الحادي عشر

921 39 15
                                    

في صباح اليوم... وبعد الإفطار... كان الجميع مشغول بترتيبات كتب الكتاب... وكانت ثريه تقف في منتصف المنزل تعطي تعليماتها للخدم وأهل البيت... حتى قاطعها الغفير وهو يقول "يا ست هانم... يا ستي ثريه"... التفتت ثريه له ليقول الغفير"في ست اهنه عاوزه تدخل للدوار و سي بدر مدلناش خبر عن زيارتها".. استغربت ثريه من الموضوع وقالت"ومين الست دي يا محمد يا ولدي"... رد محمد"ما خابرش يا ست ثريه" ردت ثريه "طب دخلها يا ولدي... دي في النهايه جايه لبيت الجبلاوي ومينفعش نسيبها اكده واقفه على الباب"... خرج محمد ينفذ طلبات ثريه وفي هذا الوقت كان ياسر ينزل الدرج وبيده بدلتين واحدخ سوداء وأخرى رصاصي ليقف أمام ثريه ويقول"بقولك ايه يا ثريه..ايه رأيك..ألبس دي والا دي " قالها وهو ينظر للبِدَل... نظرت ثريه بتمعن للبدل لتقول "أظن الرصاصي هتبقى حلوه عليك... عشان لو لبست السوده هيفتكروك العريس.. وهتخطف الأضواء من ابنك".. ضحك ياسر عليها ليقول"عندك حق يا مرات اخوي" قالها ثم نظر على يمينه ليجد خادمه ليقول "تعالي يا بنتي اسمك ايه".. لتقترب الخادمه منه وتقول"محسوبتك فاطمه يا سيدي".. ابتسم ياسر وقال"طب خدي البدلتين دول وطلعيهم لأوضتي".. اومأت فاطمه برأسها وأخذت البدلتين لتصعد بهما للأعلى بينما ياسر ينظر لركضها على السلم وهو يبتسم... أفاقه من شروده صوت قادم من الخلف وهو يقول "الزيك يا ياسر..من زمان مشوفتكش"... تصنم ياسر مكانه وهو قد ميز هذا الصوت... ربما كان يريد ان يكذب أذنيه ولذلك لم يستدير لمصدر الصوت... ليسمع الصوت مجددا يقول"ايه مش عاوز تشوفني بعد السنين دي كلها"... اغمض ياسر عينيه بقوه ثم فتحهما بهدوء ليلتفت لمصدر الصوت ليجدها أمامه...زوجته السابقه وأم أطفاله... سميره... هاهي تقف أمامه... بعد كل تلك السنوات تقف أمامه نفس وقوفها في اول لقاء لهم... ولكن الإختلاف ان شعوره تجاهها الآن ليس كشعوره تجاهها بأول لقاء... في هذا الوقت دخل بدر والحتج ياسين من الباب ليتفاجؤ بسميره تقف أمامهم... نظرت ثريه لسميره وياسر وتحاول فهم ما يدور بخلد ياسر فوجهه لم يكن يحمل تعابير وقبل ان ينطق أحد وجدوا ريم تركض تجاه والدتها وتحتضنها وتقول"مامي وصلتي أخيرا.. طنط ثريه دي الضيفه اللى اتكلمت عنها معاكي الصبح"... حاولت ثريه ارتسام ابتسامه كاذبه على محياها ولكنها ظهرت مهتزه ومتوتره... بينما سميره قامت باحتضان ابنتها وقالت "طبعا يا ريم كان لازم اجي مش فرح ابني الكبير والا انت ايه رأيك يا ياسر"... ظل ياسر ينظر لها ليبتسم بعدها بهدوء ودون تكلف وهو يتذكر كلام والده معه ليلة البارحه ويردده برأسه ليقول حينها"تنوري يا سميره.. وغرفتك جاهزه كمان.. مش كده يا ثريه".. ابتسمت ثريه بهدوء لتقول"اكده يا اخوي.. وجهزت غرفتين زياده كمان..عشان لو جيه ضيف جديد والا حاجه"... وفي هذه اللحظه كانت فاطمه قد نزلت الدرج لتقول ثريه"تعالي يا فاطمه يا بتي...طلعي الست سميره للأوضه اللى قولتلك تنضفيها الصبح"... ابتسمت فاطمه لتقول"اتفضلي يا ست هانم.. من اهنه" قالت آخر جملها وهي تشير للدرج... لتقول سميره "بس انا مش جايه لوحدي" قالتها تزامنا مع دخول شاب في أواخر العشرينات ويرسن تاتو على زراعه الأيمن بالكامل... لتقول سميره وهي تشير له "ده مازن ابن اختي".. ابتسمت ثريه بسعاده وهي تنظر لمازن وتتذكر عندما كان صغيرًا ويأتي لزيارتهم لتقول"اهلا وسهلا بالغالي ابن الغاليه..تعالى يا مازن سلم عليا".. نظر مازن لها من فوق لتحت بقرف ليجد حينها شخص يقترب من أذنه ويقول بابتسامه"احسنلك تروح تسلم عليها وتحب ايدها احسن ما هنزعل من بعض في اول يوم يا ابن ريهام".. كان هذا ليث الذي دخل عند حديث والدته ولم يعجبه نظرات ذلك الشاب لوالدته... شعر مازن بالحطر من ابتسامة ليث وكلامه ليقترب من ثريه بابتسامه متوتره ويقبل ظهر يدها لتحضنه ثريه وتقول"سبحان الله..حاسه اني عشوف نسخه مصغره من إبراهيم الله يرحمه بس انت ورثت لون عين ريهام الله يرحمها.. ربنا يجعلك زريه صالحه ليهم يا ولدي".. انزل مازن رأسه للأرض وهو يتذكر والديه بذكريات ضبابيه فقد توفيا وهو في الإبتدائيه... هنا قالت سميره وهي تنظر لريم التى لازالت بحضنها"ايه مش هتسلمي على ابن خالتك يا ريم وتحضنيه"... ابتسمت ريم ثم ابتعدت عن حضن سميره لتقترب من مازن ولكن فجأه وجدت نفسها تُجذب للخلف من ملابسها وسمعت صوت ليث يقول"تحضن ولا مؤاخذه" بصتله سميره من فوق لتحت لتقول "تحضن ابن خالتها فيه حاجه".. بصلها ليث بجمود وقال"في كتير يا أم مصطفى..بتك دلوقيت كبيره ومعينفعش تحضن كل من هب ودب اكده".. نظرت له سميره بتشنج من كلمة أم مصطفى لتقول"اسمي مدام سميره يا متخلف ايه ام مصطفى دي".. رد عليها ليث ببرود وهو يحكم امساكه لملابس ريم "على حد علمي انك مطلقه من عمي من سنين ومتجوزتيش لحد دلوقت..والا انا معلوماتي متأخره.. الصراحه كده لو مشينا بمبدئك هيبقى المطلقه سميره مش مدام سميره"... كتم الحاج ياسين ضحكته على وجه سميره الذييقسم انه رأى ألوان الطيف تتغير على وجهها ويكاد يظن ان أذنها ستخرج دخان الآن ليقول بعدها"احمم..تقدري تطلعي ترتاحي يا سميره..وابن اختك كمان..زمانكم تعبانين من السفر..وانتي يا فاطمه شغلتك تهتمي بطلبات الست سميره..لحد ما تطلع من البيت ده" قالها ليتجاوز سميره وخلفه بدر الذي لم ينظر لسميره بطرف عينه... ولكنه ما ان اقترب من اخيه حتى ابتسم له ابتسامه سعيده من موقف اخيه ليبادله ياسر الإبتسامه
.. صعدت سميره ومازن ليرتاحوا من مشقة السفر.. وحينها نظر ليث لريم التى تحاول ان تجعله يترك ملابسها ولكنه لم يفعل ليقول "كتي هتعملي ايه دلوقيت يا بت انتي.. كتي هتحضني الواد اكده عيني عينك" ردت ريم وهي تحاول الفرار منه "خلاص يا عم مش هحضنه قدامك تاني.. سيب بقى ياقة التيشيرت"... حس ليث انه هيتشل ليقول بعدها "انتي اتخبلتي يا بت..مشوفكيش تحضني راجل مره تانيه احسن واللى رفع السما هيكون يومك اسود.. ردت ريم "سيب يا جدع اللبس.. انت عارف ده بكام".. غضب ليث ليقول"انا قولت اللى عندي يا ريم.. متحضنيش راجل غير اخواتك وابوكي ويمكن جدك وعمك لكن اي راجل تاني لع..فاهمه يا مصيبه انتي".. ردت ريم وهي تجد ان ليث قد رفعها عن الأرض"حاضر يا عم بس نزلني..بريستيجي ضاع"... افلتها ليث ليقول"ومن النهارده متطلعيش بره أوضتك باللبس المحزق ديه تاني..وابقى حطي حاجه على شعرك ديه".. ردت ريم"ليه ما احنا في البيت مش خارجين زي المره اللى فاتت"... غضب ليث وبدأ يفقد أعصابه ولكنه هدأ عندما وجد أميره تقف خلف ريم وتبتسم له وهي تحمل طبق كوشري ليهدأ حينها ويقول"سمعتي قبل اكده الآيه اللى بتقول (بسم الله الرحمن الرحيم...﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ دي صورة البروج وكمان آية ( وَٱتَّقُوا۟ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنكُمْ خَآصَّةً وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ) ودي من صورة الأنفال... رغم ان الفتنه في صورة البروج معناها الذين حرقوا المؤمنين أحياء الا ان اللى انتي بتعمليه أسوأ لإن لو حد شافك وفتن بجمالك ممكن يودي نفسه للتهلكه وحسابك انتي هيبقى عن ربنا كبير... فاسمعي الكلام وروحي غيرى..وسبيني اروح أشوف الكشري اللى البت أميره دي عملاه" قالها ليتركها وهو يتجه لأميره... بينما ريم كانت لازالت غير مستوعبه ما سمعته ولم تفهم معنى تلك الكلمات لتتجه لغرفتها فورا لتبحث عن معنى تلك الآيات على هاتفها ولكن وأثناء ذلك وجدت نواره و ورد يدخلان من باب القصر لتجد انها يرتديان الحجاب وملابس واسعه يكاد لا يظهر من جسدهم سوى كف يديهم و وجههم فقط... ثم نظرت للجهه الأخرى لتجد أميره ترتدي كما ترتدي نواره و ورد... وكل ذلك وهم بالمنزل... أكملت صعودها وهي تحاول تذكر ان كانت قد رأت امرأه بهذا المنزل تظهر شعره من شعرها او شيء غير يدها و وجهها وفشلت بذلك.. فحتى الخدم يرتدين كما يرتدين سيدات القصر.. ملابس طويله و واسعه ولا تظهر منهم شيء... وصلت ريم لغرفتها لتدخل بسرعه وتغلق الباب وتتجه لمكان هاتفها ثم جلست على السرير لتفتح جوجل وتسأل أول سؤال خطر ببالها
(هل الحجاب فرض) ليظهر لها النتائج والأبحاث والشيوخ الذين يثبتون ان الحجاب فرض...ظلت ريم تبحث على جوجل وتقرأ وكل مره تعلم شيء ترغب بمعرفة شيء جديد ويخطر ببالها سؤال آخر لم يكن لها الجرأه من قبل على السؤال عنه... ظلت ريم على حالها لساعات وهي تقرأ عن الفروض المفروضه على المسلم الحق وكل مره تعلم انها كانت ترتكب خطأ كبير وكم انها كانت تبتعد عن ربها... حتى ظنت انها لم يعد لها طريق للعوده من كثرة معاصيها.. لتعود لسؤال جديد (هل اذا تبت لربي الآن هل سيغفر لي) ليظهر لها أول نتيجه وهو انه (وقد صح أن الرسول ﷺ عن الله -جل وعلا- أنه قال: إذا أذنب عبدي ذنبًا، ثم تاب إلي؛ غفرت له)... ابتسمت ريم على تلك الإجابه... لتجد بعدها بابها يطرق لتسمع ورد تقول "يلا يا ريم عشان وقت الغدا"... نظرت ريم لهاتفها لتجد انها الساعه الثانيه وانها كانت تجلس على الهاتف من الساعه العاشره صباحا ورغم ذلك لم تشعر بالملل بل تشعر انها تريد ان تعرف المزيد عن دينها... سمعت ريم صوت ابتعاد خطوات ورد لتركض فورا وتفتح الباب لتقول"ورد..لو سمحتي ممكن أطلب منك طلب"... التفتت ورد لها وهي تخفض بصرها عنها بعد ان وجدت ان التيشرت خاصتها يظهر جزءًا من خاصرتها وبنطالها يجسم ساقيها وكأنها لا ترتدي شيء.. لتقول بعدها "اتفضلي"... فركت ريم بيديها لتقول بصوت منخفض ولكن وصل لمسامع ورد"الصراحه يعني ممكن تسلفيني لبس واسع من عندك..وحجاب لو سمحتي...عشان زي ما انتي شايفه لبسي كده يعني.. والصراحه.." وقبل أن تكمل وجدت ورد تحتضنها وتقول "يا شيخه ما تقولي كده من بدري.. تعالي انا اوضتي مش بعيده من هنا.. عندي شوية لبس انما عسل.. بس لحظه كده" قالتها ثم نظرت لأسفل الدرج لتقول بصوت عالٍ "أميره.. أبت يا أميره خدي هنا يا بت" نظرت أميره بحرج حولها ثم صعدت بسرعه الدرج لتجد ورد تضع زراعها على كتف ريم وتقربها منها وهذا ليس من طباع ورد فهي لا تحب تلك الفتيات التي يرتدين هكذا لتقول أميره وهي تشيح بنظرها عن ريم "عاوزه ايه يا مخبوله انتي".. أمسكت ورد يد أميره وبيدها الأخرى لا زالت تحتضن ريم بنصف احتضان واتجهت لغرفتها لتقول فور دخولها"ريم قالت عايزه تلبس لبس واسع وقالتلي أسلفها فتعالي اختاري معانا".. نظرت أميره بصدمه لريم لتقول"بجد والله..احلفي كده.. طب استني هروح اجيب حجات من أوضتي واجي" قالتها لتخرج مسرعه تحت نظرات الدهشه من ريم عليهما لتجد ورد تخرج عدة أكياس من خزانتها وتضعهم على السرير وهنا دخلت أميره وهي تحمل هي الأخرى عدة أكياس لتقول "يلا بينا وبسرعه عشان منتأخرش على الغدا وجدي يزعق" قالتها لتبدأ كل من ورد وأميره بإخراج ما بالأكياس والتي اتضح انها ملابس كثيره منها عباياتطويله ومزخرفه بطريقه جميله ومنها ومنها تيشيرتات واسعه وكل ذلك بدؤ يقيسونه عليها لتقول أميره"اظن ان العبايهدي هتطلع قمر عليها بس محتاجه تتقصر شويه.. هوا انتي ليه قصيره كده انتي مكنتيش بتشربي لبن وانتي صغيره"... اقتربت ورد منها وبيدها عدة طرح وتضعها بجانب وجهها لتجد ايهم يناسب بشرتها لتقول "ايوه اللون ده مظبوط مع بشرتك جدا".. هنا قالت أميره"بصي يا ريم خلاص احنا قررنا هتلبسي افستان ديه...روحي غيريه في الحمام هناك" قالتها لتشير للحمام الذي بالغرفه لتتبع ريم كلامها وتذهب لتغير وما ان دخلت للحمام حتى شبكت كل من أميره و ورد يديهما ببعض وبدأن القفز وهن سعيدات بتغير ريم زيدعون لها بالإستمرار.. فهم منذ ظهورها وهم أحبوها ولكن ملابسها كانت تضايقهم لذا لم يحاولوا الإقتراب منها ولكن الآن سيكون لهم اخت جديده وهذا أسعدهم وخاصة انهم يساعدونها في أول طريقها الآن.. هنا خرجت ريم وهي ترتدي الفستان الواسع.. لتقترب منهما ليتقول ورد"ايه المز اللى طلع علينا ده.. بسم الله ماشاء الله " لتقول أميره "قمر يا اخواتي.. بس انا عايزاكي تروحي تجربي التيشرت والجيبه دول.. هيطلعوا من عيني الصراحه ونفسي أشوفك بيهم"..أخدت ريم التيشرت والجيبه ودخلت تغير في الحمام..وبعد قليل خرجت لتقول أميره "يحفظ بيتك يا ريم.. ايه الجمال ده ربنا يحفظك".. ثم نطقت بعدها"بصي يا ورد اظن ان طريقة لف طرحتك هتناسبها".. لترد ورد"لا أظن طريقة منار هيا اللى هتناسبها عشان عندهم نفس استدارة الوش".. أومأت أميره ليحضروا بعدها حجاب ويبدؤ بجعل ريم ترتديه بطريقه مهندمه وجميله...

نواره الصعيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن