الفصل العشرين
وقف ينظر الي صورته في المرآة أمامه بإحساسٍ جديد ... ارتعاشة الإنتصار تمر عبر أوردته لتجعل صدره يرتفع بنفسٍ عالٍ يحمل الإرتياح و بهجة الفوز ....
الفوز بما يخصه ... بما يخصه منذ زمنٍ بعيد , و قد حانت اللحظة التي أصبح في قبضة يده بعد رحلة تلك السنين الطويلة ....
ماهذا الشعور بالتملك ؟؟ ..... وكأنه ألم ضئيل عذب... يبهج و لا يمنح الرضا الكامل ....
احساس أن ما يمتلكه ..., قابعا في الغرفة المجاورة مغلقا عليه بمفتاح في جيبه هو وحده يغذي احساسه بالتملك و يمنحه نشوى لم يعرفها سابقا .....
نظر الي عينيه البراقتين في المرآة وكأنه يهنئها بكل تبجح .....و في لحظةٍ انتفخ صدره وهو يرفع قبضتيه المضمومتين ليضرب بهما صدره بقوةٍ وكأنه يستعيد قوته .... وهو يضحك ضحكة خشنة ......
ثم فجأة تخللت ضحكته بعض الذكرى ... فخفتت الضحكة و هبطت قبضتيه وهو ينظر الى مرآته وكأنها شاشة سنيمائية يرى بها ذكرياتٍ ليست ببعيدة جدا .....
تحولت ضحكته الى ابتسامةٍ شاردة وهو يستمع الى الصوت المبتهج الصغير يناديه مرحبا بقدومه ..
( جاسر ..... جاسر .... جاسر )
اتسعت ابتسامته الشاردة وهو يتذكر دخوله من الباب الخشبي المتهالك .... لينحني كعادته و يرفعها على كتفه وهو يصدر صوت رافع الأثقال ..... بينما هي تضحك بقوةٍ و في نفس الوقت تتلوى وهي تعقد حاجبيها وتهتف بغضب
( انزلني يا جاسر .... لم أعد طفلة لتحملني على كتفك )
الا أنه ثبت ساقيها الملوحتين وهو يقول بخشونة
( ولو حتى شاب شعرك ..... سأظل أحملك على كتفي ما أن أراكِ )
أخذت تضرب كتفيه بقبضتيها الصغيرتين وهي تقول بحنقٍ على الرغم من ضحكها الذي لم تستطع السيطرة عليه
( حينها ستكون أنت تسير بالكاد .... متكئا على عصا غليظة وظهرك محنى )
في لحظةٍ انخفض بها جاسر وكأنه ينوي رميها أرضا ..... لكن صراخها المرعوب جعله يستقيم بها مرة أخرى ليتجه الى الأريكة القديمة و يلقيها عليها بعشوائية وهو يضحك بقوة
نظر اليها بسعادةٍ وهي تستقيم لتجلس باعتدال بسرعةٍ وهي تغطي ساقيها اللتين كشف عنهما الثوب الخفيف .....بينما احمر وجهها بقوةٍ وهي تصرخ بغضب
( لن أكلمك مرة أخرى .......... )
ضحك وهو يتجه الى المرآة المذهبة المعلقة على الحائط .... لينظر الي نفسه كعادته , معدلا من قميصه المفتوح تقريبا الى خصره , مظهرا صدره قوي العضلات .... و سلسالٍ فضي معلق برقبته ....
مطت الصغيرة شفتيها وهي تقول بتذمر
( ارحمنا يا سيدي ...... فهمنا أنك سيد الرجال )
رفع حاجبا واحدا وهو يتامل صورته من اليمين الي اليسار قائلا دون أن ينظر اليها
( سيد الرجال رغما عنكِ يا زيتونة .......... )
تأففت مرة أخرى وهي تقول بغضب
( توقف عن دعوتي بزيتونة تلك ....... أنت أصبحت تنطقها و نحن أمام الناس بعد أن كنت تقولها بمفردنا , لقد كبرت يا جاسر )
التفت اليها مبتسما باستهزاء و تسلية ليقول بمرح
( والله وكبرت يا زيتونة و أصبحت تخجلين من اسمك ......... )
هتفت بغيظ
( هذا ليس اسمي ..... أنا اسمي نوااااار ..... نوااااار ... نواااااااار )
عاد الي واقعه وهو ينظر الى المرآة مبتسما بشرود ..... ينظر لعينيه , ليضحك بخفوت وهو يعود لذكرى أخرى ..
واقفا في شرفة أحلام الحجرية .... يغمر بعينه .... يرفع أصابعه وهو يتخلل خصلات شعره اللامع بتأنق .... وابتسامته مائلة على جانب واحد بجاذبية ....و طابع الحسن بذقنه يزيده جاذبية . على الرغم من قوة و ضخامه مظهره ...
لم يشعر بالخطوات الصغيرة الحافية القدمين من خلفه .... و لم يرى الصغيرة التي وقفت وراءه , تضع يدا في خصرها بينما تشير بإصبعها على رقبتها علامة القتل .......الى الفتاة المتمايعة على سطح البيت المجاور , و التى تجهمت رافعة حاجبيها و اشارت لجاسر أن ينظر خلفه .....
فالتفت وهو عاقدا حاجبيه بحيرة .... ليضبطها متلبسة في وضعية التهديد ..... فارتسمت الشراسة على وجهه وهو يجذبها من ذيل حصانها ليجرها خلفه الى الداخل ثم دفعها بعيدا وهو يقول مهددا
( ماهذا الذي تفعلينه ؟؟ ............ )
وضعت يديها في خصرها وهي تنظر اليه مرتفعة الرأس وهي ترد بشجاعة
؛( وما تلك الأشكال التي تعرفها ؟؟ ........ )
رفع حاجبيه بدهشةٍ وهو ينظر الي تلك القزمة ليقول بغضب
( وما أدراكِ أنت بمثل تلك الأمور ؟؟ ......... )
قالت بقوة و تحدي
( أخبرتك ألف مرة أنني لم أعد طفلة ...... و تلك التصرفات لا تليق بابن الحاج رشيد )
ارتفع حاجبيه أكثر حتى بدا مذهولا .... ثم أرجع رأسه للخلف و هو يضحك عاليا ....وما أن انتهى أخيرا حتى أقترب منها ليرفعها من ذيل حصانها وهو يهزها كالأرنب
( كبرت يا زيتونة و أصبحتِ تعلمينني ما يليق وما لا يليق ؟؟ ..........)
قالت بشجاعة أكبر وهي تنظر اليه وهو تقريبا يحملها من ذيل حصانها
( و يا ليته يأتي بفائدة ........ كل يومين فتاة و ستفضحا يوما ما في الحي )
كان هو يستمع اليها وهو مذهولا ثم هزها مرة أخرى من شعرها ليقول بتهديد
( من أين أتيتِ بتلك الوقاحة ؟؟!!! ..... لم تكوني هكذا , حتى أنه ليس كلامك ابدا ..... كل ذلك من تحت مصادقتك للمتشردة الصغيرة ابنة أخ رشوان ..... ألم أمنعك من رؤيتها أو رؤية أيا منهم ؟ ..... إياك أن أعلم بذهابك لبيتهم من جديد و الا سأخبر والدك وهو من سيقلقنك الأمر بحزامه ..... مفهوم ؟؟ )
وضعت نوار يديها الصغيرتين في خصرها وهي تنظر الي بتحدٍ أكبر لتقول
( سأذهب ......... )
هزها جاسر بقوةٍ اكبر وهو يقول بغضبٍ حقيقي
( اسمعي الأمر يا نوار و الا آذيتك ..... ذهاب اليهم ممنوع , تلك الأسرة علاقتنا بها انتهت للأبد ....ام تريدين أن اذهب بأصدقائي لنكسر البيت فوق رؤسهم ؟؟ ....... )
هتفت نوار بترجي و بقوةٍ في آنٍ واحد
( ليس لنا دخل بمشاكلكم معا ...... نحن اصدقاء )
جذبها جاسر اليه وهو ينحنى اليها حتى اقترب وجهه من وجهها وهو يهمس بهسيس خطير
( أنتم ؟؟ ........ من أنتم ؟؟؟ )
ابتلعت نوار ريقها و تلعثمت وهي تقول بخفوت
( أنا .... وحنين ..... وحور ..........)
ظل ينظر بعينين شريرتين الي عينيها اللتين ظهر فيهما الخوف أخيرا .... ثم تركها أخيرا وهو يستدير عنها قائلا بتهديد
( لقد أنذرتك يا نوار ..... لا تجعليني أريك غضبي , ولا علاقة لكِ أنتِ أو المتشردة الأخرى بفتياتي )
امتعضت نوار وهي تمط شفتيها بتقزز من كلمة فتياته ..... ثم قالت بوعيٍ طفولي
( لما لا تنتظر قليلا , فربما يكون لك نصيبا بفتاة طيبة من أسرة طيبة كذلك .....قد تكون صغيرة الآن , لكن من يدري )
التفت اليها رافعا حاجبا مستهزئا من طفولتها وهي تنصحه بينما لا تكاد تصل بطولها الى مرفقه ...... ثم قال بهدوء يستدرجها
( آآآه ..... ومن تكون سعيدة الحظ ؟؟ .... هل سمعتِ أمك تتحدث في الأمر مع إحدى الجارات ؟؟ .....أخبريني زيتونة ,فأنتِ لا تخفين عني شيئا )
عضت على شفتيها وهي تنظر أرضا بينما أحمر وجهها ارتباكا الا أنها لم تجد بدا من أن تعترف
( لم أسمع أمي .... بل سمعت أمك ....... كانت تتحدث الى الخالة روحية , وهي ترشح لك منال ابنة الحاج توفيق ,و رشا ابنة الحاج عطية الجزار ...... )
رفع جاسر حاجبه أكثر وهو يشرد بعينيه العابثتين وهو يفكر " رشا ..." ذات التغذية السليمة .... السليمة جدا في الواقع ...
الا أن نوار تابعت كلامها بسرعة حتى لا يذهب بتفكيره بعيدا
( لكن أنا لم أقصد هاتين أبدا .... و قررت أن انبهك قبل أن تقع في الفخ و تجد نفسك مرتبطا بخطبة دون أن تدري )
التوت شفتي جاسر بتسليةٍ عابثة وهو يجلس على ذراع أحد المقاعد ليقول باستمتاع
( ومن تقصدين اذن يا زيتونة ؟؟ .......... )
عضت على شفتيها مرة أخرى ..... و انتظر هو رغبة منه في معرفة صاحبة كل هذا الارتباك المرتسم على وجه زيتونته الصغيرة .... الى أن همست أخيرا بارتباك
( حنين ............ )
للحظاتٍ لم يستوعب الكلمة التى خرجت من شفتيها ...... الي أن اخذ الاسم مجراه في اذنيه متخللا خلايا عقله ببطء , فنهض واقفا فجأة ..... فارتعبت نوار وركضت الى خلف الأريكة لتجعل منها حاجزا بينهما استعدادا للهرب منه ....
الا أن جاسر تسمر مكانه و فجأة انفجر بضحكةٍ عاليةٍ حتى اهتزت عضلات صدره الضخمة بفعل قيادة شاحنات والده .....
وما أن انتهى أخيرا حتى نظر بعدم تصديق الى نوار التي بالكاد يظهر منها رأسها و كتفيها من خلف الأريكة القديمة المذهبة الضخمة ......وهي تتمسك بظهرها بيديها الصغيرتين و تنظر اليه عابسة بشدة
ثم اقترب منها في هجمةٍ واحدة فجرت صارخة من حول الأريكة بينما هو يهدر بتهديد
( أنا !! .... أنا أتزوج من المتشردة الصغيرة حافية القدمين و التي أمرتك منذ لحظات أن تقطعي كل صلةٍ بها ؟ ....... إنها تشبه عود الثقاب ..... منذ متى أصلا و أنتما تفكران بتلك الأمور وأنتما لم تخرجا من البيضة بعد ؟ .....)
شدت نوار كتفيها بشجاعة ووقفت تقول بتحدي
( أخبرتك أننا قد كبرنا .... ومن في مثل سننا تقرأ فاتحتها لحين أن تتزوج , ..... و أنت ستتزوج حنين , حتى ولو رغما عنك ....... )
ثم صرخت وهو يهجم عليها ليطاردها بشكله المرعب الضخم في كل أنحاء البيت .........
