اليوم الاول بالقصر الامبراطوري

70 8 0
                                    

قلبت صفحة الكتاب المهترء لتطوي الورقة و تنهض برسل.. كانت تفقد حيويتها مع كل لحضة مرت و هي في هذه القرية..
مازلت تذكر حينما أتت في سن ال٢٠ إلى هنا اول مرة، حين وقفت في قمة الجبل وظلت تصرخ ل٧ سنوات..

ظلت كل شهر تصعد إلى قمته و تقضي ٣ ايام في نسائمه الباردة و رياحه العاصفة. كانت تأمن ان الرياح هي الوحيدة القادرة على إرسال صوتها إلى ابنتها لكنها أرهقت ،كبرت، بات صعوده مشقة لا نكران بها فقدت شغفها و رغبتها بالحياة، قررت أن تعيشها كما عاشها غيرها من دون هدف راضين على اللقمة و طعم الحياة..
شعرت بنسائم جامدة فلفت وشاحها المهترء و عادت ادراجها إلى القرية..

****

مسحت سيراي على بطنها بهدوء و هي تنظر ليارا بابتسامة خفيفة
-حاملة!
اخفضي صوتك لم أقل لاحد بعد..
اقتربت منها و اكملت
-ايعلم
-جلالته؟ لم اخبره بعد أليس عيد ميلاد الامبراطورة على الأبواب لا يمكنني شغله عنها
-ليس هو.. اقصد والد الطفل

أجل سيراي خانت جلالة ولي العهد سابقا اذا لم تخن الذاكرة.. كان والد الطفل مجهول لسنوات.. بل حتى ان الطفل فقد قبل أن يولد، لكن حادثة الخيانة شهدتها إحدى الخدم.. سيراي شخص وفي ونظيف لم تكن لتخطأ يومها، خدرت من قبل ايليسيا و هو انقضها ..
لا أدري حينها أكانت نيته نظيفة ام انه طمع بها الا ان ذلك المخدر بالفعل جرها إلى الهلاك..

نظرت إليا بتأنيب و قالت:
- من أين علمت؟ كيف وصل هذا الخبر إليك؟
-اختي لا تقابليه انه يتلاعب بك لن يفرح بالطفل ..
-يبدو انك تعلمين كل شيء لكن لا بد انك تعرفين انه ليس..
- ليس القذر الذي كان سيعتدي عليك اعلم انقذك منه مشكور لكنه قام بما كان سيفعله
صفعتني بقوة و هي تبكي ثم أمسكت يدها واستدارت لتخرج لكني قطعتها
- اذا كان لك الجرأة انظري إلى عيناي مجددا و قولي انه بريء.. هيا..
-ا..انا احبه لن اقامر بادخاله اللعبة لن أخطأ كما أخطأت امي و هذا عهد عليا سأعيش ولية العهد و ادفن حبي

انجرحت حين علمت مشاعرها.. ولي العهد شخص بريء ليس مغرور كوالده لو تدري كم بكى على موتها هو أحق شخص بالسعادة كلاكما كنتما الثنائي المثالي بالنسبة لي لا تفسدي علاقتك من أجل شخص استغل وضعك رجاءا اختي..

لحقت بها وحضنتها فجأة و قلت لا تقلقي هذا سرنا الصغير. ابتسمت بهدوء و حياء ليقطع هذا المشهد العاطفي مع قدوم الامبراطورة اختبأت خلف ظهر سيراي بهدوء لم يكن الجرأة بعد لمواجهتها..

الامبراطورة هي القديسة السابقة و المسؤولة عن تدريب ايليسيا و كل مايخص حياتها الشخصية و جعلها ولية العهد.. حين ظهرت قوة ايليسسا لم تعجل الامبراطورة بفصل سيراي و ولي العهد لأنها آمنت ان الطاقة الخاصة بايليسيا لا تأهلها كي تكون ولية العهد و هيبة الامبراطورية...
اناء فترة تدريبها تيقنت ان ايليسا ليست القديسة لكن الحاشية عارضت اسقاطها خوفا من غضب الشعب و استصغارهم من الممالك المجاورة لعدم عثورهم على صاحبة القوى المقدسة و انكروا حكمها و حكموا باحقية ايليسيا فقدت حينها الامبراطورية تماسكها و انقسمت و تضادت..

-جلالتك
التفتت الي بهدوء و قد سبقتنا حينها ببعض الأمتار اقتربت منها وقلت:
-ايمكننا التحدث قليلا.. لوحدنا
استغرب الخدم من جرأتي و امسك بي أحد حرسها
-جلالتك الا تخشين من الندم حوارنا قادر على الحكم بسلم حياتك او لا و اذا ازعجك يمكنني تقديم رأسي لك اه اسفة يمكنني حرق العقد من أجلك
قاطعتني الخادمة بغضب:
-اي عقد تتحدثين عنه انقشعي
-لكن يبدو أن الامبراطورة مهتمة..

احاطتها الأعين فقالت بهيبة "اتبعيني".. تبعتها إلى الحديقة الجنوبية مكان شبه قاحل لم يتم النظر إليه ابدا لم نكن سوى انا و هي و خادمتها و سيراي..
اومات لي كي اكمل
-ايليسا ليست مؤهلة أليس كذلك.. انا اعرف اختي جيدا لا تقلقي.. لا يمكنها ان تكون قديسة طاقتها اشبه بالمانا عن القوى الروحية..
قطعتني الخادمة:
-اجمعتنا لتشوهي سمعة القديسة من انت كيف تجرأين حتى بالتفكير بتلطيخ اسمها المشرف
-مانا؟ تعلمين ان مملكتنا تمنع المانا
-يعني.. لا أود أن اتهمها بالسحر لكن طاقتها لا تتجاوز حدود المانا او السحر ليست طاقة مقدسة
-أجل.. كنت سأعلم بذلك في يوم الحكم..
-لا.. هذا ما أتيت من أجله اذا رفضتي الاعتراف بها و  لقوتها في العالم الاجتماعي سينزعج الوزراء من حكمك و قد يرفضوه بحجة الخوف من الممالك المجاورة الم نطل بالعثور على القديسة لهذا قد يعتبرها الشعب اهانة لمملكتهم و حينها قد تنقسم قوات المملكة و تضعف حدودها انت تفهمينني أليس كذلك
-ثم.. اتقصدين ان عليا القبول بها
-بل التظاهر بذلك ستعترفين بها و ستعظمينها و تطلبين حكمها بالكنيسة ستقولين انك لست مؤهلة للحكم على عظمتها بل يجب الحكم عليها من قبل البابا.. هو لن يقف لصالح احد لكنه سيغضب لاهانة شرف القداسة من قبل هاوية و سيتم رفضها عالميا
-يعني.. لم أفكر هكذا في البداية لكن الخطة رائعة.. اعلمتي انها ليست القديسة لكرهك لها
-لا.. بل لهذا..
اغمضت عينيا و فتحتهما من جديد اختفت اللمعة بهما وابيض شعري ضربت الارض بكفي الأيمن فاخضرت الارض و سقطت ازهار الكرز من كل ناحية اختفت الشمس وراء عظمة الأشجار و لفت نسمة منعشة..
اكملت "لانني القديسة"
سقطت الخادمة من صدمتها و لم تستطع سيراي الحكم على الحادثة وجهت الامبراطورة نظرها الي و قالت:
"اذا لما فقط لا تعلني نفسك للملأ.. انك مؤهلة حتى لتحكمي من قبل الكنيسة "
-لأني لا أود أن اتحمل اي مسؤولية أود أن أعيش
حياتي بطيش
انسحبت بهدوء لاقول :
-اخبريهم انك انت من حولتي هذه الحديقة..واغلقي فم هذه الخادمة لا أؤمن بلسانها..

حياتي الثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن