زهرة فى مستنقع الرذيلة 7

566 10 1
                                    

#زهرة_فى_مستنقع_الرذيلة
#جيهان_عيد

7
عايدة : دى زهرة بنت أخو عبد الرحمن .
د/خالد : بنت دكتور سليمان الله يرحمه .
انقبض قلب زهرة بشدة وقالت بارتباك : أنت تعرف بابا ؟
د/خالد : بحكم صداقتى القديمة للدكتور عبد الرحمن كنت عارفه معرفة سطحية .

لاحظت عايدة انشغال خالد بزهرة فحاولت أن تنهى الزيارة .
عايدة : طب يا دكتور أنا  هأمشى بقى مش عايزة أعطلك أكتر من كدة ،  كفاية إنك ما رضيتش تاخد فلوس .

تجاهل خالد ما قالته عايدة وسأل زهرة : بتدرسى يا زهرة وإلا خلصتى ؟
زهرة : أنا فى كلية اداب فى سنة رابعة .
د/خالد : قسم إيه ؟
زهرة : علم نفس .
د/خالد :  هايل ، أنا بأحب القراية فى علم النفس قوى ، وعندى كتب ممكن تفيدك ، لو جيتى المرة الجاية أبقى أجيبها لك ، على فكرة عينيك حلوة قوى  .
ابتسمت زهرة وأحمر وجهها خجلا ولم تنطق بكلمة واحدة .
عايدة : شكرا يا دكتور ، ياللا يا زهرة كفاية كدة عمك تعبان .

خرجت عايدة مسرعة ، كانت تريد أن تهرب قبل أن يتعلق دكتور خالد بزهرة ، وقبل أن تغادر زهرة الحجرة نظرت إلى الدكتور خالد فأشار لها بيده ملوحا فبادلته الإشارة ببراءة كالأطفال .

فى الكلية
وقفت زهرة وصديقتها هند أمام قاعة السكاشن .
هند : برضة مش ناوية تحضرى سكشن دكتور شادى ؟
زهرة : بسرعة عملتيه دكتور ، ده لسة حتى ما خدش الماجستير .
هند : اسكتى احسن جاى من بعيد .
اقترب شادى منهما وهو شاب فى منتصف العشرينات ، أنيق وسيم ، شيك جدا .
شادى : أزيك يا زهرة .
زهرة بفتور : الله يسلمك ، أنا ماشية يا هند أنا تعبانة ومش هاقدر أحضر السكشن ده .
شادى : هو إذا حضرت الشياطين .
زهرة : لا أبدا أنا كنت لسة بأقول لهند إنى تعبانة ومروحة .
شادى : ألف سلامة عليكى  .
زهرة : الله يسلمك ، شكرا .
انصرفت زهرة وتركته فلحقت بها هند فى مكان تجمعهن المعتاد ، وجدت نادية وصفية .
هند : بتصدى شادى ليه يا زهرة ؟ ده مؤدب وابن ناس ، وقدامه مستقبل كبير ، وكفاية إنه بيحبك .
زهرة بسخرية : اتجوزيه أنتى مادام عاجبك .
هند : يا ريت ، بس هو بيحبك أنتى ، أنا مش فاهمة إيه اللى مش عاجبك فيه ؟!
زهرة : كله مش عاجبنى ، أنا بحب الراجل الناضج ، شادى أكبر منى بتلات سنين بس ، وأنا عايزة راجل ناضج يحتوينى .
هند : طب يا ست العاقلين أنا طالعة أكمل السكشن ، أنا ما كنتش عايزة أسيبك لوحدك ، بس أهم المقاطيع معاكى هنا أهو .

تركت هند زهرة واتجهت نحو السكشن ، محاضرة شادى الوحيدة التى لا تستطيع تركها ، وكيف تتركها وشادى حبيبها وفارس أحلامها ، عشقته منذ أن قام بالتدريس لها فى العام الماضي ، أحبته بجنون وودت لو كان هو من يدرس لها كل المواد ، لا تريد غيره ، لكنه أحب زهرة لذا لم تبح لصديقاتها بحبها له ، هكذا نحن البشر نترك من يحبنا ونتعلق بمن يتجاهلنا وربما يقسو علينا ، من وسط كل المحيطين بنا لا يميل رأسنا سوى على كتف نافر ، لا يتعلق قلبنا سوى بقلب رافض ، نحب من لا يحبنا ، ونتجاهل من يعشقنا ، إنه القلب ، لعنة الله عليه ، كم أشقى صاحبه بعشق مستحيل ، كم رفض حب صادق وحبيب مخلص ، وإذا بحثنا عن معايير الرفض والقبول سنصاب بالجنون ، السر عنده وحده ، لماذا عشق هذا وتجاهل ذاك . 

زهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن