معتقدًا أن الموضوع ليس بتلك الأهمية بالنسبة لها في الوقت الحالي.

بعد الانتهاء من ترتيب المنزل واكتشاف الكتب القديمة، قرروا الاستمتاع بوقتهم معًا في الحديقة الخلفية. توم قام بتحضير بعض العصائر والوجبات الخفيفة للاستمتاع بها في الهواء الطلق. اختاروا مكانًا مريحًا في الحديقة حيث يمكنهم الجلوس والاستمتاع بالجو الرائع والمناظر الطبيعية الخلابة.

أمضوا بعض الوقت يتحدثون ويضحكون، مشاركين قصصًا وذكريات معًا. تبادلوا الأخبار والتجارب، وبنوا روابط أقوى بينهم. كانت الأجواء مليئة بالسعادة والهناء، وترسمت الابتسامات على وجوههم بينما يستمتعون بلحظات الهدوء والاسترخاء في الهواء الطلق.

شاركت مارثا، والدة توم المسنة، في هذه اللحظات المميزة. جلست معهم في الحديقة، واستمتعت بالحديث وشاركتهم في الضحكات، مما أضفى على الجو أجواءً من الراحة والاطمئنان. عندما عادوا إلى الداخل للاستمتاع بالوجبة الرئيسية، كانت مارثا موجودة لتتحدث معهم وتشاركهم في لحظات الانسجام والتواصل العائلي، مما جعل حضورها دافئًا ومرحبًا، يضفي المزيد من البهجة على تجربتهم.

بالإضافة إلى ذلك، أمضت إيمي بعض الوقت مع مارثا تتحدثان عن الكتب التي وجدتها. كانت مارثا على دراية ببعض تلك الكتب، وأخبرت إيمي بقصص شيقة عن كيفية وصول تلك الكتب إلى العائلة وعن الأشخاص الذين قرأوها. تبادلوا أطراف الحديث حول محتويات الكتب، والقصص التي تحملها، والمعارف التي يمكن أن تكتسبها منها.

في النهاية، هذا اليوم لم يكن مجرد يوم لترتيب المنزل، بل كان بداية جديدة لعائلة صغيرة تجد السعادة والراحة في حضور بعضها البعض، مستعدون لمواجهة المستقبل بروح من التعاون والمحبة. كانت الكتب والصور والذكريات التي اكتشفوها رمزًا للروابط العائلية التي تجمعهم، وتعزيزًا لقيم الحب والتواصل التي يسعون للحفاظ عليها..

إيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن