« مـركز الـشرطة »
وتـحديدًا غُـرفة المحقق راكـان كان مُـستند بجسده على طَـرف الشبَاك يـنتظر قَـدوم آسَـر..رنّ جَـواله خَـذاه من جـيبه يشوف من المُتصل كـان رقَـم غـريب لـذلك تِـجاهله،طـقّ الباب..
راكـان:أدخل
دخل آسـر ومعاه عشاء رفع الـكيس بوجهه وبضحكه:أكيد إنك جوعان خل نتعشى ونبدأ شغل!
هَـز رأسه بالإيجاب وبدأوا ياكلون بـهدوء..أول ماخلص آسَـر بـدأ يـتكلم عـن سَـبأ:صـراحةً ماكان في شيء مُلفت أو محط شك في اللي أطلعت عليه مُمرضه ممتازه ومجتهدة ولا لها سوابق ابـدًا حتى إنها ولا مره حصلت على مُـخالفه ولكنّ..
نَـاظره راكـان بـتوتر:لـكنّ إيش!
آسـر:في مريض أسـمه راشد تـزوره دايم ولمّا بحثت عنه طلع مُـدمن واللي شجعه للعلاج سَـبأ !
ضحك بإستهزاء وهَـو يقوم من مكانه:إذا على التشجيع فهو لعبتها! حسّاسه ماتتحمل إلا تدخل نفسها بذا الأمور!
لف عليه ينـاظره بتساؤل:طيب كيف عرفته وليش تساعده ماعرفت؟!
أبتسم آسـر:كان بإمكاني أعرف بس ناديتنّي واظطريت اترك الشغل
وقف قدامه وهَـو مبتسم:أكتفي بِـ هالكم من المعلومات ولا يهمك والحمدلله على سلامة صُـهيب
نـاظره آسـر بإبتسامه:الله يسلمك يارب عاد ودنّا
نـطلع طلعه شبابيه نعيد أيامنا سوا زمان وشرايك ؟
أبتسم بتأييد كونهم ما اجتمعوا كلهم مع بعض من وقت طويل:ان شاءالله بس دبروا المكان واليوم وقولولي لزوم نتشاوف والله
هَـز رأسه آسَـر بتأييد:إيه والله بكلمهم ونتفق بإذن الله
يلا عاد أستئذنك انـا وراي شغل واجد والله
مَـسح على كتفه:ياحبيبي ماتشوف شر .. طَـلع آسـر من عـنده مـتوجه للبيت بـعد يوم مُـتعب وجـدًا...~ عند جُـمانه ~
تَـسوق بُـسرعه ولـوجهه هـي تجهلها الـمُهم هَـو إنـها تـبتعد!
بـدأت تضرب الدريكسون بـقوه وغضب،صـورة وجهه ماهي راضيه تـطلع من مُـخيلتها كِـل هالسنوات والمُعاناه كِـذا يستقبلها ؟
ببـرود وعـدم إهتمام وكآنها شخص عادي مو بـنته!
وقـفت السيارة بـسرعه وهـي تـنزل منّها وتـدخل العمارة اللي وقفت أمامها..جُـمانه والعصبيه بدأت تسيطر عليها:غـبيه! غبييييه ضربت الجـدار بـيدّها وهَـي تصرخ وتـنعتّ نفسها بِـ مُـسمى الغباء والجهل!
صرخت وهَـي تحاكم نفسها بقسوه:وش كـنتي تنتظرين ياترا ! حُـب ؟ حضن ؟ مواساة ؟ لهفه ؟ سؤال ؟ فعلاً وش تنتظرين من شخص أناني مايهمه إلا نفسه من أنتِ بالنسبة له ؟ أنتِ بـنت جابها من وحدة أجنبية مالك إي إعتبار زيك زي إي شخص يدخل حياته ويطلع منها!
الـغُربه مو إنك عايشه برا موطنّك الـغُـربه إنك بـموطنّك وبين أهلك وناسك وتحسين بالـغُربه!
جَـلست على الأرض بتعب وهَـي تـبكي بـِحرقه
وتتنفس بقوه، طَـلعت من شـنطّتها زقاره وبـدأت تـدخنّها..
وقد يجمع الله الـشتيتين بَـعد ما يـظُنان كل الظن ألا تلاقيا !
رفـعت رأسها له تـتعرف عليه كـونّ صوته مألوف بعض الشيء، لـمّا دققت ضَـحكت بأعلى صـوتها ضحكة إستهزاء وبـغرورها الـمُعتاد:من قالك إنّـي ظـنيت أو فَـكرت فيك!
أنت اللي مشغل نفسك فينيّ الهوس مأكلك ! وهَـي تآشر على عقله، تَـقدم وهَـو يناظرها ويـدينّه بجـيبه يتآمل منظر عيونّها وكيف إن الماسكرا سايحه من كِـثر بُـكائها وعلى أنها بأسواء حالاتها إلا انها تظهر له العكس، عجيبة الكلمة اللي قالها بينّه وبين نفسه تعبيرًا لإعجابه الشديد فيها!
لأحظت نـظرات عـيونّه تِـجاهها،قامت من على الأرض وهَـي توقف قـدامه وبـيدها الزقاره اللي آمتلات بطبعات شفايفها وبِـكل جـراءه مَـدتها له وبإبتسامه:شاركني إياها!
سَـحبها منّها وهَـو يـرفعها ناحيتها نـاظرتها إلين حـذفها ع الأرض ويـدعس عليها برجـله وبأبتسامه أعتلت وجهه:إذا بكل مرة بتسمحين لأحد يشاركك فيها بيكون مصير زقارتك كِـذا !
نـاظرت مكان الزقاره وناظرته بـرفعة حاجب:للحينّك تـذكر!
هَـز رأسه بالإيجاب:ما أنسى اللقاءات الأولى!
#فلاش باك
قَـبل ثلاث سنوات في شوارع بـرلين،كـانت جَـالسه في إحدى المقاهي بـرقفة كِـتابها وكَـوب قهوتها بـعد ما إنتهت قهوتها خَـذت أغـراضها مـتوجهة للبيت وبِـ هالأثناء صَـدمت بأحد الأشخاص بدون إنتباه منها ونتيجة هالأصدادم طاحت ع الأرض، تَـاوهت بألم ومع ذلك بدأت تعتذر:أعتذر أعتذر!
كَـان الشخص واقف بدون لايساعدها أو حتى يرد على إعتذارها، لفت تناظر الشخص الصامت كَـان شخص غـريب لحيته كـثيفه وتـحت عيونه سَـواد ومعقد حواجبه،قامت على حيلها وهَـي تـعطيه ظهرها ومامداها تـمشي خطوطتين إلا تسمع صراخ خلفها لَـفت بسرعه وهي تبتعد من شافت الرجل الغريب موجه سكين تِـجاهها وشخص آخر يحاول يمنعه!
تجـمدت مكانها لمّا شافت اللي يحمّيها أنجرح بـسكينّ الغريب،تـجمعوا حوله الناس وهَـم يفرقونهم أمـا هي بدون تفكير سَـحبت اللي أنجرح ناحيتها، نَـاظرو عـيونّ بعض وكانت أول مره لِكلاهما بأطالة الـنظر في شيء غير الـكُتب!
أبتـسم بخـفه وهَـو يتكلم بالعربية ظنًا منه بإنها أجنبيه ولن تفهم:متى ماتسمعي بقتيل عشقٍ أصيب فإنني ذاك القتيل!
أبـتسمت وهَـي رافعه حواجبها:مقتولٌ من فـرط الهوى أو قَـتيل الخوف والرهبة!
أتسعت أبتسامته لـكونها عـربية وبثقه:أثنيناتهم
مَـدت له زقاره كانت بِـشنطتها كِـ شُـكر له !
نـاظرها بـتعجُب لِـ فعلتها الغريبة مـد يـده وهو ياخذها منها ويحذفها قدام عيونّها:في اللغه العربية ثمانية وعشرين حرف،ماقدرتي تـنسجين منها كلمة وحدة تعبرين فيها !
أبـتسمت بخفه وهَـي تبعد خصلات شعرها عن وجهها:أحيانًا حتى حروف اللغه تـعجز عن التعبير!
أنا شاركتك شيء غالي بالنسبه لي كِـ ثناء لك؛ هذي حُـروفي!
بدأ يتأملها ويسمع صوتها الساحر اللي سَـلب عقله من أول لقاء أبتسم يرد على كلامها:إذا بتشاركين زقارتك كونها شكر وثـناء لِـ إي احد يساعدك ف هذا بيكون مصيرها،وإذا على حـروفك فهي مثل زقارتك تحرق!
دارت ظهرها له وهَـي مُـبتسمه
رفعت يدها تُـداعب نسمات الهواء وبصوت عالي بدأت تُـلقي شعَـر من أشعار نزار قباني: في دمي نارٌ
وفي عيني شرر ..ذاهباً أبحث عن حرية الريح
التي يتقنها كل الغجر ..راكضاً خلف غمامٍ أخضرٍ
شارباً بالعين آلاف الصور..
لَـفت وهَـي تناظر عيونه اللي ما أنشالت عن مُـراقبتها أتسترسلت بإبتسامة جـذابه: ذاهباً ..حتى نهايات السفر...
بدأت تمشي مُـبتعدة عنه،أبتعدت عنه وهي سَالبة منه جميع حَـواسه!
أنت تقرأ
أحبك ياشمس الزمان وبدره
Romanceأتحدثُ معها بطلاقة على الرغمِ من إن الصمتُ فطرةً بي أطمئِنُ معها رغم خوفي أشاركها كلَّ شيءٍ في حياتي وأنا لا أُحِب أن يشاركني أحد أيُ شيءٍ يخصني حينما أكونُ برفقتِها تجعلُني شخصٌ آخر شخصٌ سعيد و ثرثار و متوهج وحياتهُ مليئة بالألوان وهذا ما يدفعُني أ...