حقيقة الذكريات

6 1 0
                                    

"قبل سبع سنوات"

كان ارنولد يجلس في مكتبه ، متكئاً على يده وينظر في شرود نحو ذلك الصندوق ، الذي يبدو مهترئاً ولكن ارنولد كان يعلم جيداً ، بأنه من الداخل مصمم بطريقه قد يعجز اي شخص عن فهمها ، مد ارنولد يده ليمسك بالصندوق وبدأ برجه بهدوء ، ثم ذهب بنظره نحو تلك الصورة الموجودة على مكتبه ، الذي يعمه الفوضى.

الاوراق تملأ الجهة اليمنى ، وحاسوبه ذو الشاشة الكبيره الضخمة ، وكوب الاقلام الخشبي .

نهض ارنولد من كرسيه لينظر خلفه نحو النافذة الزجاجية ، لترتسم على وجهه تلك الابتسامه الحليمة وهوا ينظر الى ارزي وبرلينا يركضون في بستان الورود التي زرعتها كارين ، عاد ارنولد ليمسك بالصندوق ، ليشرد وهوا ينظر نحوه.

بدأ ارنولد يحدث نفسه بلهجة حزينه : مالذي وضعته يا فلوريا بداخل الصندوق؟ كم ان الأمر يبدو مضحكاً بالنسبه لي ، بأني وددت لو انك الان امامي وانظر نحو عينيكِ الواسعتين ، واقوم بسؤالك لتضحكي نحوي ، ثم تفعلين حركاتك تلك التي لم تفشل قط في جعلي اتمنى لو انك لي وحدي .

امسك ارنولد بتلك الصوره ، لينظر نحو حبيبته فلوريا ، لامست اصابعه وجه فلوريا بلطف وعذوبه ، بدأ يمسح على شعرها واغمض عيناه لتأتي فلوريا بفستانها الابيض وضحكتها التي لطالما احبها ارنولد ، ابتسم ارنولد وهو يشعر بالحنين ، حتى تخيل صوتها العذب في اذنيه وهي تحدثه:
- ارنولد ، كيف لك صنع صندوق مثل هذا؟ احقاً صمم خصيصاً ليتعرف على لون عيني؟.

ضحك ارنولد بعذوبه : انها مجرد هدية بسيطه ، ولكنني وجدت بأنه من المميز ان اجعل هذا الصندوق لا يتعرف سوى على لون عينيك ، ذلك الزراق الممزوج بالخضار وعند انعكاس الشمس يظهر لوناً عسلياً خفيفاً يحيط بهما.

تنهدت فلوريا في وقتها متبسمة لترمي بجسدها نحو ارنولد وتعانقه ، ظناً منها انها طريقه لتعبر عن فرحها الشديد وشكرها لارنولد ، ولكن ارنولد في كل مره تقوم فلوريا برمي جسدها نحوه ، تسري تلك الشحنات في جسده فيبدأ في لثم رائحة عطرها لتشعر روحه بسعاده غامره .

عاد ارنولد لواقعه عندما شعر بتلك الدمعه تسقط بهدوء من على وجنتيه ، ليعود ويجلس على كرسيه ، وامسك بالصندوق ووضعه في درجه اسفل المكتب ، اخذ ارنولد هاتفه وقام بالاتصال بشخص .

- مرحباً
- مرحباً بك يا صديقي ارنولد ، ‏انها حقاً فتره طويله منذ اخر مره سمعت بها صوتك!.
- صديقي القديم زين ، اريد منك خدمة .
- بالطبع يا ارنولد ، ما هي هذه الخدمة؟.
- سأحتاج الى فتاه من عندك .
- مالذي تعنيه؟ هل تقصد ما انا الان اظنك تقصده؟.
- بالفعل يا صديقي ، اريد منك القدوم الى قصري في باريس ، هناك ما اريد مناقشتك به.
- حسناً يا ارنولد ، يبدو من صوتك ان هناك امراً ما وبدأت اشعر بالقلق ، ولكن حسناً لك ذلك ، سأكون عندك بعد نصف ساعه ، ايناسبك؟.
- نعم ، مناسب جداً حسناً اذاً .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

برلينا/ Brillinaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن