"كفي عن البكاء"
تحدث هو ببرود يناظرها ، رفعت بصرها نحوه لتقف ، صارخة به
"هل انت مجنون هل انت دون مشاعر ، كيف تخبرني أن اتو---"
لم تكمل كلامها إلا و الآخر يمسكها من كتفها و قربها نحوه
"هل البكاء سيعيدها الى الحياة ، في الأخير ستذرفين الدموع هباء"
"لن يعيدها البكاء، صحيح. لكن لربما الدموع ستخفف بعض الألم نحن لا يمكننا أن ننسى أو نتجاهل الأل--"
اوقفها هو من كلامها بعد أن تنهد
"لا يمكننا أن ننسى او نتجاهل الألم لكن لا تكوني غبية و تبقي محصورة في هذا فقط ، أهربي منه"
تبادلا معا بعض النظرات ، ليبتعد هو عنها
"جهزي نفسك سنذهب الى البيت مثلما اخبرتكي امي"
"و لكن انا لا اري--"
توقفت إيفلين عن الكلام إثر تذكرها لوصية السيدة يون ، لتكتفي بالإيماء له فقط .
بعد مرور شهر :
مر شهر على وفاة السيدة يون ، و جئت لمنزل أقصد قصر خالتي هاري ، تعيش هي و هيونجين به ، فزوجها حاليا في الخارج في رحلة عمل ، إعتنت بي خالتي جيدا طيلة هذا الشهر و هيونجين لم أره كثيرا كونه شاب مليئ بالأعمال هو أيضا ، الحياة في الكنيسة و هنا مختلفة جدا ، إختلاف عادات ، تقاليد ، عقليات ، ملابس ، نمط الحياة مختلف ، و مع ذلك أشعر بشيئ ناقص ، لا بد و أنني أشتاق للسيدة يون كثيرا ، أنا خائفة و أعلم سبب خوفي ، لو زجدت لأقفلت على نفسي في صندوق و أبيت الخروج أبدا ، لكن هل سأختبئ طوال حياتي ؛ ان فعلت هذا سأعيش في ظلال تأنيب الضمير............قاطع حبل أفكاري صوت رنين هاتفي ، حملته و إبتسامة رقيقة نمت على ملامح وجهي ، لأرد سريعا..
"أوي مرحبا"
"صباح الخير كريس كيف حالك ؟"
"أنا بخير بالمناسبة إيفلين إتصلت بكي لأشجعكي فاليوم أول يوم لكي كمديرة تنفيذية للشركة "
عضتت على شفتاي لانكق ببعض من التوتر ؛
"امم انا متوترة ن-نوعا ما"
"لا داعي للخوف فهيو--"
فجأة قطع الخط ، وضعت الهاتف على الطاولة التي كانت بجانبي ، انا و كريس قد أصبحنا أصدقاء ، هو شاب قد في الوهلة الأولى على أنه شرير و حاد لكن ما ان تتقرب منه ، ستدرك أن لديه شخصية رائعة و حنونة ، الجانب الذي لا يريه سوى لي ، لذلك انا محظوظة . بعدها أتت الخادمة و أخبرتني ان اتوجه الى طاولة الإفطار إن كنت قد أنهيت تجهيز نفسي ، اومأت لها ثم توجهت بالخروج نزلت السلالم قاصدة طاولة الافطار لكن لم يكن أحد هناك ، كنت سأذهب و أسأل الخادمة ، لكن شيئ كصوت شجار ، تعرفت على صوت خالتي هاري ، كانت صوتها يعلو مع صوت رجل آخر
تقدمت نحو تلك الغرفة بحذر ، حارصة على أن لا يراني أي أحد من الخدم ، كنت سأدق الباب لكن ما كان يدور بينهم ، جعلني انسى ما أفعل.....