اعماق الظلام _Part _17

43 11 0
                                    

نطقت زمرد هذه الكلمات لتُسكت فضول مايكي وتوقف تساؤلاته. هز رأسه بقبول صامت، وغادرت هي المنزل متوجهة نحو غرفة جانير. طرقت الباب وانتظرت حتى سمعت صوته يأذن لها بالدخول.

دخلت دون مقدمات وقالت: "لقد نجحت... ماذا سأفعل الآن؟"

أغلق جانير صورة كانت بين يديه ووضعها في محفظته، ثم أشار لها بالجلوس. "اجلسي. أولاً، ستدخلين منزلهم... يعني ستتزوجينه."

جلست زمرد وهي تشعر بمزيج من القلق والتردد. "بهذه السرعة؟ لقد اعترف لي البارحة فقط. لا أعلم إن كان سيقبل بهذه السرعة."

أخرج جانير هاتفه وبدأ بالبحث في قائمة الأرقام، ثم قال بهدوء: "لقد فاتحني بالموضوع هذا الصباح."

زمرد بصدمة: "ومن دون استشارتي أنا؟ ولماذا كل هذه السرعة؟"

رد جانير بنبرة ثابتة: "كلما كان الموضوع أسرع، زادت احتمالية نجاح خطتنا. ستفهمين ما أعنيه عندما تدخلين منزلهم. سأخبره الآن بموافقتك. لا نريد عرسًا كبيرًا، فلم يمضِ زمن طويل منذ وفاة زوجتي."

أومأت زمرد برأسها، تدرك أنها مجبرة على الموافقة بشكل أو بآخر. اتصل جانير بويليام وأبلغه بالموافقة وبشروطه، ليوافق ويليام على الفور.

قال جانير بلهجة حاسمة: "الزواج سيكون غدًا. مجرد عقد، ولا شيء آخر. ولن تتحدثي معه حتى الغد."

شعرت زمرد بضغط في صدرها، وكان الموعد يقترب بسرعة كبيرة. باتت ترى نهاية هدفها تلوح في الأفق، لكنها كانت تتساءل: "ما الذي سأعيشه من أجله حين ينتهي انتقامي؟ وهل سأعيش أصلاً؟"

"حسنًا."

قالتها بصوت خافت، ثم نهضت متجهة إلى الصالة حيث كان الجميع مجتمعين. جلست على المقعد بجانب جاك وقالت بهدوء: "سأتزوج غدًا."

ساد الصمت المكان كأنه تجمد، وأعين الجميع توجهت نحوها بصدمة وعدم تصديق.

سأل جاك بحدة: "من ستتزوجين؟ ولماذا تخبريننا الآن فقط؟"

أجابت زمرد ببرود: "لقد علمت الآن. سأتزوج زميلي في العمل."

ضحك جاك بسخرية قائلاً: "عمل؟ يعني قاتل مثلك؟ لطيف."

نهضت ميلا من مكانها بانفعال وقالت: "لقد عدتِ لنا منذ أقل من سنة والآن ستغادرين مرة أخرى؟ لماذا، زمرد؟ لماذا تفعلين مثل أمي وأبي؟ أنا لا أريد فراقك، أرجوك."

طأطأت زمرد رأسها لتجلس ميلا بجانبها وتردف ببكاء: "زمرد، أرجوك فكري مرة أخرى. على الأقل ليس الآن."

نور وظلماتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن