تقدمت أورايا نحو ميلا وجاك بعد أن انفكت عن عناقهم، لتتفاجأ برؤية جانير يقف هناك. شهقت باسم جانير، ودموع الفرح في عينيها. ابتسم جانير، ودموعه تلمع في عينيه، لتقابله أورايا بابتسامة حزينة وتعانقه بحرارة. كانت اللحظة مليئة بالعواطف المتناقضة، إذ تولد حب جديد من حكاية قديمة.
كان الجميع يبكي بلا استثناء، حتى جينا ومايكي. التفت مايكي باحثًا عن زمرد، لكنه لم يجدها. خرج من المنزل ليجدها جالسة في الحديقة، تبكي وحدها كما لو أنها تخرج تعب السنوات من داخلها. قرر أن يتركها وحدها ويعود إلى الداخل، حيث استقبلته أورايا بملامح قلقة.
قال مايكي: "اتركوها وحدها."
هزت أورايا رأسها وجلست بين ميلا وجاك وعانقتهما بشدة، وكذلك عانقت جينا. ثم قالت لهم: "أخبروني ماذا حدث في هذه السنين التي غبت بها عنكم."
قبلت ميلا يد والدتها وقالت: "أصلاً، أنت من يجب أن تتحدثي."
جاك، وهو يقبل رأس أمه، قال: "لم أكن أعرفك قط، ولكن وصف زمرد لك جعلني أتمنى مقابلتك حتى لو لثوانٍ معدودة. جعلتنا نقرأ مذكراتك حتى حفظناها. أنا وميلا بخير وعشنا حياتنا مع مايكي وجينا وسيد جانير وأم مايكي. زمرد كانت موجودة لفترة قصيرة فقط، ثم اختفت لمدة أربع سنوات. وبعد الأربع سنوات عادت، ولكنها لم تكن زمرد التي عرفناها. عرفت بالصدفة أنها صارت تعمل مع المافيا والعصابات في القتل والتعذيب. يجب أن تعلمي، لأنك أمنا، أن توجيهها إلى الطريق الصحيح. أنا نادم جداً على أي كلمة جارحة قلتها لها. وميلا أيضًا كانت تجرحها، لكنها كانت دائمًا تقابلنا بابتسامتها المعتادة."
كانت أورايا تستمع بقلق إلى حديث جاك، وقالت بحزن: "بسببي أنا. كيف كانت علاقتها مع ويليام، زوجها؟"
ميلا أجابت: "كانت تحبه كثيراً، وفجأة اختفى ولا أحد يعلم أين هو حتى اليوم."
أورايا، بآسى: "وماذا عن أندريه؟"
هنا تدخلت جينا قائلة: "كانت العلاقة جيدة، ولكن في آخر لقاء تشاجرا لسبب مجهول."
هزت أورايا رأسها، ثم قال جانير الذي كان يراقبها بصمت: "اذهبوا إلى النوم، فقد تأخر الوقت."
نهض الجميع وذهبوا إلى النوم، ما عدا أورايا وجانير. جانير ابتسم قائلاً: "وأخيراً عدت."
أورايا، بقلق: "أريد زمرد، أين هي؟"
جانير، بنفس ابتسامته: "تأمرين، سأحضرها لك الآن."
خرج جانير إلى الحديقة وقال لزمرد: "أمك تريدك في الداخل."
نظرت زمرد إليه وقالت: "بسببك، كنت تعلم أنها بريئة، أليس كذلك؟ وأن أمي على قيد الحياة."
أنت تقرأ
نور وظلمات
Actionفي عالم يعج بالتناقضات والصراعات الداخلية، تنبثق قصة فتاة حملتها الحياة على السير في طريق لم تختره بإرادتها. تحمل على عاتقها أعباءً أثقل من قدرتها على التحمل، وتخفي في أعماقها جروحًا لا تندمل. ورغم كل ما يظهر منها من قوة وشجاعة، إلا أن روحها لا تزال...