هاربة ٢

35 2 0
                                    

الألم.. الألم ليس ان تعرف ان ليس لك قيمة بل ان تعرف ان من خلفته خلفك صار عكازك..
الألم ليس ان تسقط بل ان تكسر غيرك..
قيل لما اضحي فلما ضحي له قال لما لست من ضحى..
نكتة الألم يخلف الندم و ينذل وراء اليأس ليحني رأس من كان يوما حاكما..

.......

كان ظلام الليل حالك تحت شعلة القمر انطلقت لأول مرة هاقد مرت سور القصر.. وقفت تسترد أنفاسها و تطيل النظر الى ذلك السور الشاهق المتعالي كان توقها عبوره و الآن باتت تشعر انه فم قرش افتك منها من أتيت بهم معرفة و احتراما و اخيرا ظلمة العجز و قيود الاستعباد قطعت و الآن لحياتها شوط اخر..
رفعت مصباحها الزيتي امامها ليبرز لها اشجارا شاهقة متعلية شاهقة للعلو شاهدة على الدنو.. أسرعت تركض من دون وجهة و مرجع تركض فقط للابتعاد عن ذلك القصر تتعثر فتنهض من دون مراعاة جروحها تركز على الاغصان لاستمرار بالصعود الصعود إلى القمة إلى الحرية مكان بلا حدود طليق يفرد فيه الطائر جناحه و تسرع فيه الايل بخطاها مكان دعي بالحرية يوما في قصص امها صداه ضحكة طفل و عمقه ابتسامة عجوز مكان كان بالغوه حراس له و خدم لراحته.. وقفت في قمة ذلك الواد امتد اسفلها الريعان الأخضر كسرت تلك الخضرة المليئة بالحياة ازهار من شتى الألوان يتسابق على أرضها ايل وقف لبرهة محدقا لهذا الضيف الغير المتوقع ثم اكمل لهوه لتفهم انه لا بأس بوجودها في الارجاء..

رفعت رأسها من ثم إلى شمس الشتاء الباهتة المقاومة و اذ بها تشعر بيد تمسكها من يدها يدا بيضاء بلون الثلج ناعمة الملمس نزلت منها دمعة حاولت ان تخفيها برفع
رأسها و وضع يدها الأخرى على عينيها لم تود ان تلتفت لتعرف من امسكها لكنها تعرف تعرف ذلك التشابك جيدا تعرف تلك البرودة و في ذات الان الدفئ تعرف انه اذا التفتت ستختفي مرافقتها فاكتفت بالقبول بتحسس تلك الأيدي الواهمة بتلك الرفيقة التي انسها لها عقلها انها تعرف جيدا انها الان تمسك بسراب اختها في ذات المكان الذي وعدت اختها انها ستأخذها إليه و أنهما سيتشابكان الأيدي في تلك الأرض الرحبة بلا قيود..

......

مسحت الدمعة بكفها المجعد و اطالت النظر به هذا هو ذات الكف الذي تشابك مع يد اختها يوما.. نهضت بصعوبة ارتدت ذات الوشاح الذي وضعته على كتفها امها يوم خرجت من أسوار القصر اقتربت من ذلك الكتاب المهترء قلبت أوراقه لتصل لورقة بيضاء فتقول:
سهول 'اكيدا' كم افتقدتك اتعلمين اني صرت اهلوس بلقائنا الأول.. اكيدا اني افتقد ايامي في حضنك ايلا البريئة قتلت في ريعانك فأويتها في أعماقك لعلي غريبة لك فأنى لك بمعرفة عاهرة استغلت جمالها لإشعال الحروب و ها أنا أرى جزاء مافعلته.. أذكر اني يوما كرهت امي لأنها لم تحمنا و تقف صامدة أمامنا لكن ها أنا ذا تركت أبنائي للعبة القدر و خططت لموتي قبري توسط ارض الغرباء لكن لم يعلموا ان روحي ربطت في أرضك افتقدك اكيدا افتقدك..

تعالت الطرقات على البوابة الخارجية كأنها تحاول كسره ففهمت ان لا بشرى من الطارق هرولة فاتحة الباب لتتفاجأ برؤية صديقة قديمة ربما ليست من الزمن الغابر ربما هي فقط ضيف غير متوقع.. ابتسمت الطارقة و تنهدت لتحتضن ايلا باكية -رين لم تتغير ابدا- هذا مابدر في ذهن ايلا للحظات مسحت على ظهر تلك الشابة المتلهفة امسكتها من يدها و اجلستها على الاريكة المهترأة انها سعيدة برؤية رين في أحسن صحتها لكن تدرك ان اي كلمة تخرج من بعد من قبل رين قد تكفي لكشف الستار حول مسرحية الموت!!

***

أعاد غمده بعصبية إلى جانبه كم ود ان يقطع به ايدي ذلك الوغد النذل لكنه ضيف شرف فالشرف احيانا قد يعطى لمن لا قيمة له.... لكن قبل كبريائه و كرامة تلك الجارية التي وضعت عليها يدان نجستان يكمن الوعي بأن لا جدوى من نزاع... رفع يديه عن الغمد ليستدير و يرى تلك الأعين المترجية أعين لكم جرحته و اذته لكن لا يمكن أن يقارن بالاذى الذي لزمه منذ تركت يده و فضلت الجلوس تحت رحمة إمبراطور وقح... هو لم يعدها جبانة مستترة لم تكن هكذا حين لبست ذنب اختها على الساحة هاقد مضت بضعة اشهر و خسرها خسر الفتاة التي احبها انها ليست تلك المتمردة الجريئة وليست تلك الطفلة الأنانية الحمقاء انها شخص ثالث لم يعرفه قط لما تتغير من جديد لم تكسر جناحها و تنضج مازال باكرا ان النضج لما فقط لا تعي ذلك لما!!

بينما كان يتصفح نظرتها كانت ترد عليه بلا صوت و كان احدهم يمسك بحنجرتها كم ودت ان تصرخ و تطلب النجاة ان هذا العبأ اكبر من ان تتحمله.. لقد حاولت.. حاولت مرة أمسكت بكم قميصه موطأة رأسها التفت إليها ببرود و لما لم يلقى ردا سحب كمسه و استمر من دون النظر للخلف انها تفتقده تفتقد الوقت الذي كانت تلوم مشاعرها لقتله اياها سابقا.. لكن الآن لم يعد بإمكانها إيصال صوته له!! هي لا تودي ان يكون جزء من هذه اللعبة لكنها تحتاجه كسند تحتاجه كمنزل أليس المقاتل يبذل كل جهده للعودة إلى منزله و عائلته انها تود ان تعلم انها عليها الخروج حية من هذه الحرب من أجل شخص ما.. توده ان يكون ذلك الشخص لكن لا تستطيع هي فقط لا تستطيع أن تكون بهذه الغطرسة..
تركت الستار من يدها بهدوء جلست على سريرها تحيك ما مر من جديد ثم رفعت رأسها بنظرة كره و نقمة و قالت "اذا سأتأكد من ان اعيش لقتلك و الإنتقام منك امي" لقد قررت أن تعيش للانتقام بما ان دور الحب أغلق!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حياتي الثانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن