في لحظةٍ هادئة، خاطب مايكي زمرد بصوت هادئ ومثقل بالعواطف: "ستذهبين؟" أومأت زمرد برأسها ببطء، بينما أجابها مايكي بنبرة مليئة بالحب: "أحبك، زمرد."
ابتسمت له زمرد، وقالت بلكنة متأثرة: "وأنا أحبك أيضًا. اعتنِ بميلا وجاك. إذا حدث لي شيء، قل لهما أنني أحببتهما أكثر من نفسي. قل لميلا أن تستمر من حيث توقفت."
تقدمت نحوه واحتضنته بقوة، فبادلها هو العناق بنفس القوة. ظلا على هذا الحال لدقائق قليلة، ثم ابتعدت عنه قائلة بضحكة يائسة: "إذاً... حان الوقت."
كانت عينا مايكي مملوءتين بالدموع وهو يردد: "إلى اللقاء."
أجابت زمرد: "إلى اللقاء."
خرجت زمرد من المكان، وكان مايكي هو الوحيد الذي يعرف بخططها ومخاطرها. لقد نبهها مرارًا وتكرارًا، لكن شغف الانتقام أعماها، وجعلها تضحي بكل شيء من أجله. تركت معه أمانة صعبة سيحاول أن يحافظ عليها حتى تعود.
لم يكن مايكي يعرف كيف سيواجه ميلا وجاك حين يعلمهما بأن أمهما قد لا تعود لهما إلا بعد سنوات، إن عادت أصلاً. تدفقت دموعه بغزارة وهو يتساءل عن ردة فعلهما. عاد إلى منزله ولم ينم تلك الليلة، وظل جالساً في نفس الوضع حتى طلوع الشمس.
عندما خرجت ميلا بملابس المدرسة، تفاجأت برؤية مايكي مستيقظًا بعينين حمراوين وشعر مبعثر، ينظر إلى الفراغ. جلست أمامه وسألته بقلق: "ماذا بك؟ يمكنك أن تخبرني. لن أقول لأحد."
لم يستطع مايكي الكلام بسبب الغصة التي ملأت قلبه. أخيرًا، قال لها بقرار حاسم: "زمرد رحلت ولن تعود إلا بعد زمن طويل."
كانت كلماته كخناجر تخترق كلاهما. بلعت ميلا ريقها بقلق، وأخذت نفسًا عميقًا، ثم تساءلت: "زمرد رحلت؟"
هز مايكي رأسه، فنهضت ميلا متوجهةً إلى غرفة جاك لإيقاظه. سرعان ما تجهزوا وتوجهوا إلى المدرسة. كانت ميلا تبدو هادئة، ولكن بعد مرور أسبوع كامل على غياب زمرد، أدركت ميلا أنها فقدت زمرد أيضًا وانهارت. بكت وصرخت، لكن ذلك لم يجدي نفعًا.
في الجهة الأخرى، شعرت زمرد بنفس الألم الذي عانته حين فقدت والديها. رغم رغبتها في البكاء، عاهدت نفسها على عدم فعل ذلك ونجحت في تحقيق عهدها.
وأثناء سيرها، شعرت بأن أحدًا يتبعها. حرصت على التأكد من ذلك، وبدأت تسير بحذر، مستعدة لأي خطر. وعندما تأكدت، حملت سلاحها وواجهت الشخص، لكن سرعان ما خفضت السلاح عندما تعرفت عليه.
قالت بملل: "أيريز!"
ردّ أيريز بقلق: "زمرد!"
أنت تقرأ
نور وظلمات
Actionفي عالم يعج بالتناقضات والصراعات الداخلية، تنبثق قصة فتاة حملتها الحياة على السير في طريق لم تختره بإرادتها. تحمل على عاتقها أعباءً أثقل من قدرتها على التحمل، وتخفي في أعماقها جروحًا لا تندمل. ورغم كل ما يظهر منها من قوة وشجاعة، إلا أن روحها لا تزال...