« اللهم لا تجعلنا من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك »
آمين
____________________________
في المطبخ باتي تعدُّ الإفطار ،دخلت هانجي
"صباح الخير باتي"
"صباح النور هانجي _سان"
"في الواقع جئتُ أسألك عن أمرٍ ما، إمّا أنني أتوهّمه وإما أن يكون صحيحاً"
قطّبت باتي حاجباها فليس من المعتاد من هانجي أن تتكلم معها بجدية .
"ماذا؟"
"هل تعتقدين أنَّ إنجييليتا بخير؟"
"لا !أبداً ،إنّها تدّعي القوة والسعادة كالبلهاء فقط "
"وهذا ما أراهُ أيضاً"
"لا أدري لما هذا الغباء،كان يجب أن تحزن وتبكي كثيراً في البداية ،إنّ الكبت لن يزيد الأمر إلاّ سوءاً"كان ليفاي قادماً ليشرب الشاي،لكنهم عندما سمعهم يتكلمون عن إنجيليتا أجّل شرب الشاي، وقام بالإستماع لحديثهم.
ضايقه حديثهم قليلاً ،لإنهم يفهمونها خطأً
فهي لم تهتم يوما كيف يبدو مظهرها أمام الناس ،إن كان البكاء يريحها فستبكي ولن تهتم لهم مثقال ذرة،لكنها الآن إن بكت فستعترف أمامهم و أمام نفسها بأنّ عائلتها ماتت.
دخل المطبخ ،وحضّر كأسيْن من الشاي.
"صوت باب غرفة إنجيليتا يُقرع"
"من!؟"
"ليفاي "
"أدخل"
"اوه يالا اللطف أحضرت معك الشاي ،بالرغم إني لا أُفضّله لكن سأشربه تقديراً لأتعابك"
"هذا لأنك لا تملكين ذوقاً !لا تقلقي أكثرت بهِ السكّر"
بدأت في الإرتشفت من كأسها
قال ليفاي" يجبُ عليك أن تعرفي بعض الأمور قبل ذهابك للكلية"
أجابت بعد أن إرتسم على وجهها ملامح جدية " وضّح أكثر !"
"يجب أن تعرفي إذا كانت عائلتك حية"
شعرت بوخزة ألم في صدرها فوضعت يدها عليه ،لكنها سرعان ما ابعدتها
لاحظ ليفاي ذالك لكنه لم يعلّق
"كيف ذالك؟"
"إذهبي وقومي بسؤال إيروين وليعطِك وعداً أن لا يكذب"
أجل فكرة سديدة ،هل تودُّ المجيء؟"
أجاب ببرود
"لا"
سكتت إنجليتا قليلاً ثم قالت
"حسناً أعتقد أنها ليست فكرة جيده"
"وما تغيير الرأي المفاجئ هذا؟"
في الواقع لم تشعر بالرغبة أن تذهب
وحدها
"ااا،لاشيء"
يبدو أنه اكتشف بأنها لا ترغب في الذهاب وحدها
"إن ذهبتُ معك على ماذا أحصل؟"
"يا إلهي من المفترض أن تكون كل طلباتي مجابة الآن ،فأنا بعد أسبوع لن ترونني لسنين"
هو يعلم أنه سيراها وإن هي لم تره ،من طبعه أن يكون وفياً مع أصدقائه
"على ماذا أحصل"
"تباً لك،ما رأيك بأن أُحضّر لك الشاي لمدة ثلاثة أيّام"
"بل اربعة ،بالرغم من أن شايك مذاقه كالقذارة"
"حسناً أربعة ،إنهض الآن"..أمام مكتب إيروين..
"من؟"
"ليفاي"
ثمّ صمت قليلاً وقال" وإنجي"
دخلا وجلسا أمام مكتبه
عمّ الصمت لدقائق حتى كسره إيروين
"هل جِئتِ لتعدلي عن قرار ذهابك للكلية ؟"
"لا"
"ماذا إذاً؟"
أجاب ليفاي"ستسئلك إنجي ويجب أن تعدنا أن تجاوب بالصدق"
"حسناً"
" قومي بسؤاله "هذا الموقف ثقيل عليها،قلبها خالف الطبيعة وأصبح ينبض 600 نبضة في الدقية ،مسامها لا تدّخر جهداً ،حتى التصق شعر مقدمة رأسها بجبينها من العرق ،تريد الإنسحاب،باتت لا تريد الحقيقة مهما كانت
حتى قطع صوته توَتُّرها
"لا تكوني جبانة وإسئليه"
لم تعد تحتمل منادتها بالجبانة،طفح الكيل بها حتى صرخت بهم قائلة محاولة عدم إظهار عبراتها .
"انا لستُ جبانة! ومن يراني هكذا فهذه مشكلته ،إيروين يا من تُسمّى خالي أخبرني مالذي جرى لهم! "
صمت إيروين لبرهة ثمّ قال
"إنجيليتا ،والدك ووالدتك ماتا والذي أخبرني بهذا هو أخوك [روميو]في رسالة أرسلها منذ ستة أشهر...ثمّ قام بالنهوض وجلب الرسالة
وقام بإعطائها لها لم تستطع إمساكها فجسدها كله يرتعش كغصن شجرة هزيل في ليلة عاصفة
أخذ ليفاي الرسالة وقرأها بصوت عالٍ
"من روميو
لقد أمسكو بوالديْ وسيعدمانهم ،حاولت بكل الطرق لم أستطع أن انقذهم وبالنسبة للمهمة فأجل لم نستفد منها سوى إرضاء الفضول فتوقعاتك كانت صحيحه لكنك خسرت اختك وزوجها لا الومك على موتهم فقد ذهبا بإرادتهم وقد كان لهم مصلحة إن لم يكونا قد ماتا الآن
ها أنا في طريقي للعودة إن لم أعد خلال أسبوع فهذا يعني أنني متُّ أيضاً
أرجوك إعتني بأختي جيداً لا تجعل عينيها تذرف دمعاً أبداً،لا تجعل للحزن ممراً لقلبها فآخر أمنياتنا في هذه الحياة أن تكون إنجيلتا سعيده "
طوال قراءة ليفاي للرسالة لم تتوقّف شهقاتها ،ليفاي ينظر لها ولا يعرف ماذا يفعل ،هل ينادي هانجي ؟
لكنه تذكّر الذي طلبته منه المرة الفائتة
قام بأخذها لحضنه ،أخذها من مكتب إيروين للخارج
لا يعرف ماذا يفعل أو يقول ،ظلّ متخبّطاً هل يذهب وينادي هانجي وباتي أو يظل هنا وهي في حضنه حتى تهدأ.
منظرها وهي تشهق وتبكي ليس بالشيء الهيّن لديه .
فهي فقط من بقى له.
فقد كانت عزيزة عليه عندما كان معها آخرون
فكيف بالآن وهي الوحيدة .
ربّت على ظهرها
"حسناً هش هذا يكفي، هل تريدين أن أقتل إيروين؟"
حدّقت به من الصدمة لثوانٍ ثمّ عادت لبكائها
الجو في الخارج حيث هما أصبح أكثر صقيعاً
"هيا ندخل ستصابين بالزكام"
"لا قدرة لي"
قام بحملها ووضعها في سريرها وذهب لهانجي وباتي
"إنجي تحتاجكم ،أظن"
قام بالذهاب لغرفتها ،وعانقاها كلاهما ونامت إنجيليتا وسطهم في تلك الليلة
أمّا ليفاي فنام على كرسي في ركن الغرفة.
في الصباح فتحت عيناها وجدت الكل نائم في غرفتها ،حتماً إنها محظوظة بهم
"أريد أن أصنع قبراً لهم "
بالطبع ،إن أردتي سنذهب لدار العبادة و..
قاطعت هانجي قائلة
"عائلتي لم تكن مؤمنة بهم "
أجابت هانجي
"ولا أنا"
"لكنهم كان يؤمنان بإله في السماء"
قال ليفاي
"وما إسمه؟"
"لا أدري ،لكنه في السماء ،لا يأخذ مالاً منّا ولا يحتاج منّا شيئاً أصلاً لكنه يستجيب لنا عندما ندعوه ،هكذا كان أبي يقول ."
همس ليفاي"إن كان موجوداً فهذا من يستحق أن يكون إله"
قالت باتي"أنا أؤمن به"
هانجي "منذ متى؟"
أجابت"الآن"
ليفاي"إنهضي واغسلي وجهك ولنذهب"
"حسناً"
قبل ذهابها سئلتها باتي
"هل أنتِ بخير؟"
أجابت "بالطبع،إنّ والداي وأخي كان يصلون للإله ويفعلون الخير،بالطبع فإنه لن يخذلهم وبالطبع هم أفضل حالاً الآن،وفي يومٍ ما أنا أيضاً سألحق بهم ونبقى هناك في نعيمه للأبد "