الحكم

108 9 0
                                        

فتحت الباب المتصدء برفق و كأنها تخشى ازعاج احدهم..صحيح ان البيت لم يطأ ارضيته لا ساكن و لا زائر غيرها لكنها تود ان تشعر شعور الام الراعية لرضيعها..

دخلت غرفة منزوية و جلست بمقعد أمام مكتب طفل كان ذلك ولعها و ماتقضي به اليوم هذه الأيام.. هذا المكتب رغم تدهور حاله و كبره الا انه لا يزال صامدا لانه يعلم أن هناك طائرا يستقي منه سرابا للحياة..

نهضت برسل كعجوز منهكة ربتت على كتف الكرسي كأنها توصيه ان يتحمل هذه الام الثقيلة.. اغلقت الباب بتوأدة فهي تعلم انها اناء حيويتها اذته بشدة و بعد ان سكنت فهمت حاله.. حملت الحطب المكدس أمام البيت الذي لم يكن ليقبل كثقل لامرأة بل حتى سادة الرجال و قد يعجزون في حمله لكنها ليست هم لذا يمكنها..

التفتت إلى البيت المهترأ و قالت كأم تودع طفلها "انا ذاهبة إلى البلدة كي ابيع الحطاب اتطلبين شيءا ما أميرتي.." تنتظر قليلا ثم تنصرف وهي تتنهد و كان رسالتها ان طفلتها لا تزال نائمة..

****

-شمس المملكة .. ولي عهد الامبراطورية.. انحنوا!
على اثر هذا النداء انحنت سيراي و جثت من خلفها ايلين.. ابتسمت سيراي للقادم و رفعت رأسها قائلة:
"ما الذي جعل جلالتك تعود إلى القصر.. اأستطيع خدمتك "
نظر إليها بحب و شغف ليتفطن بنفسه و يومأ لايلين كي تقف..
"سمعت بشأن موافقة اخي على الخطوبة مبارك لك آنسة ادريان"
سابقا كنت اعتبر نفسي الزوجة المستقبلية لأيون شاء ام رفض لذلك فرضت هذا الاحترام و الالقاب بيني و بين ولي العهد لكن لا ضرر من علاقة مع شخص بمثل لطفه
و احترامه ..
"جلالتك بل المبروك لك.." نظرت إليا سيراي بعتاب كي امسك لساني اضحكتني تعبيرها حينها بشدة لكن قبل
نكمل حديثنا كان مالم اتوقعه احداث القصة سبقت ميعادها..

"جلالتك.. جلالتك انت و ولية العهد مطلبون لقاعة الحكم"
ارتعش ولي العهد عند سماع كلام ذلك الخادم و خشي من مشيئة الاقدار، اصفرت سيراي حين علمت بطلبها ذنبها قد يكشف و يقضي عليها و على طفلها الرضيع..

حين لمح جلالته تقاسيم وجهها خشي عليها ظن انها خائفة عليه لم يفكر انها قد تكون المذنبة.. مسح على شعرها بلين و قبلها من جبينها كي يخفف عليها هول الحدث ثم انطلقنا..

لم تشهد امبراطوريتنا لسنين عشر اجتماع وفد بهذا العدد ضمت المدرجات النبلاء و صاحبي السادة..
سيدات و انسات باسفل الملحقات مرتبين حسب القابهن يعلوهن السادة و عظماء الرجل خلف صف من حاشية الملك السياسة.. كلهم مواجهون لقاعة تتوسط ذلك المدرج الدائري في أعمقه انقسمت لجزئين متقابلين مكان خال سوى من ممر مستقيم يستمر ليصعد المدرجات أين يجبر المذنب على الركوع يواجه مجلس ذوي الدم الملكي.. احاطت تلك المدرجات هطول غزيرة من العامة و العبيد..

حين وصلنا البوابة احطنا بجنود ملكيين يتقدمهم أيون نظر إليا بشفقة ثم نقل ذات النظرات لولي العهد..
كما توقعت سيعدمون سيراي لذنبها.. لم الحق.. ربما لو أمسكت تلك اللعينة في البداية.. ربما لو لم اهرب ان اعدامها في حياتي الاولى.. ربما حينها لعرفت الواشية..
حينها ربما لم يكن ليتكرر الحدث..

حياتي الثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن