الفصل 4

167 16 51
                                    

أول ماقابل عسلياتها هيئته

من يجلس بركن الغرفة ضاما قدماه الى صدره

لايكف عن التأرجح مع تكرار كلمات اختلف صدى صوته عند نطقها

خطوة

خطوتان

ثلات خطوات

وهاهي قد أصبحت على مقربة منه
مدت يدها تحاول مساعدته على الوقوف

لكنها ارتمت أرضا بعد قام بدفعها

استقام من مضجعه بعد أن افترشت هي الأرض

أظلمت عيناه وكأن نوعا من العمى قد أصابه

أصبح كمن فقد قدراته العقلية لقد بدى مجنونا بل أكثر

يدور حول نفسه كما يقوم بشد خصلاته المتدلية

ومن تفترش الأرض لم تكف عن النظر له
أصابها نوع من الذعر والفزع

فمثل حالته لم يسبق لها أن رأت

تحركت تستقيم من موضعها والدموع قد تشكلت فوق عسلياتها

تكبح تلك المياه وتمنعها من السقوط

فضعفها في هاته اللحظة لن يفيد في شيء

تذكرت من هي

تذكرت ما لها وما عليها

ولم تجعل من مخاوفها أن تستولي على فكرها

تقدمت منه من جديد وأمسكت رغسه تحثه على التوقف

نظر معمقا الى محاجرها كأنه يغوص ويستكشف

فوق سوداوياته طبقة كالزجاج تلمع لمعانا ساحرا

هل هي دموع ؟

هل يبكي ؟

ترددت أسئلة الى فكرها لكن اعتبرت أن تهدئته من أولوياتها الأن

لم يدم سكونه طويلا

فهاهو ينتفض بقوة جاعلا من جسدها يرتد الى الخلف

"ابتعدي أكرهك ..أبغض وجودك بجانبي "

استرسل حديثه بعد أن ابتعد عنها بضع خطوات

"أيهمك أمري الأن بعد كل ما حدث بالماضي تتحدثين كأن شيئا لم يحدث تقتربين كأنك لست من دمرني أو تحسبينني مغفلا أنت فقط ...... فقط لما أنت هنا "

تقف مقابلة له لكنها لم تفهم المراد من كلماته

لكنها أيقنت أن كلماه يخص شخصا ما
وذلك الشخص ربما كان السبب في حالته الآن !

اتجه الى زاوية من زوايا الغرفة والتقط قطعة زجاج مرمية على الأرضية
ينظر معمقا الى انعكاسه وابتسامة مختلة قد رسمت على معالمه

رماها بعيدا بعد مدة زمنية ليست بطويلة لتنكسر بدورها الى أشلاء

وأخد يكسر كل ما يوجد بغرفته يمزق ثيابه

Disturbance  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن