الكونتيسة السابقة

107 10 7
                                    


في قاعة الاستقبال الخاصة بالدوقية،
-اجننتي كيف تتواقحين بوجود الكبار. لا الذنب ليس ذنبك أميرة بل ذنب من اعتبرك آنسة و اصطحبك إلى قاعة الرقص
-اسفة امي انا..
لأسقط بسبب صفعتها المباغتة وددت ان ابكي ليس لأن الصفعة مؤلمة بل لأني لم اتوقع منها ماحدث.
يعني اعلم انها تشمئز مني لكني لم اتوقع منها ان تصفعني من دون أن تصغي الي. اصلا كيف اتوقع هذا هل المراة التي وضعت كرامتها على الهامش من أجل اهانتي استحيا الان من أجل فتاة تخلى والدها عن حمايتها كم انا سخيفة لما فقط لا أعقل!

قطع درسها صوت خادمة من وراء أبواب القاعة "سيدتي أتت دعوة ملكية للانسة ايليسيا من قبل الأمير الرابع كي تكون مرافقته".

نظرت إليا بإشمئزاز و التفتت لتتغير ملامحها و هي تقلب الرسالة مغترة بابنتها وصوت ضحكتها يتعالى
"يالها من سمكة لا بأس بها".

أكان بإمكانك فقط ان تقولي لي أحسنت لأنك رفعت اسم عائلتنا واوقعت جنرال الشمال بحبك، طبعا لو كانت ايليسيا الكلام يختلف.

انحنيت بهدوء وحين لم أجد رد انسحبت ببطأ لغرفتي. احتضنت ركبتي ودفنت راسي بينهما، وددت بالفعل حينها لو تاتي امي و تمسح على شعري و تقول لا بأس أميرتي لا بأس سيمر..

شعرت بسرابها يخطو حذوي بخطواتها الرشيقة و دندنتها العذبة تغلق الباب و تسدل ستار الغرفة ثم شعرت بها تمسح على شعري و تحتضن رأسي تلفني بالغطاء ولا تقطع عن دندنتها، لم اتمالك نفسي عن البكاء ورغم نواحي المزعج الا انها ظلت بدندنتها العذبة، هدأت جوارحي لهذا المشهد مسحت دموعي.

وهنا تفطنت لحماقتي لم يكن سراب بل طيف امي سكن جسد سيراي! أليست هي ابنتها! ربما شبهتها ربما فحسب كنت احتاجها بجانبي طوال هذه المدة لكنني خفت خفت حينها ان ترفضني او تستهزء بي لم أكن لاقبل جرحا آخر.
استلقيت فحضنها فضحكت ثم استمرت بتمسيد شعري وقالت:
-كان يامكان في قديم الزمان..
-اتسخرين مني أانا طفلة صغيرة
-كفى لا تفسدي اجواء القصة فقط استمعي تمام..
كان هنالك أميرة حسناء وعنيده منذ اعدم والدها
اخاها عزمت على اخذ ثأرها لم تملك القوة لكنها
امتلكت الجمال واذا دمج مع الذكاء كان كيد النساء.
أوقعت أمير المملكة المجاورة بعشقها كانت ذكية واختارت أقربهم إلى ابيهم والذي عين فيما بعد وليا
للعهد. وكان من المفترض كرمز سلم و احترام زواجه
باختها لكنه جن بها، قبل حتى ان يعرف أصلها مزق
العقد و أعلن الحرب. و هنا اميرتنا اكتشفت ذنبها
هي لم تأذي والدها بل شعب مملكتها واقحمت مملكة
أخرى في لعبها. لم يبدي اي احد انزعاجه منها رغم
الخسائر العظيمة، صمتوا لأنهم الزموا بذلك.. شخص
وحيد لم يصمت لها ابدا كان الدوق الأول لتلك
المملكة وصديق أميرنا. حين وجدت أمانته و عزته
لم تملك أمام قوة شخصيته سوى الاعتراف بذنبها
لها. اغضبه غدرها لرفيقه لكن حينما جثت له و بكت
وعبرت عن ندمها، تخلى عن فكرة تعذيبها ولم يقدر
كشف الاعيبها لرفيق دربه فقرر تهريبها من القصر.
لم يقطع علاقته معها كان يوفر لها المساعدات ماديا ومعنويا. خلال سنين رأى عذاب رفيقه بهذا الحب والمه لاختفائها ورأى من ضحايا الحرب و المجاعات ما قد يجعل منها وحشا لم يفترض وجوده. لكنه هو
كذلك احبها وهي احبته تعلم خطأها بحب رفيق
ضحيتها، لكن الحب لا يعرف قواعد او حدود و اذا
كان خطأ فلا قوانين تقف أمام سطوته. ظلا ٧سنين
لم تخمد فيهما لا حرب و لا مشاعرهما لكن خمد
احساسهما بالذنب. جعلها محظيته واوفى لها انجب
منها فتاتين و فتى. ثم حينما علم ولي العهد بما حدث( الذي بالفعل حينها إمبراطور)حاول افتكاكها وحين لقى منها ذلك الصد آلمه كونها لغيره فقتلها. قتلها في يوم عيد ميلاد الدوق، ومنذ ذلك الوقت لعن الدوق ذكرى ولائه لكنه لم يقدر على ترك هذه المملكة و ابنها الأول تحت تصرف الإمبراطور. كان الإمبراطور يعلم مدى ولاء الدوق لعشقه فجعل ابنه الأمير السادس رهينة. طبعا لا يعلم الأمير السادس من هي امه او انه بالنسبة لوالده مجرد رهينة لكن ذلك كان افضل من اجله.
وكما اخبرتك مرت سنوات و الدوق لا يقدر شفاء
جرح القلب كلما رأى أبنائها بادره الم رأيت رقبتها
تقطع أمام عينيه مجددا فاهملهم بل لم يعرهم اي
انتبه
-قصة غريبة اشفق بالفعل على الدوق وحتى
الإمبراطور لا بد أن جرحه لم يزل ولن يزول ابدا
-والاميرة..
-هي هي كذلك ضحية اخطائها فضيعة لكن قتله لم
يغير ميزان الحرب و لم يمحو ماحدث لكنه يتم أربعة
واطفال و أعلن عن ضحايا حب جدد.
-كلامك رائعة لو كنت احد هؤلاء الأطفال ماذا كنت ستفعلين بشأن ابيك لو انك عرفتي الان الحقيقة مالذي قد تفعلينه؟
-لو كنت احدهم ولو الان علمت كنت ساحتضن ابي
ساصرخ باني احبه و اني سأنتظر دائما أن ينظر إليا
-اذا انتفضي ونفذي ماتقولين فلنرى مقدار صدقك
-لكن.. اتقصدين ان تلك الاميرة امي و..
-أجل أجل هيا اسرعي

لم أشعر ابدا بأن الدنيا لن تسعني مثل تلك اللحظة شعرت ان جسدي عير كاف لكبت روحي الهائجة اصطدمت بكل من أراه أمامي و انا اضحك ربما ظنوا انني حينها بالفعل جننت..

دفعت باب غرفة الدوق بقوه وبدا ان الكونتيسة كانت
تشكر إنجازات ابنتها بينما هو يقلب الأوراق غير مكترث لثرثرتها فقد اعتاد تفاهة حديثها حينما رأت حالتي شرعت تصرخ و تكرر باسم العادات و التقاليد ..
بينما اقترب هو مني و قبل أن يتحدث ضحكت كما لم اضحك له هكذا سابقا ابدا واحتضنته استغرب الجميع موقفي لكنه لم يبدي اي حراك شعرت كأنه لم يود الخروج من تلك اللحظة ابدا حينها قلت
"سأنتظرك سأنتظرك إلى ان تتجاوزها و حينها ستجدني مجددا انتظر ان تلعب معي كطفلة صغيرة سأنتظر ان امسك يدك و اقول ابي من جديد حضرة الدوق لكن لا تطل"

إبتسم لي ففهمت انه فقط لحضات أخرى و اكون بالغعل
ابنة انتظرتك سنين طويلة لن أرهق من أجل ايام أخرى.

حياتي الثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن