نواره الصعيد

الثامن

في الصباح كان الكل مجتمع ليسافروا..
نواره ومصطفى وفهد وجميله...
انطلقت الطائره ووصلوا بعدها بساعه...
ثم ركبوا بالسياره واتجهوا للدوار...وفي خلال نصف ساعه وصلوا للدوار واتجهت نواره اولا للداخل ... دخلت نواره الدوار ووجدت والدتها جالسه وهي تربع يديها امام صدرها وهي حركه تفعلها عندما تغضب... اتجهت نواره لها وقبلت خدها وقالت "الجميل زعلان ليه" ابتسمت ثريه واحتضنت ابنتها وكأنها غابت لسنين وليس ليوم ونصف فقط.. نظرت نواره حولها وقالت "ابوي راح على الأرض والا ايه".. لوت ثريه شفتيها ثم قالت"لا يا بتي راح يجيب صفيه وبناتها" انصدمت نواره وقالت "ودي ايه اللى جابها هيا وبناتها دي"
ردت ثريه بضيق "عشان تحضر جوازتك يا نواره" فكرت نواره شويه وبعدها قالت "طب خلاص يا قمر مفيش مشكله" ردت ثريه "الزاي مفيش مشكله يا نواره انتي عارفه ان اني وصفيه معنتفق واصل ده غير نظراتها لأبوكي.. آااه لو مين يلايمني على رقبيها.."
لم تكمل ووجدت فهد ومصطفى داخلين للدوار ومعاهم شنط كتيره... استغربت كل من نواره وثريه لحد ما لقوا صفيه وبناتها التلاته داخلين.... اتجهت ثريه ترحب بصفيه فهي اولا وآخرا تعد ابنة اخ الكبير... بعد الترحيب.
جلست صفيه وبناتها وهن يضعن قدما فوق أخرى وفي مقابلهن جلست ثريه وبجانبها جميله بعدما صعدت نواره لتنام فهي كانت تشعر ببعض التعب ... نطقت صفيه "ايه يا ثريه انتي مش ناويه تضايفينا والا ايه" ردت ثريه بابتسامه مصطنعه "لاع ودي تيجي بردك.. أميره.. أميره يا بتي تعالي شوفي الضيوف عاوزين ايه"... خرجت أميره من المطبخ واتجهت لهم وهي تحمل صينيه من المشروبات لتقول"تؤمري بحاجه تانيه يا ست صفيه" بصتلها صفيه من فوق لتحت وقالت "هيا أميره لسه بتشتغل عنديكم" ابتسمت جميله وقالت "تخيلي يا طنط.. لسه بتساعدنا في البيت"... نظرت لها صفيه بغيظ فجميله دائما ما تكون كالشوكه بالحلق بالنسبة لها... نطقت احدى بنات صفيه واسمها مايسه وقالت"ايه ده ياي على لبسك.. أميره ابقى فكريني اديلك هدوم قديمه من عندي مش بلبسها خلاص".. ثم نظرت لجميله وقالت"انتي عارفه يا جوجي لازم نعطف على الفقرا..بس فكك تعرفي انا اشتريت فستان واو من أتيليه تحفه ب 1500 جنيه ده لكتب كتاب نونو حبيبة قلبي" ابتسمت جميله وهي تفكر انه جيدا ان نواره صعدت فإن كانت سمعت لقب نونو كانت شدتها من شعرها وخلصت عليها... نطقت جميله بعدها  "1500 غالي جدا يا ميمي يا قلبي.. أميره يا حبيبتي الا فكريني هوا الفستان اللى انتي اشترتيه لكتب كتاب نواره كان بكام" ردت أميره بهدوء "والله مش فاكره يا جيمي تقريبا في حدود 2000 او 2300" ردت ثريه "لا يا اختى ده 2150 بعد ما انا فاصلت فيه ونزلت من سعره 150 جنيه.. مش زيك يا خايبه منك ليها كنتم هتدفعوا وخلاص" قالتها وهي توجه كلامها لأميره وجميله...
ردت صفيه بعد ما اتغاظت من كلماتهم "وده بقي انتم بتصرفوا على الخدم فلوس بدر" ضحكت جميله بسخريه ثم قالت"احنا مش اللى اشترينا لميرو.. دي تشتري لكل اللى في البيت ده ويزيد كمان" ردت البنت التانيه لصفيه والتى اسمها ميار وقالت "تقصدي ايه بكلامك ديه يا جميله" ردت جميله "اقصد ان أميره بتشتغل وبتقبض بالدولار كمان.. بس هيا بتساعد في البيت عشان ماما ثريه ولا احنا نقدر نستغني عنيها ده غير ان ماما ثريه هيا اللى مربياها" هنا نزل ليث واتجه لأميره وهو بيقول "ميرو هوا لسه فاضل من كيكة الفواكه اللى عملتيها امبارح" نظرت له أميره بدهشه وقالت"ليث انت نسيت يا حبيبي انك خلصتها امبارح.. على العموم في كيكه شوكولاتة دلوقتي في الفرن هروح اخرجها وازينها وابقى اجيبلك" ابتسم ليث بقوه وقبل رأسها وقال "طب وربي انتى قمر القمرات.. مخابرش كنت هقضي حياتي من غيرك كيف" ضحكت أميره وهزت رأسها بيأس ثم قالت "غرفة الجيم جاهزه يا ليث.. روح اتمرن وحل عني لحد ما يخلص الوكل" ابتسم ليث وكان متجه لغرفة الجيم الموجوده بالطابق الأول ولكنه سمع صوت صفيه وهي تقول "ايه يا ابن ثريه.. مش هتيجي تسلم عليا والا امك معلمتكاش بس هقول ايه على واحد تربية مدرسه داخليه".. انقبض فك ليث إثر كلامها ثم نظر لها وقال بنبره بارده
"اهلا يا عمتي.. شرفتي بزيارتك.. اعذريني بقى اصل مشوفتكيش" قالها ثم اتجه لغرفة الجيم يفرغ طاقته بكيس الملاكمه.... بعد 4 ساعات كان الجميع مجتمع حول طاولة الغداء ما عدا ليث الذي لازال في غرفة الملاكمه... فاتجهت الفتاه الثالثه لصفيه والتى تدعى رحمه من الغرفه وطرقت عليه لتجد ليث يقول "مش عاوز اكل يا أميره" دخلت رحمه وهي تخفض رأسها وقالت "انا آسفه على اللى قالته أمي.. انا شفتك متضايق.. أميره حضرت المكرونه اللى عتحبها" بصلها ليث بهدوء بعد ان أوقف جهاز الجري وجسده يتصبب عرق ثم قال "متتعلقيش بحبال دايبه يا رحمه.. انا خابر زين انك مش شبه امك ولا اخواتك بس انتي اكده هتدمري نفسك الأول" اختنقت رحمه بدموع فهي تعلم انه يتكلم عن حبها له وهي اكثر العالمين بأنه لن يفكر بها فهو لازال قلبه معلق بتلك الفتاه... اومأت رحمه برأسها وخرجت من غرفة التدريب وهو اتجه للحمام يستحم ويزيل تعبه... ثم خرج واتجه لمقعده بجانب والده.. ثم نظر للسفره وقال "اومال فينها أميره" ردت ورد "أميره عندها شغل ومش هتاكل دلوقيت" وقف ليث ثم اتجه للمطبخ وأخرج أميره بالعافيه وأجلسها بجانبه وهو يقول "اقعدي بقى.. و آه صحيح ابقى اتصلي واشتريلي كيس ملاكمه جديد" اندهشت أميره وقالت "نعم يا ليث.. ايه ده يا أخي هتجيبلي شلل.. انا يا ابني مش لسه طالبه ليك كيس ملاكمه من مكملش سبوعين" ابتسم ليث بسماجه ثم قال "ناوليني طبق المكرونه اللى هناك ديه يا ميرا يا حبيبتي" نظرت له أميره بغيظ ثم مدت يدها تناوله طبق المكرونه بالباشميل... وهنا نطقت صفيه وهي تمصمص شفتيها "عشت وشفت الخدم قاعدين مع أسيادهم على نفس الطربيظه" هنا خبط ليث ملعقته بقوه بطبقه ثم قال بقوه مرعبه "كنتي بتقولي حاجه يا عمتي والا انا اللى سمعي تقل" ابتلعت صفيه كلامها من شكله المرعب وقالت "لا يا ولدي مقولتش حاجه" قالتها ثم نظرت لبدر وقالت "خد يا بدر ورك البطه ديه شكلك هفتان هيا ثريه معتوكلكش والا ايه"... ابتسم بدر بتوتر لها ثم للطبق الذي امامه فهو يعلم جيدا ما سيحدث الآن... نظر بدر لثريه التي تأكل ببرود فهي هكذا دائما عندما تغار تصبح هادئه بشكل مخيف وللأسف أورثت هذه الصفه لكل أطفالها... كانت ثريه مغتاظه من ما فعلته صفيه ولكن كالعاده لم يظهر اي ردة فعل على وجهها ثم قامت بمد يدها لتجلب شيء وقامت بإيقاع طبق الشوربه على صفيه والذي كان لازال ساخنا ولكن ليس جدا..
فصرخت صفيه وهي تقف والجميع معها عدا جميله وليث وثريه التى قالت "آسفه مقصدتش يا صفصف.. الحمام من هنا وصليها يا ورد" قالتها ببرود لتعاود النظر للطعام وتبدأ بالأكل مجددا... رحلت صفيه  بغيظ فهي تعلم ان ثريه فعلتها عن قصد وخلفها بناتها... فنظرت ثريه لطبق اللحمه اللى قدام بدر ثم مدت يدها وأخذته ووضعته أمام ليث وقالت "ابقى حطه للكلاب بتوعك يا ليث يا ولدي"... كان بدر يكتم ضحكته على زوجته الذي ومهما مر الزمن لازالت تغار عليه.. وعلى الرغم انه يعلم انها عباره عن قنبله موقوتله لم تنفجر بعد وأنها ستنفجر به ولكن هذا شيء محبب لقلبه جدا...
......   تسريع احداث     ........     .
على الساعه التاسعه كان الجميع مجتمع ويتبادلون الحديث في الحديقه فقالت صفيه
"ناوليني كوباية المايه دي يا أميره" نظرت أميره لكوباية المايه والتى لا تبعد عن متناول يد صفيه وكادت تقف لولا عز الذي ناولها الكوبايه وهو مبتسم وقال "اتفضلي يا عمتي انا عارف ان السن أثر عليكي لدرجة مش عارفه تناولي لنفسك المايه بس متقلقيش انا هنا وهساعدك في كل حاجه متقلقيش" نظرت له صفيه بغيظ ولأميره بشراسه فالجميع هنا يدافع عنها.... دقائق ووقفت أميره واتجهت للمطبخ وأحضرت كيك الشيكولاته ووزعت على الكل