الفصل الرابع
تحركت حور تصعد أولى درجات السلم والتي كانت حنين تجلس عليها ضامة معتز المتسع العينين الى صدرها .... وما أن مرت حور بهما حتى التقت عيناهما في حوارٍ طويل .... حوارٍ يظلله العتاب في عيني حنين ... نظراتٍ متهمةٍ بألم , فاستشاطت حور غضبا وهي ترد اليها نظراتها بشراسة .... رفعت ذقنها بقوةٍ وألقت عليها نظرة استعلاءٍ واضحة ثم تجاوزتهما لتصعد الى غرفتها .....
هي لا تهتم بأيٍ منهم ..... هي لا تهتم ...... أخذت ترددها بنفسها أثناء صعودها , لقد حصلت على ما أرادت وبمنتهى السهولة فلماذا تنظر الى الوراء ..... فلتفكر في نفسها , فأمامها الطريق الأصعب الآن ...... اكتساب قلب نادر ...... وياله من طريقٍ طويل ....
أثناء ترتيبها لملابسها في الحقيبةِ الموضوعة على الفراش وقلبها ينبض بجنون الترقب للعودةِ اليه ...... جاءت حنين ووقفت بالباب المفتوح تنظر اليها بجمود ...... القت عليها حور نظرة لا مبالية ثم أعادت نظرها الى ما تفعله ......وهي تقول ببرود
( يبدو أن لديك ما تريدين قوله ..... لكن اعذريني لست مهتمة لسماعه )
ظلت حنين صامتة لعدة لحظات ثم قالت بصوتٍ خافت ( لقد تسببتِ في شرخٍ كبير بينك وبين عاصم ...... دون سببٍ معقول , هل تظنين أن تلك هي الطريقة المثلى لتعودي لنادر .......وماذا بعد أن تزول تلك العلامات من على وجهك ..... الى ماذا ستلجأين وقتها ؟......)
توقفت حور عما تفعله .... ثم اقتربت منها ببطءٍ شرس وهي تحدق في عينيها بتهديد ...... الى أن توقفت على بعدِ خطوةٍ منها وهمست
( كيف تجرؤين على التدخل فيما يخص حياتي ...... من أعطاك الحق لتبدي رأيك أصلا , يبدو أننا قد تهاونا معكِ طويلا.... أفيقي ..... أفيقي يا حنين واعرفي مركزك في هذا المنزل ...... هل اعتقدت حقا بأنك بمثابة أختنا ولك نفس حقوقنا ؟........ )
شعرت حنين بنصلٍ سام يغرس في قلبها ..... لطالما عاملتها حور على هذا الأساس , ..... لكنها المرةِ الأولى التي تنطقها بمثلِ هذه القساوة ....... فغرت شفتيها قليلا وهي غير قادرة على ابعاد عينيها عن عيني حور المخيفتين بالرغم من جمالهما ........
ابتلعت ريقها ثم همست باختناق ( لو كان عمي لا يزال حيا .... لما أسمعتني هذا الكلام )
ضحكت حور ضحكة قاسية وعينيها تلمعانِ بشر ثم قالت ( اتركي تلك النغمة الحزينة يا حنين ...... فقد مللت منها , اتظنين حقا أنني لا أعرف السبب الحقيقي لاستياؤكِ ؟.......)
عبست حنين وهي تهمس بألم ( من قال أنني مستاءة ؟...............)
ضحكت حور بغنجٍ مرة أخرى ثم اقتربت من وجه حنين المصدوم وهمست
؛( لن تستطيعي إخفاء مرارتك من أن عاصم لم يفكر في الزواج منكِ ...... ليفضل عليكِ دانا ابنة العز و النسب .......لا تستطيعين تمني السعادة لغيرك اليس كذلك ؟......)
أنت تقرأ
بأمر الحب 🌺بـقـلم تـمـيـمـة نـبــيـــل 🌺
Romanceأهو ذاك العذر الذي تتشبث به حين تتسرب الى حياة الآخرين ... متشربين كل ذرة من أرواحهم ... معللين الإمتلاك وكأن العذر مبرر أنه بأمر من الحب حين نراهن لتربح قلوبا.... دون أن ننظر إليها ..... دون أن نشعر بما تنبض به اتحتوينا أم خدعنا أنفسنا من ا...