"ما بك شاردة هكذا ايفلين"
نطق كريس و هو يضع صحن المعكرونة أمامها ، حديثه أفاقها من شرودها نظرت له بقليل من الإبتسامة لتنبس
"انا فقط كنت سأ---"
"يا الهي لا بد و أنكي تخمنين فيما حدث مع هيونجين"
"لما مالذي حد--اااااه نسيت أمره تبا!"
تحدثت لتسند جسدها على الكرسي بحيرة و توتر
"ايفلين مع كل احتراماتي لكي إلتقيت بجميع الأغبياء في حياتي لكن اغبى منك أنا لم ألتقي"
"سأعتبر هذا مدحا"
توقف كريس عن شرب الماء ، لينظر لها بطرف عينه
"مدحا؟!ايفلين هل تستوعبين انه اعطاكي 30 يوما ان لم يقع في حبك (اشار على رقبته) هيونجين لم يكن يمزح"
قلبت عيناها لتتنهد ؛ وضعت نفسها في موقف لا يحسد عليه ، 30 يوما لا تكفيها لتفعل ما تخطط له ، هكذا كانت تفكر ، وضعت كفاها على وجهها ، لترفعه في ثانية واحدة و قد تغيرت ملامحها لأخرى جادة
"لننسى موضوع المتكبر ذاك أخبرني عن نفسك كريس عائلتك قليلا"
زفر كريس قليلا ، و قد بدا و كأنه غارق في افكار عديدة ، لاحظت إيفلين هذا ، لتقرر تغيير الموضوع
"لا تقلق كريس ان لم ترد ان تت---"
"بدأ الأمر كله عندما خلقت في الحياة"
تحدث كريس ناظرا مباشرة إلى عيناها و قد بدت لمعة باردة في عينه ، يبدو انه للحظة قرر اخبارها بحياته ..............
"ارجوك اتركه اتركه ستقتله انه طفل صغير ذو 7 سنوات!"
ردفت سيدة كيم المرأة الأسترالية ذو العيون الزرقاء و الشعر الأشقر التي كانت بطنها منتفخة جدا ، حيث توحي بأنها بالحمل في آواخر شهرها ، بينما تمسك كتف السيد كيم تحاول ابعاده عن ابنهاما الذي يبدو و كأنه سيموت حتما من ضرب زوجها له ؛ زفر بغضب ليترك كريس و إستدار نحوها ليقترب منها واضعا يدها على مؤخرة رأسها
"إبننا عليه ان يموت ماذا ان كبر و إستولى على كل أملاكي"
"أيها الحقير مالذي تتفوه به منذ ولادته و انت تعنفه كيف تخمن هكذا!"
"أخرسي و اللعنة عليكي"
صرخ ليدفعها على الأرض
"انتي لا تفهمين ! و أخبرك أقسم ان كان الذي ببطنكي ولدا سأحرقه امامك و لن يحاسبني أحد هل فهمتي يا زوجتي العزيزة"
انهى كلامه ليخرج من مكتبه ؛ سرعان ما بدت دموع والدته تنهمر ، إقتربت منه لتعانقه بشدة
"والدتك آسفة يا عزيزي آسفة جدا"
نظر لأمه و هو غير قادر على الحراك ، التي لم تكن سوى أسوأ منه ، فوجهها مشوه بمختلف الكدمات .
................
"و في تلك الليلة تحديدا هربت من المنزل ، توجهت الى منزل السيدة يون كان بيتها قديما بحانب منزلنا ؛ بقيت في منزلها مدة يومان كاملان لتنتشر في الصحف انني دخلت قائمة المفقدوين بعد أن مر على اختفائي 48 ساعة ، فقامت السيدة يون بإدخالي لدار الايتام التي كانت هي أيضا مشرفة عليها لأصبح الآن شابا بهوية أخرى ، لم ارى والدتي منذ ذلك الحين ، و لا اي فرد من عائلتي من كيم تشان الى بانغ كريستوفر ، لم اعلم اي شيئ عنهم سوى ان امي ولدت لم اعلم هذا الا منذ سنوات قليلة عندما ظهرت فيفيان في التلفزة لاول مرة ، ابي منذ تلك الفترة حرص على عدم التقاط الاعلام لأية أخبار"
توقف عن الحديث قليلا ليجمع شتات نفسه قليلا ، طفولته كفيلة بكسره ،
"لا احد يعلم بذلك ايفلين سوى انتي ، سيدة يون و هيو---اوه ما بك الى اين انتي ذاهبة"
توجهت ايفلين نحو الباب لتنطق بصوت لا يعلم كريس كيف يصفه ؛ و كأنها خائفة منصدمة ؛
"ل-لدي عمل فقط "
خرجت من شقة كريس ، بخطى سريعة ، كان المطر قد بدأ يهطل ، همم تحاولون معرفة مالذي يحدث لي ، حتى انا لا اعلم ، أشعر بالعديد من الاشياء بمجرد حديثه عن عائلة كيم.....هناك حقيقة مدفونة ، و قد أصابتني لحظة إدراك انني كنت أعيش حياتي كلها لهذه اللحظة بتأنيب ضمير شديد بسبب حدث لم يكن خطئي أنا ، دائما ما يقومون الكبار بالمشاكل و يدفع ثمنها الصغار ،
أمشي و لا ادري أين تقودني قدماي ، لربما انا الآن أحاول الإختفاء من هذا العالم ، خطت قدمي خطوة واحدة ، إلا و انا أرى ضوء شديدا من جانبي ، أدرت رأسي و رأين شاحنة قادمة بإتجاهي بسرعة شديدة بينما السائق كان يرن بأن أبتعد لكن شعرت بأن جسدي قد تخدر ، الأمطار بدأت تهطل بغزارة ، هل سوف أموت هنا ؟ أغمضت عيناي مستعدة لمصيري ، صوت الشاحنة بدأ يزدادبينما تلك الشاحنة اقتربت ، و نهاية ايفلين اقتربت معها مستسلمة لمصيرها ، فجاة احست بيد تلف حول خصرها ، تبعدها عن المكان ، فتحت أعينها لتقابله عيناه السوداويتان ، تنظر مباشرة نحو عيناها ، هو للتو أنقذها من الموت
"حينما تبدو الأمور مستحيلة ، ستظهر المعجزة لتغير مجرى الأحداث"