الفصل الثاني عشر
ذهول الى عينيه الغاضبتين ...... و يديها تغطيانِ كلتا وجنتيها الحمراوين بينما يديه تحفرانِ في ذراعيها حفرا , و انفاسه الغاضبة تلفح وجهها ..... لم تدري كم من اللحظاتِ مرت بها وهي لم تستوعب بعد ما حدث لها حتى دفعها نادر عنه بقوةٍ و كأنه يشمئز من مجرد قربها ... ليقول بغضبٍ هادر( كيف استطعتِ المجاذفة و معتز معك ؟...... كيف واتتكِ الجرأة على فعل ذلك ؟ .... كيف تعودين به مبتلا في طقس الليل و دون أن يأكل شيئا منذ الصباح ؟....... و كيف أصلا تخرجين به الي البحر ؟ ...... ماذا ان حدثت كارثة أو سقط منكِ وأنتِ في عالما آخر كعادتك )
سكت قليلا وهو يستدير عنها هاتفا و غضبه يكاد يحرق المكان بأكمله
؛( لقد سئمتك و سئمت تهورك و أنانيتك التي لاحدود لها )
كانت حور في هذه الأثناء واقفة في صمت تتطلع اليه و كأنها غريبة تشاهد مشهدا لا يخصها .... وكأنها تشاهد نادر يهتف بإمرأة غيرها .....
تابع نادر بعد أن اخذ نفسا عميقا .....
( هذا لن يصلح ...... لن يصلح أبدا ......)
التفت اليها ليرمقها بعينين جامدتين جمدت قلبها من نظرتهما القاسية كالفلاذ ... ثم قال بصوتٍ ينافس قسوة نظراته
( لا أريدك هنا بعد الآن ......... لقد اكتفيت أنا و معتز منكِ )
ثم تركها دون أن يضيف كلمة أخرى , متجها الى غرفته التي ينام فيها معتز و أغلق الباب من خلفه .... ليغلق أبواب قلبها بقساوة لم تشعر بمثلها من قبل ......
تحركت حور و هي تجر قدميها جرا الى غرفتها ثم أغلقت بابها بصمت ..... شعور غريب بالجمود ينتابها شعور غريب بأنها قد تصلبت على الرغم من ذلك الفراغ الكبير بداخلها ....
وقفت في منتصف غرفتها وهي لا تجد القدرة على التحرك أو فعل شيء .... حانت منها التفاتة الى مرآتها , فهالها منظرها , لم تشعر يوما أنها غريبة على نفسها الى هذا الحد .....
وهي واقفة محنية الكتفين ..... شعرها المبتل قليلا برذاذ البحر منسدلا بحزن على كتفيها و كأنه يشاركها بؤسها .... حتى عينيها بدتا غريبتين عليها وهما تنظرانِ اليها وكأنها غريبة عن نفسها .....
اقتربت الى مرآتها قليلا ببطء وكأنها تخشاها ... الى أن وصلت اليها , فوقفت تحدق لصورتها بصمت .....
رفعت يديها ببطء وهي تتلمس وجنتيها التي لازالتا محمرتين قليلا ......تجمدت الدموع في عينيها وهي تتطلع الى نفسها . لم تكن تظن أن الأمر سيكون مؤلما الى تلك الدرجة ....
حين استفزت عاصم .... شعرت بالألم و الذنب , لكن وبالرغم من قوة صفعاته التى تركت آثارها على وجهها .. لم تتألم كما تألمت من صفع نادر لها ... كيف أوجعها بتلك الصورة , وكأنه ضرب روحها لا وجهها ....
أنت تقرأ
بأمر الحب 🌺بـقـلم تـمـيـمـة نـبــيـــل 🌺
Romanceأهو ذاك العذر الذي تتشبث به حين تتسرب الى حياة الآخرين ... متشربين كل ذرة من أرواحهم ... معللين الإمتلاك وكأن العذر مبرر أنه بأمر من الحب حين نراهن لتربح قلوبا.... دون أن ننظر إليها ..... دون أن نشعر بما تنبض به اتحتوينا أم خدعنا أنفسنا من ا...