.
.
.
.تراجعت عدة خطوات، تحدث إليه، إلى هذا العملاق الذي يكاد أن يفتك بي
- ما لك ؟ علمنا إنك مفتول العضلات لكن لا تستعرضها على الناس!
- أنت هو الضعيف، أما أنا فلم أعرض شيئاً.
أكمل يقول تحت نظراتي التي اخترقت رأسه
- أنت الوحيد الذي لن اسامحه
أملت رأسي متسائلاً عن تغير الحديث، وحطت خصلات شعري على كتفي، لقد انقطع الرباط الذي جمعتها به، وها هي تتمرد، وأكمل هذا الآزر كلامه
- لقد اذيت عدن، ولن اسامحك على ذلك!
- كنت امزح معه! أنت لا تجيد المزاح فقط !
- صه!
وضع إصبعه أمام فمي، اتفرس في وجهه، أود لو انقض عليه واقتله
- لن أنسى مطلقاً تلك المرات التي ازوره بها فاجده يبكي، أنت قد حطمته! أخذ فترة طويلة يبتعد عن كل ما كان يبهجه، توقف عن تأمل السماء، اللعب مع الأطفال، والاستماع إلى القرآن! كاد أن يترك الصلاة، بسبب وغد حقير مثلك!
انفرجت جفوني وكادت عيني تخرجان، صحت فيه ابعد يده عن وجهي
- وما شأني أنا بصلاته! هل تريد ان تلقي اللوم علي! انظر إلى نفسك، هذا مضحك ، رباه ! ثم إنه قد سامحني، فلا لزم لي بك، امرك وحذائي واحد، بل حذائي يهمني أمره أكثر منك!
دفعني بقوة وهبطت على الأريكة، كنا ما نزال في الصالة، وعدن سمع، اقسم، لقد سمع كلامي هذا
- أنت تمتلك الشجاعة ها؟
بصقت في وجهه، بابتسامة جانبية ضيقة قلت
- الكرامة التي لا تملكها أيها الوغد
ضحك بصوت عالي، ومسح وجهه، احتدت عينيه السوداء، واظلمت بعد ذلك وكأن نور المكان لا يجيد الوصول إليها، يموت عند منتصف الطريق، دنى مني، ومال بجذعه حتى رفع ذقني إلى الأعلى، حدقت في وجهه، ارغب في أن اعض هذا الأنف الحاد، اقتلعه من مكانه، حتى لو عنى هذا كسر جميع أسناني! قال هازئاً
- جيد، هل تعلم، إن كسر كرامة الرجال أحلى عندي من السكر ؟
قهقهت في وجهه، ثم انطلق لساني دون أي جهد، في توجيه الكلام الجارح
- أيا منكما كسر كرامة الآخر إذا ؟ هل هشم عدن كرامتك، أنت مثل الخاتم في إصبعه، أو ربما أنت من فعل ... أنت من حطم عدن أولا عندما ارسلته ل...
أنت تقرأ
ميَّال الشَمس
Teen Fictionأتأمل الأعوام التي مرت بين يدي، خلسة، وكأنها تهرب مني، من جلادها، من وباء، أحدق من زجاج النافذة إلى الطريق المعبد، والمباني المتطاولة، أفتش بعيني لعلي ألمح طيف الماضي المختبئ بين زوايا دنيانا هذه، وددت لو امسك به، أسأله عما فعلته، لماذا أضاع مني روح...