الساليسيا _Part_8

61 12 2
                                    


"من أنتِ بحق الجحيم؟" قال السيد بنبرة تملأها الحذر والتساؤل، وهو يضع شوكته جانبًا ببطء.

أجابت زمرد بثبات، وكأنها لا تعترف بالخوف أو التردد، "أنا ساليسيا. وأتيت لأعرض عليكم صفقة... صفقة ستندمون إن رفضتموها."

تبادل الرجال الثلاثة نظرات سريعة، بينما كانت زمرد تراقبهم بعناية، عينيها تعكسان إصرارها الذي لا يتزعزع. لم يكن لديها مجال للتراجع الآن، كانت مستعدة لارتكاب كل شيء لتحقيق هدفها.

نهض السيد من مكانه، متقدماً بخطوات بطيئة نحوها، محاولًا أن يفهم دوافع هذه المرأة التي اقتحمت عالمه بمثل هذه الجرأة. قال ببطء، متعمداً استكشاف نواياها، "صفقة؟ ولماذا أوافق على شيء من امرأة تحمل سلاحًا موجهًا نحوي؟"

ابتسمت زمرد بسخرية خفيفة، ثم قالت: "لأنني أعرف شيئًا يهمك... ولأنك تعلم أنني لن أتردد في استخدام هذا السلاح إن شعرت للحظة أنك تحاول خداعي."

استمر الصمت لثوانٍ بدت وكأنها دهور. ثم استدار السيد ببطء نحو الرجلين اللذين كانا برفقته وأومأ لهما بأن يخرجا. وعندما انصاعا لأمره وغادرا الغرفة، أشار للسلاح في يد زمرد وقال بهدوء: "لنبدأ حديثنا إذن، ولكن من دون سلاح."

نظرت زمرد إلى سلاحها ثم إلى السيد، وكأنها تفكر في الأمر. بعد لحظة من التردد، أنزلت السلاح ببطء، ولكنها لم تتخلى عن حذرها. قالت: "سأضع السلاح، لكن ضع في اعتبارك أنني لم آتِ هنا لأُهدد فقط. جئت لأسعى وراء شيء أهم بكثير من حياتي... الانتقام."

جلس السيد مرة أخرى على كرسيه، ناظرًا إليها بعينيه اللتين كانتا تعكسان برودًا قاتلًا. "أخبريني المزيد، ولكن تذكري... خطوة واحدة خاطئة، ولن تكون هناك فرص أخرى."

وبدأت زمرد تسرد تفاصيل خطتها، عن الرجل الذي كان السبب في مأساتها وعن السبب الحقيقي لقدومها إلى هذا المكان. تحدثت عن الألم الذي عاشته والظلم الذي عانته، وكيف أن جميع الخيارات أصبحت مغلقة أمامها إلا هذا الطريق. كل كلمة نطقتها كانت تمثل قرارًا نهائيًا، إصرارًا لا رجعة فيه.

كانت تعرف أن هذه اللحظة قد تغير كل شيء. قد تقودها إلى نهاية طريقها، أو قد تفتح أمامها بابًا جديدًا نحو الهدف الذي طالما سعت إليه.

السيد كان يستمع بصمت لكل كلمة قالتها زمرد، وكانت عيناه تراقبانها بحدة، وكأنهما تحاولان اختراق جدران قلبها القاسي. عندما انتهت من سرد خطتها، صمتت للحظة، ثم تابعت بنبرة مليئة بالتصميم: "إذا قبلت بصفقتي، سأكون لك سلاحًا لا يخطئ. سأصل إلى أهدافك بطرق لا يستطيع أحد آخر الوصول إليها. لكن رفضك يعني أنك ستفقد فرصة ذهبية... وربما حياتك."

نور وظلماتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن