أَسْمَعُ إليزابيل تناديني !
"إنجي ،عزيزتي ليفاي يريدنا في الغرفة سيخبرنا بشيءٍ مهمْ"
ناههه خطتهم الغبية تلك !
في الواقع كنت سأقع فيها لو لم أدري بالأمس بها ،
رددت عليها بنبرةٍ يشوبها البرود وتتخللها القسوة
"إذهبي وأخبريه بِأن يذهب للجحيم"
"مابكِ أنجيليتا"
"ليس من شأنِك ؛ولن تحبسوني في الغرفة وسأذهب! ولن أسمح بأن تقتلو إيروين ،
وداعاً."
وذهبتُ مبتعدةً عنها فأمسكتني من يدي،وقالت بنبرة متوسلة
"إنجي"
لم أتحمّل تلك النبرة في صوتها
تنفست الصعداء وعدت لنبرتي العادية
"نعم إليزابيل"
"لا تغضبي مني أرجوك ؛لو كنت أعلم أنكِ تحبينه لما وافقت ليفاي أبداً في قتله"
"وهذه المشكلة يا إليزابيل
أنتم قمتم بفرض هذا الإفتراض بدون أن تعلموا حتى طبيعة علاقتي معه ؛بالإضافة أنّي لا أسمح بسلب الحياة من الأشخاص من أجل هويات السطح ،لا أعتقد بأنّي قادرة على مسامحتكم ،أبداً"
يا إلهي عيناها تترقرقان بالدموع
لكنّي ! لكن ..ياهه ، ييدو أنّي سأضعف أمام تلك الدموع
هل أذهب!؟
لما أحتضِنها الآن؟
المشاعر أمرٌ معقدٌ حقاً
فأنا الآن أحتضن من كانت ستشارك في قتل خالي !ها نحن ذا أمام بوابة
أصبحتُ أتنفس الحماس بدل الهواء
لكن لا زلت غاضبةً كثيراً من ليفاي وفارلان
فبعد أن أخبرتهم إليزابيل بموقفي ؛
لا يزالون يصرون على خطتهم ،
بل حتى عندما رأوني تجاهلوني كلياً
أحسستُ وكأنني شجرة أمامهم .
حتماً،إنهم أوغاد.يا إلهي الأحصنة تعبر البوابة
امتداد وامتداد من الأخضر والأزرق .
وعلى وجهِ من كانو أصدقاء الثلاث حمرةٌ طفيفة تعلوا وجوهمم
في الواقع تلك الحمرة مع أشعة الشمس، جعلت ليفاي يبدو لطيفاً،خصوصاً بأن إنبهاره جعل عينيه الناعستين دائماً ينفتحان محدقتان بالمكان .
مالذي أفعله؟.
يجب عليّ التركيز على المهمة.يبدو أننا سننقسم إلى أكثر من مجموعة .
كم من المطمئن أنّ ليفاي وإيروين ليسا بنفس المجموعة .ماهذهِ المخلوقات البشعة؟
حصاني قد هرب من هول منظرهم.
يا إلهي!
هل أناخائفة؟
بالطبع وإلاّ لِما أنا متجمدة الأطراف؟
إن الخوف يمنعني من الحراك .
يا ليتني إنتظرتهم ولم أخرج للبحث عنهم ؛ إذا هم لم يريدو إصطحابي معهم لما ألحق بهم ؟.
مالفائدة ؟و مالمغزى ؟
وها أنتِ ذا تجنين عاقبة غبائِك
هل هذا عملاق يقترب مني؟
بدأت الرؤيا تتشوش لدي
أشعر أنه سيغمى علي عن قريب
"إنجيليتا ،إستلي سيفك واقتليه وإلا متِّ"
واو !
من صاحب المعلومة المفيدة هذه؟
شكراً إيروين لم أكن أعلم.
لم أستطع الحراك وظللت على وضعيتي المتجمدة نفسها
"إنجيليتا ؛ إنّ هؤلاء من قتلو عائلتك ،فإن أردتي يمكنك الإنتقام الآن ،وإن لم ترغبي يمكنك اللحاق بِهِم "
لا زال جسدي متجمّداً
سِوا عينيْ التي إمتلئت بالدموع
وعقلي الذي ينكر هذا الكلام .
أنّى لهم أن يموتو ؟
"أخبراني إن لم يرسلا لمدة شهرين متتاليين فهذا يعني بأنهم ماتو وهم لم يُرسلا منذ سبعةِ أشهر"
هذا كثير ،لا يمكنن لااااااا يمكنننن.
إنني أرتفع من على الأرض ،وأسنان العملاق الممتلئة بالدم تقرب منّي أكثر فأكثر.
أغمضت عينيَّ مستسلمةً لمصيري ،لم أعد أرغب بالتنفس أو الحياة .
لا أهتم إن كانت نهايتي في فم عملاق.
وإن بدا ذالك مقزّزاً بعض الشيء ،
ربما ألتقي أمي وأبي بعد أن أموت ،
كم اشتقت لهما .إنتشر الضباب ،وصعبت الرؤية ،واختفت العمالقة تحت تلك السحب المنخفضة .
كان ذاهباً ليؤدّي مهمته ، وإن كانت "غير أخلاقية" لا يهم ،فما هي الأخلاق أصلاً؟
ومن ذا الذي حدَّد معاييرها؟؟!
هل هذهِ يد لبشري !؟
جثث وأنصاف جثث وأموات وانصاف أحياء على مدِّ النظر
"إليزابيت فارلان "
ثبّت الفتاة المغمى عليها بالحصان جيداً لأنه مضطر للإسراع، الفتاة التي يزعم بأنه أنقذها من خالها الذي أراد قتلها .
لا يمكن !
ليس بالضروري إن كان هذا الرأس بشعرٍ أحمر فهو لإيليزابيت.
نصف الجسد ليس لفارلان .
ما أغبى ذالك العملاق عندما لفظ فارلان أمامه .
جُنّ جنون ليفاي ،قام بتقطيع عملاق التسعة أمتار أجزاءً متناهية الصغر .سبب موت رفيقيه ووجوده هنا يقف أمامه ،شامخاً كالصقر .
ما تلك الملامح الحجرية التي يَرْمقُ بها؟
إستلَّ ليفاي سيفه وذهب ليقتله
"أنت سبب كلِّ هذا"
وإنغرز السيف في اللحم
و لكن للأسف لم يكن اللحم المراد غرزه بِه ،فقد حال بينه وبين إيروين شخصٌ آخر .
قال والصدمة تعلو وجهه "إنجي"
قالت متألِّمة والدماء تقطر من كتفها الأيمن
"القتل ليس الحل"
كلامها صحيح فلولا لم يوافق على القتل
من البداية لما اضطر لترك رفيقيه .ولما كانت "إنجي" تنزِف الآن
رمى له إيروين الوثيقة بعد أن قام بحملِ إنجيليتا كي تعالج ، وأعطاه خطبةً لن ينساه مدى حياته ،كان مضمونها
"لا تندم "
وها هو يعود جاراً عربة بها رأس إليزابيل ونصفُ جسد فارلان،ومقرِّراً بأن يتبع إيروين طول حياته .