ضحك جاسر بخفوت وهو يعود من سيل الذكريات .....ناظرا الي عينيه و كأنه يقطع وعدا ..... ثم همس أخيرا
( وها قد أصبحت ملكي ....... بل أنها كانت ملكي من قبل أن تولد .... تسمت باسمي منذ أجيالٍ و أجيال ...... )
كانت تجلس على نفس جلستها لا تعلم كم من الساعات مرت عليها ...... لكن الغرفة المظلمة بدأت تتوضح ملامحها , بلونٍ رمادي كئيب .......
لأول مرةٍ تشعر بمثل هذا الانقباض مع شروق الشمس ......
لقد بدأ جو الصيف في التراجع قليلا .... لتحل لدغة البرد المعروفة مع الشروق , و ازدادت رائحة يود البحر قوة حتى ازكمت أنفها .......
تطايرت الستائر البيضاء الشفافة قليلا مع البرد الذي يحملها معه و غاب شعاع الشمس الذهبي الذي اعتادت عليه ....
فبدت الغرفة كلوحةٍ ضبابية رمادية, باردة , ساكنة كغرفةٍ مسكونةٍ بالأشباح ..... ستائرها المتطايرة هي النبض الوحيد بها ......
نظرت حنين حولها الي كل جزء من أجزاء الغرفة وهي تضم ذراعيها بكفيها و تدلكهما لتهدىء من رعشة البرد التى تشعر بها , لا تعلم إن كان الشتاء فعلا قد اقترب ..... أم أن البرد منبعثا من قلبها .....
إنها المرة الأولى التي تقضي فيها ليلة بعيدة عن بيت عمها ...... و على الرغم من كل سنوات الغربة التي ظنتها سابقا , الا أنها لا توازي ذلك الصقيع في قلبها في تلك اللحظة .....
أجالت نظرها مرة أخرى بعينين متسعتين و صدرٍ لاهث .....
" ماذا سيحدث الآن ؟؟ ..... هل سيجعلها زوجته بالفعل ؟ .... متى ؟؟ ...... الليلة ؟؟ ...... بعد ساعة ؟؟ ........ الآن ؟؟ "
ارتجفت بقوة .... فإن كان ما عايشته بالأمس رعبا ... الا أنه رعب سريع و قد صدمتها أعصابها التي انهارت فجعلت احساسها بالرعب يبدو وكأنه كابوس غير حقيقي
أما الآن ..... الآن ومنذ ساعات ..... وهي تجلس بمفردها في الظلام منتظرة ..... تبدو وكأنها تعايش موتا بطيئا , فاق ألمه ما عرفته بالأمس .....
لماذا يعذبها بهذا البطء ؟ ..... هل هو سادي لتلك الدرجة ؟ ....... أتراه يستمتع الآن في هذه اللحظة متلذذا بتركها تنتظر حكم الإعدام ؟ .......
لقد أصبحت زوجته شرعا وقانونا ...... أصبحت حرم جاسر رشيد ......
على الرغم من اتساع عينيها بخوف ... الا أن ابتسامة مفاجئة شقت طريقها الى شفتيها , لتتسع تدريجيا و بسرعة , ثم تحولت الى ضحكةٍ بدت كالفواق .... تلتها ضحة أخرى , ثم أخرى أعلى ..... و أخذت ضحكاتها تتوالى بصوتٍ عالي وهي غير قادرةٍ على إيقافها ......
فأغمضت عينيها بقوةٍ و دموع الضحك تنساب من تحت أجفانها على وجنتيها و وضعت يدها على شفتيها و جسدها الصغير ينتفض انتفاضا من شدة الضحك ........
استطاعت الهمس بصعوبة من بين ضحكها العالي المجنون
( يالله .... لقد لعبها بطريقة صحيحة ...... صحيحة جدا ..... لقد ...... لقد رجوته ليتزوجني ..... وكدت أن أقبل يده ليوافق )
صمتت تهزها نوبات ضحكها المجنونة ..... ثم تابعت تهمس باختناق
( للحق .... انه يستحق سلام معظم ........ )
عادت تضحك و تضحك ..... و الدموع انسابت غزيرة على وجهها , و جسدها ينتفض ..... و لم تعرف متى تحول الضحك الي بكاء .... بكاء عالي يمزق نياط القلب
كل ما تعرفه انها مالت ببطءٍ لتنام على الأرض وهي تدفن وجهها بين ذراعيها لتكمل رحلة بكائها علها تموت و لا تستيقظ أبدا ......
لكن الموت أخلف موعده .... و النوم أبى أن يرحمها ..... والبرد كان رفيقها الوحيد , فرفت ركبتيها الى صدرها وهي نائمة لتضم نفسها ككرةٍ بائسة مهجورة ....... دون أن تجرؤ على الصعود الى السرير الضخم المخيف ......
فقط تراقب الستائر الشفافة وهي تلوح لها من بعيد بضوءِ الصباح الرمادي في مثل هذا الوقت من العام .......
و بعد وقت طويل .... طويل .... لا تستطيع تحديده , سمعت صوت المفتاح في الباب .....لكن تجمد أطرافها و تجمد قلبها خوفا منعاها من محاولة الحركة ......
لحظة صمت .....
.ثم سمعت خطواتٍ نهبت الأرض جريا بقوةٍ مخيفة الى أن وصلت اليها ....أوقعت قلبها رعبا بين قدميها , و كفين ككلابتين من الحديد حفرتا في ذراعيها لترفعانها بقوةٍ جبارة لتستوي جالسة بين ذراعي كائن ضخم كان ينظر اليها بخوف لأول مرةٍ تراه في هاتين العينين البراقتين .... وهتافٍ أجش باسمها " حنين .... "
نظر مصدوما للحظات الى عينيها الزيتونيتين ذات الشعيرات الذهبية بأدق تفاصيلها و الحمراوين المتسعتين رهبة .... ثم انتقلت نظراته الى شفتيها المنتفختين المفتوحتين لتنتقل بعدها نظراته الى جسدها وكأنه يتأكد من عدم وجود أي منظرٍ مخيف ....
حتى أن يديه شردتا قليلا على بشرة ذراعيها و كأنه يتفحصها ..... لم يتعد الأمر كله بضع لحظات حتى ظنت حنين أنها توهمت سماع نبرة الخوف في صوته وهو يناديها باسمها .....
كان جالسا القرفصاء أمامها .... ثم في لحظةٍ رمى نفسه ليجلس بجوارها مبتسما بتسليةٍ بينما عينيه عادتا للمعانهما المعتاد و قال بسخريةٍ و عبث
( اذن ..... لا زال لديكِ ذرة عقل و لم تحاولي قتل نفسك ..... )
ثم ضحك عاليا و جذبها لتستند الي صدره بينما هو يستند الي الحائط و أحاط كتفيها بذراعه الحديدية ..... ليقيدها بالقوة الجبرية الي صدره , حيث قلبه اللذي يبدو كمضخةٍ عملاقة أخذ يضرب أسفل وجنتها مباشرة .....
أغمضت حنين عينيها الحمراوين تعبا و ارهاقا ..... بينما كانت ذراعه و كفه اللذي أخذ يدلك ذراعها طاردا البرد عنها كان لهما مفعول السحر في مناداة النوم الى عقلها المعذب ......
كانت تفتح عينيها كلما شدها النعاس .... و هي تأمر عقلها أن يستفيق وهي في حضرة ذلك المجنون المجرم .... فكيف تنام في وجوده ؟.... فربما ..... ربما فعل بها ما يشاء .......
كانت عينيها تنغلقان .... ثم تعود لتفتحهما بقوة ..... ليسقط جفنيها مرة أخرى ....بينما أصابعه تتلمسان ذراعها بصورةٍ رتيبة مرة بعد مرة ......
الى أن استسلمت حنين أخيرا و هي تطلق تنهيدةٍ خافتة ......و تركت لجفنيها راحة الإنخفاض .... وهي تفكر في آخر لحظات وعيها ....
" فليفعل ما يريد و أنا نائمة ..... و يا ليت عيني لا تستفيقا الى أن ينتهي .... بل يا ليت الا تستفيقا أبدا ...."
أنت تقرأ
بأمر الحب 🌺بـقـلم تـمـيـمـة نـبــيـــل 🌺
Romanceأهو ذاك العذر الذي تتشبث به حين تتسرب الى حياة الآخرين ... متشربين كل ذرة من أرواحهم ... معللين الإمتلاك وكأن العذر مبرر أنه بأمر من الحب حين نراهن لتربح قلوبا.... دون أن ننظر إليها ..... دون أن نشعر بما تنبض به اتحتوينا أم خدعنا أنفسنا من ا...