زهرة فى مستنقع الرذيلة 29

318 10 1
                                    

#زهرة_فى_مستنقع_الرذيلة
29
#جيهان_عيد

الخادمة : أبوس إيدك يا بيه سيبنى .
د/خالد : خلصى لإما بكرة الصبح هأطردك من هنا .
الخادمة : وحياة النبى عندك سيبنى محافظة على شرفى ، ده هو الحاجة الوحيدة اللى باقى لى .
انهارت زهرة مما سمعت ، شعرت بشلل فى كل حواسها ، وبصعوبة استجمعت قواها وجرت نحو حجرتها ، جلست فى فراشها لا تدري ماذا تفعل ، ثم هبت واقفة ، فتحت الثلاجة الصغيرة الموجودة بالحجرة ، أخرجت منها زجاجة مياه وألقت بها بشدة على الأرض ، فتهشمت تماماً ، عاد دكتور خالد مسرعا بملابسه الداخلية .
د/خالد : خير ؟ إيه اللى حصل يازهرة ؟
زهرة : عطشت قمت أشرب ، الإزازة وقعت منى اتكسرت .
د/خالد : ولا يهمك يا حبيبتى ، حصل لك حاجة ؟ اتعورتى ؟
زهرة : لا أبدا ، أنت كنت فين ؟
د/خالد : كنت فى الحمام ، تعالي يا حبيبتي وأنا هألم الإزاز  .

نامت زهرة بجوار دكتور خالد وبداخلها براكين نار مشتعلة ، ودت زهرة لو صرخت ، لو بكت ، لكن الصدمة جمدت الدموع فى عينيها ، شعرت أن كل ما تفعله ذهب هباءا ، وأن شقيقتها كانت محقة .

وفى صباح  اليوم التالي وجدت زهرة خادمتها تحمل حقيبة صغيرة بها ملابسها وتقف أمامها منكسة الرأس .                                          
الخادمة : صباح الخير يا هانم .
زهرة : فى إيه ؟ إيه الشنطة دى ؟
الخادمة : دى شنطة هدومى ، أنا ماشية .
فهمت زهرة سر هروبها وهروب كل من سبقها من خادمات ، قامت زهرة بفتح شنطة يدها وأخرجت منها مبلغا من المال وأعطته لها .
الخادمة : إيه ده يا هانم ؟
زهرة : ده مرتبك شهرين ، على ما تلاقى شغل .
فهمت الخادمة إن زهرة أدركت أنها تهرب .
الخادمة : والله العظيم يا ستى ما خليته لمسنى .
زهرة : عارفة .
بكت الخادمة بشدة وقالت : أنا ما صدقت لقيت حد زيك ، كريمة وبنت أصول ، بس أنا مش هأقدر أقعد هنا تانى . 
زهرة : خلاص امشى دلوقتي وأنا هأشوف لك واحدة من زمايلى تشغلك عندها .
الخادمة : ربنا يسترك يا هانم ، وما يوقعكيش فى ضيقة أبدا ، أنتى ست طيبة وكاملة ، أنا عارفة سى خالد بيعمل كدة ليه ؟ هو هيلاقى أجمل منك ؟
زهرة بانفعال : خلاص بقى ، قولت لك امشى .
الخادمة : عارفة يا هانم أنا جوزي تعبان ونايم بقاله أكتر من عشر سنين ، كان شغال نجار مسلح ووقع من على السقالة ، ومن يوم ما نام وأنا شغالة وبأصرف على البيت ، اتمرمطت فى البيوت ، شوفت المر ، عمرى ما أشتكيت ولا حسسته بحاجة ، اللى مضايقنى إنى بأسمعش منه كلمة حلوة أو حتى كلمة شكر ، بس أنا عاذراه ، ما فيش حاجة تكسر الرجل قد عجزه وقلة حيلته إنه يصرف على بيته ، عشر سنين وأكتر وهو ما قربليش ، لو أنا واحدة وحشة كنت رضيت ، بس أنا ما أستحملتش إنه يقرب منى ، ولو كان صمم كنت دافعت عن نفسي حتى لو هأقتله .
زهرة : برافو عليكى ، الست رأسمالها الشرف ، امشى وزى ما قولتلك هأشوف لك شغل عند حد من أصحابي .

كادت زهرة أن تجن ، لقد تأكدت من خيانته ، هى الآن ليست واهمة ، وفى كامل وعيها ، الخادمة شاهد على ما فعل ، ظلت تحدث نفسها : الشغالة يا خالد ؟!  عشان كدة كل ما أجيب شغالة تمشى ، يا ترى بتعمل كدة مع مين تانى ؟ وليه بتعمل كدة أصلا ؟ أنا قصرت معاك فى إيه ؟  إيه اللى بتدور عليه معاهم وما لقيتهوش معايا ؟ معقولة مش سعيد معايا ؟ هأتجنن ، أنا خلاص فقدت ثقتى فى نفسى ، لازم وقفة ، بس أنا مش هأقدر أواجهه ، أنا لازم أمشى ، لو فضلت هنا هيجرالى حاجة .

زهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن