3

1.1K 29 1
                                    


الفصل الثالث

ارتبكت صبا للحظة وهي تسمع ذلك المديح الغير صريح من ذلك البشري الشديد الوسامة المتمثل أمامها بينما عيناه تطوفانِ بعينيها دون أن تتجرآ أكثر من ذلك ...... حتى أنها في تلك اللحظة البسيطة شعرت به يتوه سابحا في بحورِعينيها فقط .... دون أي شيءٍ آخر ....

ارتبكت ... واحمرت خجلا بالرغم من أنها اعتادت على نظرات الإعجاب الهادىء بجمال وجهها .... لكن هذا الشخص المفزع بهيبته أثار مشاعرا غريبة من التوتر بداخلها ...... رفعت يديها مرة أخرى وهي تتأكد من اعتدال حجابها ثم رفعت نظرها تحاول أن تعود لإتزانها المعروفة به ثم قالت بهدوء

( السلام عليكم .....أية خدمة ؟)

أفاق عاصم الذي كان لايزال مسحورا بحلمٍ جميل من النعومة و الدفء ... الى أن سمع الصوت الرائع يعيد السؤال مرة أخرى ... فهز رأسه هزة غير مرئية ليستعيد نفسه من جديد ثم قال و كأنه يسأل نفسه هامسا

( الآنسة ..... صبا عمران ؟؟)

للحظة أدركت لهجته الشاردة قليلا .... هذا الشخص يتسائل إن كانت صبا .... والتي يعرفها قبل أن يراها , هذا الشخص جاء خصيصا لها ..... لهدفٍ محدد , والآن تعتقد أنها بدأت تتعرف هويته .....

اذن فقد بدأت الحرب الفعلية , وكانت تتسائل متى ستندلع نيرانها ..... رفعت ذقنها عاليا و ارتدت نظرتها الحازمة ..... تنظر اليه في عمق عينه وكأنها فتاة أخرى غير تلك الخجولة التى فتحت الباب منذ دقيقة واحدة ...... ثم قالت مبتسمة بهدوء

( أعتقد أنني أتشرف الآن بالنظر الى ....... السيد عاصم رشوان , إن لم أكن مخطئة )

اتسعت عيناه قليلا .....لكن الإندهاش اختفى في لحظة ليعي نظرة التحدي التى ظهرت جلية في عينيها الرائعتين ... ارتفع حاجبه قليلا و ظهر طيف ابتسامة ساخرة على زاوية شفيه ..... القطة الصغيرة أمامه تستعد لإبراز مخالبها ..... وسيكون أكثر من سعيد لأن يقلمها لها ...... لا تخلو من الذكاء بحيث أدركت شخصه .... وحين أدركته أخفت الخجل والرقة بمهارة تثير الإعجاب ........

ابنة المستشار ليست سهلة أبدا ..... إنها خصمٌ ..... لطيفٌ للغاية .... ويبدو أنه سيحب جدا التعامل معها على عكس غضبه منذ ساعاتٍ قليلة ...... ...... لم تكن تلك الفتاة المستفزة التي توقعها قبل أن يراها بل هي نسمة ما أن فتح الباب أطلت تلامس وجهه بنعومة ......للحظةٍ أراد أن ينسى أمر ذلك البيت الذي جاء من أجله ....... أراد أن يتأملها فقط طويلا الى أن يتشرب كل ذرة من هذا الجمال الملائكي أمامه ...... أراد أن يتوه أكثر في سحر عيني الغريبة التي لا يعرفها بعد ... و ليست تلك التي الفيصل بينهما هذه الأرض التى يقفانِ عليها الآن ........والتي تحولت من نسمةٍ الي ريحٍ عاتية ما أن أدركت شخصه ... كله فقط من نظرة عينيها

أخفض نظره قليلا و ابتسامته الجميلة التى عادة تسحر الجنس الناعم به دون قصدٍ منه ...... تزداد تدريجيا دون أن يعرف سببا وجيها لذلك ..... تبدو الأيام القادمة مثيرة للإهتمام ......

بأمر الحب 🌺بـقـلم تـمـيـمـة نـبــيـــل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن