جُمُودْ

116 18 7
                                    

سبحان الله ،لا إله إلا الله
الحمد لله ،الله أكبر
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
____________________________
ينتظر على كرسي أمام سريرها ،لم تفتح عينيها منذ ثلاث أيّام .
لِما دافعت عن من أطعمها للعملاق! ؟
لم يعد يعلم كيفَ تُفكّر!
"ليفاي يمكنك الذهاب فأنا بِجانبها "
"لا يهم"
"لا أدري كيْف تمّ التغاضي عنك ؟
ولم تتم محاكمتك ،مالذي فَعَلته لك ؟
لتُسبّب لها جرحاً كهذا؟
إنّها مجرّد طفلة بالحادية عشر ،يُتِّمت ،وتمّ إخبارها عن الموت بين الكثير من الأموات
لا أدري من الأسوأ أنت أم إيروين ؟"
لم يُعقّب على كلام هانجي واكتفى بالصمت .
"إنجيليتا"
لم تَرُد فلم يكُن بِوسعها
"كيف تشعرين ،؟هل أنت بخير؟"
إزدردت ريقها بصعوبة محاولةً الكلام ،وقالت بتعب
"أعتقد ذالك"
"سأذهب لأخبر الطبيب"
ظلّت هي وليفاي بالغرفة
"هل كتفك يؤلمك؟ "
"أجل "
أجاب ببرود لم يتماشى مع مضمون كلامه
"لا أدري كيف يمكنني تعويضك،يمكنك طلب ما شِئت وسأقوم به"
أجابت ببرود على غير عادتها
"إحتضنّي "
ما معنى ذالك؟،لم يحتضن شخصاً من قبل ،وكيف سيحتضنها وهي مصابة ،
لكنّه كان عند وعده
واحتضنها .

كانت بحاجة لكتفٍ تبكي عليه ؛لأذرع تضمها ،لا يهم من !
"أنا آسفة"
أجاب وذقنه فوق رأسها "ماذا؟"
"على إليزابيل وفارلان"
سكَت ،إنها تُعزّيه بعد كلّ ما حدث
خرجت من بين ذِراعيه وقالت
"هل دفنتهم؟"
"أجل "
"خذني إليهم "
دخلت هانجي والطبيب
تفاجئت بأن إنجيليتا ممسكةً يده وتكلّمه بشكل طبيعي .
ربما لم تعلم بأنه من هشّم كتفها بعد.
قام بفحصها الطبيب
"إنها بخير نسبياً،فقط تحتاج أن تتغذى جيداً "
خرج الطبيب
قالت هانجي وهي تمسك بيدي إنجيليتا
"آسفة على ما حدث ،أعلم أن خسارة 5 أشخاص في يوم واحد أمرٌ صعب"
"لم أخسر إلا اثنين "
إلتزمت هانجي الصمت،تعلم بأن بعض الناس ينكرون موت أحبابهم ،لكنها لم تسمع بالإنكار الجزئي من قبل .
"هانجي أنا أتكلم
جدياً، إنّ إيروين من أكثر البشر الذين يجيدون الكذب
لم ألتقي كاذباً محترفاً مثله"
"ربما"
"ليفاي خذني لإيليزابيل وفارلان "
صاحت هانجي "إنجيليتا أنتِ مصابة"
"لا مشكلة إن الإصابة في كتفي وليست في رجلي "
ساعدتها هانجي في النهوض ،ووضعت عليها سترةً ثقيلة تقيها البرد، وأعطتها سندويشا حضرته لها باتي لتأكله بالطريق
"هل باتي قامت بتحضير هذا؟"
"أجل"
"لما لم تجلبه هي؟"
"قالت بأنها لن تحتمل رؤيتك هكذا"
"حسناً "
في الطريق لقبر فارلان وإليزابيل
إلتقيا إيروين
"حمداً لله على سلامتك "
قالت مغمغمة
"شكراً"
وأكملا طريقهما
"غدا الساعة الثالثة ظهراً ،سنذهب أنا وأنت وبعض الأشخاص لنصنع قبراً رمزيا لعائلتك"
"فلتذهب للجحيم"
وأكملا طريقهم للمرة الثانية
جلست بجانب قبرهما
"فارلان تمنّيت بأنه لم تكن آخر ذكرانا مع بعضِنا خصاماً ،لكنّي أسامحك وأتمنى لك السعادة أينما كنت "
"عزيزتي إليزابيل كم سأشتاق لك ،أنا واثقة بأنكِ سعيدة أينما كنتِ"
"ليفاي !"
"نعم"
"كم أنت وغد!"
"حسناً"

"هل تعتقد أنّي مجنونة لأنني أرى أن عائلتي على قيدالحياة"

"لا، لا يوجد دليل إلا كلام إيروين"
"لكن لا يوجد دليل أنهما حيّان أيضاً"
لم يكن يعرِف كيف يواسي ،ولا يبدو بأنّ إنجيليتا الآن بحاجة لمواساة .
منذ أن عرفها ،كانت تبكي في البداية ؛ثمّ تصبح تفكّر بشكل منطقي وتتقبل الواقع وتبحث عن حل للمشكلة،لكن هذهِ المرة هي لم تبكي حتى !.

بعد مرور شهرين تحت شجرة التفاح
"إشتقت لإليزابيل وفارلان"
"أجل"
"أجل ماذا؟"
"لا شيء، يمكنك الرجوع لإرتداء ملابسك الملونة ،أعلم أنك تكرهين الأسود "
أجل ،لا يمكننا أن نبقى حزينين للأبد،لكن الأسود يليق بي صحيح؟"
لم يرد
"صحيح؟"
"لا أدري"
تصنّعت الحزن على وجهها ،لكنه بقى على موقفه .
"اوه تذكرت أخبرني إيروين بأن أمر عليه في مكتبه"
"سأذهب معك "
"لماذا؟"
"هكذا"
إنه يثق بإيروين في أمور الحرب ،لكنه لا يثق به من ناحية إنجليتا
فقد كان يراها والعملاق يلتهمها ولم يحرّك ساكناً

"إجلسي "
ظلّ ليفاي واقفاً في زاوية الغرفة
"ستبلغين الثانية عشر قريباً،لذا أرغب بسؤالك هل ما زلتِ تريدين أن تكوني بفيلق الإستطلاع؟"
لا تدري ،لا تشعر بأنها تريد القيام بأي شيء ،فقد أمضت الشهرين الفائتين الفائت تحت شجرة التفاح تنظر للسماء ،ترسم صوراً لعائلاتها ،وتتبادل أطراف الحديث مع باتي وليفاي وهانجي ويجبرها ليفاي على التدريب يوماً بعد يوم.
ربما ستوافق إلى أن تعلم ما ترغب به
"ستذهبين للكلية العسكرية الأسبوع المقبل"
"ماذا؟"
"سيعلّمونك هناك بأن لا تكوني جبانة"
"أيها الوغد ،الجبان الذي يجبن من قول الحقيقة كأمثالك"
"أياً يكن،جهزي نفسك بعد أسبوع ستذهبين"
خرجت إنجيليتا من الغرفة
"لما ترسلها هناك؟أستطيع أن أدرّبها هنا أفضل منهم بعشرات الأضعاف"
"أريد أن تكسب مكانها هنا بجدارة،بالإضافة ربما ستقرر الإنضمام إلى الشرطة العسكرية الذين يختار منهم فقط من العشر الأوائل ."

مستلقية على سريرها تفكّر ،يبدو بأنها ليس لديها أي رأي في حياتها
ربما إن عدتُ لمنزلي وعشتُ فيه سأرتاح ،لكنها حياة بدون هدف ،وأنا بأمس الحاجة إلى هدف يشغلني،حتى إن تصرفت وكأنني سعيدة ،لكني في الواقع أشعر بأن روحي مستنزفة
بل تستنزف كلّ يوم أكثر فأكثر
فما مررتُ به لم يكن سهلاً.
"لما وافقتِ"
"وافقتِ ! تعبير مبالغ به لم يأخذ أحد رأيي لكي أوافق أو أرفض"
"هل ترين الذهاب للكلية!؟"
وأخيراً هناك من يهتم لما ترغب
"أجل "
"...."
"الأسود يليق بك"
ماذا ؟ لما الآن ؟وما دخل ؟ وكيف ؟
أخفى إبتسامته على ملامح وجهها الغير مستوعب
حتى تراء له بأن دخانا يخرج من أذنها
بعد خمس من الدقائق
"اااها الآن هذا إجابة سؤالي تحت الشجرة ،فلتذهب للجحيم لم أعد احتاج رأيك الآن"

Enjelittaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن