زهرة فى مستنقع الرذيلة 19

364 8 1
                                    

#زهرة_فى_مستنقع_الرذيلة
19
#جيهان_عيد

قدم دكتور خالد كارنيها لزهرة فقالت متفاجئة .
زهرة : إيه ده ؟
د/خالد : دى عضوية فى نادى هليوبوليس .
زهرة : بجد ؟
د/خالد : أيوه يا حبيبتى يعنى عايزانى أنا أبقى عضو فى النادى وأنتى لأ .
زهرة : بس أنت ما بقيتش تروح خالص ، هأروح لوحدى ؟
د/خالد : وماله ؟
زهرة : يعنى هتسيبنى أروح النادى لوحدى ؟
د/خالد : يا زهرة أنا بأثق فيكى ، مش هنحتفل بقى بالمناسبة الحلوة دى ؟

جريدة الأمل فى بكرة

ذهبت زهرة لتسلم عملها بالجريدة ، جلست فى انتظار مقابلة الأستاذ محسن خيرى صاحب الجريدة ، وبعد أقل من عشر دقائق من الجلوس وسط زوار الجريدة .
السكرتيرة : زهرة سليمان .
زهرة : نعم .
السكرتيرة : اتفضلى .

دخلت زهرة مكتب الأستاذ محسن خيرى ، وهو رجل خمسينى العمر ، أنيق ، يرتدى نظارة طبية أنيقة ، حيته زهرة وجلست على استحياء .
زهرة : السلام عليكم .
رد وهو مشغول بقراءة بعض الأوراق فى ملفها الموضوع أمامه .
أ/محسن : وعليكم السلام ، اتفضلى يا مدام زهرة أقعدى .
جلست زهرة ومازال محسن ينظر فى الأوراق ، ظل يقرأ فى الملف وهو مازال مشغولا عنها .
أ/محسن : برافو برافو ، تقديرك التراكمى جيد جدا ، يعنى أنتى كنت متفوقة طول سنين الدراسة .
زهرة بزهو : أيوه يا فندم ، ده غير إنى امتياز فى آخر سنة .
أ/محسن : ما كملتيش ليه يا مدام زهرة ؟
زهرة : أنا نفسى اشتغل فى حاجة بتمس هموم الناس وأوجاعهم ، مش عايزة أشتغل فى التدريس ، فى غيرى ممكن يدى فى المهنة دى أكتر منى .
أ/محسن : أنتى شايفة نفسك تقدر تحلى مشاكل الناس ؟ عندك المقدرة دى ؟
زهرة : إن شاء الله هأقدر .
أ/محسن : طب إحنا هنعمل باب لحل مشاكل القراء العاطفية والاجتماعية ، زى الجرايد الكبيرة ، هتقدرى يا مدام زهرة عليه ؟ أنا شايفك لسة صغيرة وما عندكيش خبرة كفاية .
زهرة بتواصع : جرب يا افندم وإن شاء الله مش هتندم ، بس أنا بعد إذن حضرتك عندى اقتراحات بالنسبة للباب ده .
أ/محسن : اقتراحات إيه هى يا مدام زهرة ؟
زهرة : حضرتك عارف إن معظم الجرايد والمجلات بتقدم باب شبيه باللى حضرتك ناوى تعمله ، يعنى حضرتك مش هتقدم جديد ، إحنا لازم نعمل حاجة تجذب القراء ، حاجة مختلفة .
أ/محسن : مختلفة إزاى؟
زهرة : أنا شايفة إنى لازم أشوف صاحب المشكلة أو صاحبة المشكلة ، أقعد معاهم وأكلمهم ، أو حتى أكلمهم فى التليفون عشان أفهم كل جوانب المشكله .
أ/محسن : فكرة حلوة فعلا .
زهرة : وبعد ما أقدم الحل ما أكتفيش بكدة ، لازم أتابع صاحب المشكلة عشان أشوفه عمل بالحل بتاعنى وإلا لأ ، أسمح له يكلمنى فى التليفون مرة واتنين ، لحد ما نحل المشكلة ، العبرة مش بكم المشاكل اللى بنقدم لها حلول على الورق ، العبرة بالمشاكل اللى بنحلها فعلا .
أ/محسن : برافو ، برافو ، فكرة جميلة فعلا ، يظهر إنك مش بس متفوقة فى الدراسة هتبقى متفوقة فى عملك كمان .
زهرة : شكرا يا افندم .
أ/محسن : خلاص يا مدام زهرة اتعينتى فى الوظيفة .
زهرة : ألف شكر لحضرتك .
أ/محسن : عدى على شئون العاملين عشان يقولوا لك إيه الورق المطلوب منك ، ومن بكرة تكونى هنا الساعة عشرة .
زهرة : إن شاء الله يا افندم أكون عند حسن ظن حضرتك .
وفى اليوم التالى مباشرة ذهبت زهرة إلى الجريدة ، دخلت مكتبها ، وهو حجرة كبيرة تسع أربع مكاتب ، مكتب القسم الفنى وعليه يجلس الاستاذ مدحت والآنسة شرين ، طوال اليوم يعاكسها ويعرض عليها الزواج وهى ترفض ، ومكتب قسم الحوادت وعليه يجلس الأستاذ حسن والأستاذ راضى وهما كناقر ونقير ، ومكتب قسم المرأة ، وعليه تجلس عبير ومنى سارة ، كل واحدة منهن تتخصص فى جانب من جونب واهتمامات المرأة , واحدة لطبق اليوم والثانية لمشاكل البشرة والشعر والثالثة للموضة ، كل قسم يعمل فيه محررين أو ثلاثة ، ما عدا زهرة ، تعمل فى هذا القسم بمفردها وتجلس على المكتب وحدها .

زهرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن