الفـصـل السـادِس: المُصـالَحـة الأولـىٰ

91 11 48
                                    

«لأنَّـكِ هِيـلِيـنَا»

.. ..
..

الفـصـل السـادِس: المُصـالَحـة الأولـىٰ

.. ..
..

داخل مركز تسوقٍ مشهور بـمنطقة سكنهما و تحديدًا في قسمِ الأدواتِ و اللوازمِ المدرسية كانا يسيران معًا و يشتريان كل ما قد تحتاجه هيـليـنا في دراستها

كما وعد كما نفذ، بداية من حقيبة المدرسة حتى الممحاة هو يشتري كل ما قد تحتاجه فتاة في مدرستها

توقفت فجأة تنظر لدفترِ الملاحظات الذي أثار إعجابها و هو يمسك يدها لكن ينظر لشيء آخر

"جون، يعجبني هذا"

ضغطت على كفه بـرفق و هي تتحدث فـألتف لها و نظر لما تشير نحوه، اعجبه أنها بدأت تخبره مباشرةً بـما يعجبها، ليس كما في بداية تسوقهما و هي ترضخ لأرائه فقط دون وضع اعتبارٍ لـرأيها

أمسك الدفتر لـيعقد حاجبيه بعدم إعجاب ثم تركه و أشار إلى آخر

"هذا ليس جيد، انظري لهذا"

عبست ملامحها و هي تنظر للدفتر الآخر، كان باللونِ الأزرق دون أي شكل يميزه، أما الآخر كان يحمل شكل كرتوني ملوّن

" حسنًا"
قالت بهدوء و هي تخفض بصرها عن الدفاتر، لقد انخفض حماسها تجاههم بالفعل، هذا دائمًا ما تخاف حدوثه حين تعبر عن رغباتها، التعرض للرفضِ!

كاد هو يضع الدفتر بـعربة التسوق لكنه لاحظ عبوسها و إنطفاء ملامحها تمامًا، كانت تتنفس بهدوءٍ ببينما تنظر حولها، لقد كانت تمنع نفسها من البكاءِ بسبب موقفٍ سخيف مثل هذا

قد يخبرها أنها تبالغ إن رآها تبكي، هي لا تريد هذا حتمًا

أدرك زوجها ما فعله لذلك تنهد و أنحنى كي يكون بطولها ثم احاط وجنتيها بـكفيه فـنظرت صوب عينيه ببندقيتيها المتكدسة دمعًا

"لنعقد اتفاقًا، النقاش بيننا يسري على كل شيء، حين أرفض شيئًا استفسري عن وجهة نظري و لنتشارك آراءنا، ربما تكونين على صواب و أنا المخطئ"

فهمت حديثه و قبل أن توافق على هذا الاتفاق نظرت لعينيه و كأنها تسأله إن كان بإمكانها فعل هذا حقًا، و هو اومأ لها مؤكدًا فـأخرجت انفاسها المحبوسة ثم اومأت له

"الآن لما تريدين هذا الدفتر؟"

ابتلعت ما بحلقها و نظرت من جديد للدفتر، تستعد لتقول ما بـرأسها حتى مع احتمالية أن يراه أمرًا سخيفًا

لأنَّـكِ هِيـلِيـناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن