" حارق الروح والجسد، يجعلك تعيش في قوقعة من الظلام، نعم، إنه الانتقام."كان صوت زمرد قاسيًا، مفعمًا بالبرود والتهديد، وهي تتحدث إلى الحشد المتجمهر أمامها. بعد فترة وجيزة من خروجها من المشفى، بدأت تحقق خطتها التي عملت عليها لوقت طويل، والتي كانت تأخذ كل اهتمامها وتركيزها.
أجتمعت عشيرتها في منزل واحد، حيث جعلت منهم هدفًا لانتقامها. أمرت فريقها بتحضير حوض كبير مملوء بالمواد الكيميائية الحارقة، ثم قامت بإلقائهم فيه واحدًا تلو الآخر. المواد تفاعلت مع جروحهم، محدثة ألمًا لا يوصف. لم تكتف بذلك، بل استمرت في تعذيبهم بوسائل شتى: طحن العظام، قلْع الأظافر، قطع الأطراف، واستخدام الصعقات الكهربائية. كانت تتعامل معهم بشدة وقسوة، وكأنها تستمتع بكل لحظة من معاناتهم.
بينما كانت تعذبهم، كان ويليام يراقب المشهد ببرود. لم ينكر إعجابه بكيفية تعاملها مع الأمور، فهو يرى فيها تجسيدًا حقيقيًا للجنون الذي يحبه. انتقامها كان حارقًا ومُدمرًا، وكان يراه عملًا فنيًا من نوع خاص.
بعد انتهاء تعذيبها لعشيرتها، أضرمت النار في الزنزانة التي كانوا محتجزين فيها، تاركة خلفها مشهدًا من الفوضى والدمار، وصرخات لا يسمعها أحد. لم تبقَ أي علامة على وجودهم، فقد انتهت منهم بشكل نهائي.
عادت زمرد إلى المشفى، حيث كان مايكي وجاك وإيريز قد بدأوا في التعافي. احتضنتهم واحدًا تلو الآخر، ابتداءً بجاك، ثم مايكي، وأخيرًا إيريز، معبرة عن أسفها لبعضهم وتقديمها لهم كل الدعم. كانت تؤكد لهم أنها قد انتقمت لعائلتها.
بينما كانت جينا وميلا تعتذران لها، ردت زمرد ببرود:
"لقد انتقمت منهم. لم يتبقَ أحد من عشيرتي الآن."
"طبقتِ عليهم قانونك؟" سأل مايكي.
هزت زمرد رأسها وقالت:
"انتهيت منهم. الآن سأتفرغ لهدفي الرئيسي."
في وقت لاحق، على ناصية الطريق، بينما كان ويليام يسير بجانب اندريه، تحدث ويليام بتأمل:
"أحب الجنون، وهي الجنون بحد ذاته."
قال اندريه بقلق:
"لا تنسَ نفسك أمامي. هل وقعت بحبها فعلاً بهذه السرعة؟"
أجاب ويليام ببرود:
"لا يمكن أن يكون حبا. اعتبره إعجابًا فقط."
أجاب اندريه بيأس:
أنت تقرأ
نور وظلمات
Actionفي عالم يعج بالتناقضات والصراعات الداخلية، تنبثق قصة فتاة حملتها الحياة على السير في طريق لم تختره بإرادتها. تحمل على عاتقها أعباءً أثقل من قدرتها على التحمل، وتخفي في أعماقها جروحًا لا تندمل. ورغم كل ما يظهر منها من قوة وشجاعة، إلا أن روحها لا تزال...