5

115 10 6
                                    


.
.
.
.

جلست وسلطان على الأريكة البيضاء التي احتلت الركن الأيمن من الصالة، وإلى الأمام طاولة وضعت عليها ام سلطان الضيافة، أخذت الشاي من يدها شاكراً إياها بامتنان، كل هذا تحت أسماع حسن، تنهدت ارتشف منه، ونظرت الى سلطان اقول ممازحا

- أوه يا سلطان، مضى شهر على آخر مرة رأيتك فيها، كيف حالك؟ هل ازداد طولك ام ما تزال تكافح حتى تصل إلى كتف والدك؟ انهض دعني أرى!

تأفف سلطان، وبدى لي طبيعياً وليس كما قال حسن، غاضباً، خلت أن حسن يبالغ، حتى عادت ملامح سلطان للعبوس، تركت من يدي الكأس، وتربعت على الأريكة أقابل سلطان، وضعت الهاتف على الطاولة الزجاجية، أدرت وجه سلطان حتى يقابلني، نظر إلي حزيناً، لانت ملامحي وسألته عما أصابه، قرأت فيه ترددا ولم يشأ أن يحدثني، فتجاهلت السؤال، ورحت أكلمه في أشياء أخرى

- هل زعلت من كلامي ؟ ما تزال طفلاً إذا وأنا الذي صدقت حسن حين كان يصف كم انك كبير ويعتمد عليك

ضحكت، أحاول أن الطف الأجواء لكنه الجمني بحجر، جعل ضحكاتي تتلاشى

- حسن، ماذا قال لك ؟ أعلم أن مجيئك ليس من فراغ، ماذا علمت؟

اربكتني صراحته وسرعة بديهته، لم تخطئ يا حسن، سلطان ليس طفلاً صغيراً، إن والده قد رباه على أن يكون رجلاً منذ ولد، لم تجدي حيلتي معه، لأني عاملته على أنه طفل في الرابعة عشرة من عمره، أخبرته بجدية

- أنت تعلم أن حسن لا يعرف شيئاً، كيف تظن أنني قد علمت؟

تنهد سلطان، اشاح بوجهه عني، وكتف يديه، أكملت كلامي

- لماذا ؟ أراد فقط ان يعرف أن كنت قد مللت منه، أراد جواباً منك

لم يستجب لي، فأكملت

- لن أسمح لك أن تنعته بالمنافق وتلعنه، يجب أن تخجل من نفسك، أنت تجعله يبكي حزناً

التفت إلي وجلا، وقد حمرت عينيه، ضيق جفنيه مركزاً في وجهي، قال

- هل هو حزين؟ أقصد ألم يكرهني مثلاً أو يسبني؟

لكمت كتفه بخفة، أرد عليه بشيء من السرور

- أنت تعرف حسن أكثر من أمه، هل تسألني بعدها ؟

تبسم، تظهر أنيابه، أتذكر حسن، راكد مثل بحيرة ملامحه، وسلطان إن كل شيء فيه حاد، غضبه، حزنه، وحتى ملامحه، رباه، كيف ألفت بين هذين الروحين؟

ميَّال الشَمسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن