نور وظلمات

آل جاليرما _Part_16

تحت سماءٍ رمادية، يُحيط الصمت بالقصر المهيب الذي يقف على تلةٍ عالية، كما لو كان يراقب العالم من بعيد. الرياح الباردة تعصف بالأشجار الكئيبة التي تحيط بالمكان، مما يزيد من إحساس العزلة والخوف. داخل القصر، حيث تلتقي الفخامة مع الرعب، كان أفراد عائلة الجاليرما مجتمعين في قاعة العشاء الكبرى، طاولة طويلة مليئة بالطعام ولكن لا يُسمع سوى صوت الأطباق المتناغم وكأنه نذير شؤم.

كان الجميع جالسًا حول الطاولة، كل منهم في مكانه المعتاد. لا يُسمع في القاعة سوى صوت الأطباق والشوك وهي تلامس الأطباق، بينما كان الصمت يلف الجميع، صمتٌ يحمل في طياته توترًا لا يوصف. نظراتهم كانت موجهة نحو أطباقهم، وكأنهم يهربون من مواجهة حقيقة وجودهم في هذا المكان.

فجأة، وضعت الجدة الشوكة والسكين بهدوء على الطاولة ونهضت دون أن تتفوه بحرف. لم يكن هناك حاجة إلى كلمات، الجميع نهض معها، سواء أشبع أم لا، لأن هذا هو القانون الأول: "لا أحد يبقى جالسًا بعد مغادرتها."

انتقلت النساء إلى المطبخ لإعداد الشاي. فيونا وكاترين وساندي جلسن في صالة الجلوس المخصصة للفتيات، بعد أن قدمن الشاي للجدة وأولادها وأحفادها الكبار. كان فيونا تجلس بجانب كاترين، وكأنها تحتمي بها من قوة العائلة المرعبة.

فيونا بهمس: "والدة أندريه في حالة انهيار... لا أعرف كيف سأخبره."

كاترين بهمس، وهي تحاول طمأنة فيونا: "لا تقلقي، ستتعب وتمل وحدها بعد قليل."

فيونا بهمس وابتسامة حزينة: "لو كانت ستمل حقًا، لملت منذ تسع سنوات..."

كاترين بشيء من الغضب: "أكرهها لأنها تعامل أندريه بهذا الشكل السيئ."

فيونا بابتسامة مكسورة: "لقد كان يبكي في الليل بسببها... أي أم تعامل ابنها بهذا الشكل؟"

ساندي بتدخل: "وويليام أيضًا يعاني بسببها... أتمنى أن أستطيع معانقته ومواساته على ما عاناه في طفولته."

........................................................................

كان ويليام وأندريه يجلسان، وبينما كانت الأجواء في الخارج باردة، كانت المشاعر داخل الغرفة تتأجج. جلس ويليام بثقة وهدوء، وقال:

ويليام بثقة: "سأتزوج غدًا."

الجدة بدهشة وهي تحتسي الشاي: "ومن هي سعيدة الحظ؟"

ويليام بابتسامة جافة: "زمرد أرون."

سعلت الجدة بشدة من الصدمة، ثم قالت بعصبية: "زمرد أرون؟! هل عدت إليها يا ويليام؟"