18

154 9 0
                                    

« مـكتب شَـغل صُـهيب »
الـكل وبـدون أدنـّى إسـتثناء مبـسوطين بـرجعته بعَـد هالـغيبه أسـتقبلوه بِـحفاوه وحُـب كبـير وإمتـنان..كان صُـهيب من الـمؤظفين المـثاليين للمُـدراء وايضًـا كَـاسب مَـحبة وثـِقة زُمـلاءه،بَـعد ماسلموا عليه وتَـحمدوا له بالسلامة أنـصرفوا لِـ أعـمالهم وأختـلى بِـمُدراءه..
الـمُدير مُـعاذ بإبتسامة:الله ياصُـهيب لو تعرف مَـدى فَـرحتي وإنـشراحي هاليـوم!
حَـط يَـده على صدره صُـهيب وبإمتنّان:ياحـبيبي والله أنـي سـعيد وجدًا بـوجودي بالـمكان اللي أنتـمي له وكَـوني بيـنكم من جديـد
أبـتسم مُـعاذ وهَـو يأشر له:مـكتبك يـنتظرك من يـوم تَـركته أكـيد أنـه واحـشك تـفضل!
هَـز رأسـه صُـهيب بإبتسامة وتؤجه لمكـتبه فَـتح باب الـمكتب وأسـتقبلته رائحة العـود أسـتنشقها بِـكل حُب وإسـتشعار لِـ جمال هاللحـظه! تـقدم وَهـو يمرر يَـده على المـكتب ويـتحسس الأوراق والكتب اللي عـليه..كان كل شيء مثل ما تـركه وأفـضل!
جَـلس على الـكرسي وهَـو يـتأمل أرجاء المـكتب تنهَـد تـنهيدّة طـويله تَـعبر عن مَـدى تـعبه وكـآن فـرحته بـاهته تكَّلم بـصوت خافت:لـيتك معاي ولـيتنّي أسـمعك وتـسمعني؛ وليـت التمنّي يَـنفعُ يـومًا.. الله يـرحمك!
فَـتح درج كان بِـجانب مكتـبه وطَـلع منّـه دفـتر صـغير باللون الأسـود كان عـليه غُـبار خَـفيف نَـفخ علـيه ومَـسحه بـيده..فَـتحه وبدأ يقـلب بِـ صَـفحاته يـقرأ صـفحة صفحة سَـطر سطر مافَـوت شيء ابـدًا! ماكان بـتشفقه هذا يـدور شيء لأجـل يذكـره بـِصـديق طـفولته لـكنّ كان يَـدور على شيء يـطفي نـار الـشوق اللي بـداخله له! لـمّح جُـمله كِـتبها حَـاتم لـمّا أكـتشف انـّه مـريض بالـسرطان!
بِـدأ يقـرأها بِـصوت مُـرتفع شوي والـغصه مـلازمته:حَـمدتُ الله اليـوم أكـثر من عَـدد المرات الـتي كَـتبتُ بِـها إسـمي..قَـرأ الـجُمله التي تَـليها:وبكـيتُ بِـعدد حَـمدي لله سُـبحانه على إبتلاءي فاللهُم لا إعتـراض..سَـكر الـدفـتر بِـشويش وهَـو يمسح وجهه وهَـو يـتذكره كان مُـحتسب وجـدًا وصـابر ومـؤمن بِـقضاء الله وقَـدره..وصـُهيب مُـقتنع تـمامًا إنـّه راح للي أرحم منـه..ومقـتنع ايضًا بـأن الـشَوق للميت يُـميت! قـام مِن على مكَـتبه وطَـلع مـتؤجه لإستلام أشغال حَـسن بـداله...

~ بِـيت ابـو آسـر ~
حَـمد كـان جـالس بِـ الـصاله وجـاءته رسـاله تـحّمل خَـبر أسـعده وجـدًا بدأ ينـادي بِـصوت عالي:حَـنان ياحـنان بَـسرعه تعالي!
جَـت حَـنان بسرعه وهَـي مـرتاعه:بسم الله وش فيـك ؟
ضحَـك حَـمد وبـفرحه زفَّ لها الخـبر السـعيد:أبـشرك صُـهيب رجـع لـدوامه وصلاح يقول آمـوره بـدأت تـزين
شَـهقت حَـنان وبـعدم تـصديق:أحلف!
ضَـحك زود عليها:قسم بالله تو صـلاح مرسل لي ويبشرنّي ويقول ماعليه خـلاف تكلمت معاه أمـه وقالها بـرجع لِـ شغلي وبرجع لحـياتي الطبيعيه
حَـطت يـدّها على صدرها وبدأت تبكي :ياربـي لك الحـمد الحمدلله
حَـمد أبتـسم:الحين ابيـك تَـفرحين تقـعدين تبـكين!
حَـنان هَـزت رأسها بالنفي:والله دموع الـفرح صُـهيب بالذات أعـده ولـدي ايه والله واللي صارله مو شوي!
حَـمد:إيـه والله بس الحمدلله
قامت من عـنّده ووقفها سـؤاله: وين أنـتِ رايحه !
حَـنان وهَـي تمسح دموعها:بَـروح لِـ حَـسناء وابارك لها تلقاها من الفرحه ماتدري شـتسوي
أبـتسم حَـمد عليها وعلى طيـبتّها الـزايده:روحي روحي بحفظ الـرحمنّ..صَـعدت الـدرج وهَـي مـتؤجهه لـغُرفتها وبِـ هالأثناء شـافت أجـفان طالعه من غُـرفتها وبيدّها عـباتها وشَـنتطتها راحت لـمّها حَـنان وبفـرحه:أبـشرك
أجـفان وهَـي تـناظرها:يمه وشو
حَـنان بإبتسامه:صُـهيب رجع لِـشغله وعَـمك يقول ماعاد بـه خـلاف بـيرجع يكمل حياته الطبيعية
حَـطت يـدّها على فَـمها وسُـرعان ماحضنّت أمـها:الله يـبشرك بالخير ويجعله دايـم بخير وصحة وعافية والله يتـمم عليه
حَـنان بدموع:آميين يارب آمين يلا أمشي معاي لِـخالتك حَـسناء
أجـفان وهَـي تـناظر ساعتها:والله ودي بس مواعدة جُـمانه علشان العـيادة بس لا رحتي لها سلمي لي عليها
حَـنان هَـزت رأسها بإلايجاب وأجفان نـزلت تَـسلم على أبـوها تـقدمت له من شافته لأهـي بِـجواله وهَـي تَـحط يـديها على عيـونه وتـمنع رؤيته وبضحكه: من أنـا !
حَـمد وهَـو يـبعد يـديها عن عيونه ويبوسها:انـتِ أجفـان القلب جعلني ما أنـحرم منـك ولا من صـوتك!
باسـت رأسه ويـدينّه:ولا منـك ياروح أجـفان
ابتسم حَـمد وهَـو يشوف عبأتها وشنطتها بيدها:على وين ؟
أجـفان لبَـست عَبـاتها:مواعدة جُـمانه نشوف العيادة اللي بـتستاجرها وإن شاء الله خير
حَـمد:ايه الله ييسر لكم ويفتح عليكم يارب انتبهي للطـريق
أجـفان وهَـي تآشر على عيـونّها:من عيـووني تـقدمت له وهي تبـوس خَـده..وطـلعت بإتـجاه الـفُـندق اللي تـنتظرها فيه جُـمانه

 أحبك ياشمس الزمان وبدره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن