18

303 24 0
                                    

حدّق جونغكوك في المرآة وحدّق إنعكاسه به في المُقابل. كان مظهره مختلفاً اللّيلة، فقد حاول فعلاً أن يبدو بمظهرٍ جيد هذِه المرة.

قام بإرتداء بذلةٍ سوداء كان قد إشتراها مع تابهيونغ قبل أسبوع. كما أصرّ الفتى الأكبر على إقتناء ربطتيّ عُنقٍ متماثلة وأيضاً منديل جيبٍ حريريّ أرجوانيّ اللّون، كان شعره الأسود مُصففاً بعناية على جانبٍ واحد مُظهراً جبينه.

خواتِم فضّيةٌ تُزين أصابعه وحذاءٌ أسود رسميّ. شعر جونغكوك بالرُقيّ حقاً للمرة الأولى في حياتِه (عدا تِلك المرة خلال زواجِ أخيه الأكبر عندما إرتدى بذلةً ولكن ذلك كان قبل 6 سنوات وهو لا يتذكر الكثير من ذلك اليوم حقاً).

"أُنظُر إليك أيّها الفتى الجذّاب."

كان تايهيونغ يتكئ ضد إطار باب غُرفتِه يُعاين الأصغر بإبتسامةٍ جانبية مُثيرة. كان يرتدي بذلته أيضاً، شعره الطويل مموجٌ قليلاً، ساعةٌ سوداء جميلة على معصمِه ومفاتيح سيارتِه تلعب بين أصابعِه الطويلة.

"كيف دخلت إلى هُنا؟"

"آه كان الباب الأمامي غير موصد؟"

بينما كان جونغكوك مذعوراً لحقيقة نومِه اللّيلة الماضية مع بابِ شقّته مفتوحاً، صنع تايهيونغ طريقه نحو الفتى الأصغر ويقوم بتسوية سترتِه.

والآن كان لجونغكوك سببٌ إضافيّ كي يذعر- الطريقة التي كان بها تايهيونغ وسيماً وقريباً للغاية منه. بضع إنشاتٍ ضغيرة تفصُل بين أرنبة أنفيّهما.

"أ-أنت تبدو جيداً كذلك."

تلعثم الغُرابي بكلماتِه ونظر بعيداً في محاولةٍ لإخفاء الإحمرار الطفيف على وجنتيّه عن تايهيونغ الذي عضّ سُفليته في المُقابل، عينيّه بلون الكراميل تُحدق بخاصّة جونغكوك مباشرةً ليقوم بعدها بنقر ذقنِ الفتى بخِفّة والغمزِ له.

"شُكراً لك صغيري، والآن لنذهب."

وبذلك، هو إستدار وغادر الغُرفة تاركاً جونغكوك الذي إستغرق بِضع لحظاتٍ ليتذكّر كيفية تحريك ساقيهِ المسكينة الضعيفة أمام تايهيونغ قبل أن يتبع الفتى الأكبر خارجاً، آوه! وأيضاً لَم ينسى إغلاق الباب خلفه هذِه المرة. حتّى أنه تأكد مرتين.

في قاعة الحفل، جلس جونغكوك في الخلف، الصف الأخير. وجد تايهيونغ جيمين وقاما بتركِه ليقوما بالتحمية ويجلس جونغكوك وحده ريثما إستمرت القاعة بالإمتلاء ببُطء.

إنطفأت الأنوار التي كانت تعتلي المقاعد لتُعلن بداية العرض ويدخُل أعضاء الأوركسترا ويجلِس كُل منهُم في مكانِه المُخصص.

تجوّلت حدقتيّ جونغكوك لتجد تايهيونغ فوراً، كان الأكبر يجلِس في المُقدمة تماماً وكم كان مشهداً آسِراً بحق. الطريقة الأنيقة التي رفع فيها تايهيونغ القوس ووضعه برفقِ ضدّ خيوط آلة التشيـللو البيضاء خاصتِه، الطريقة التي كانت عينيّه بها شديدة التركيز مُنتظِراً إشارة قائد الأوركسترا فحسب.

حانت المقطوعة الخامِسة عندما تسلّلت إبتسامةٌ صغيرة لشفتيّ جونغكوك فقد كان عزفاً مُنفرداً لتايهيونغ.

كانت مقطوعة 'Nucturne No.2 Op.9'، وأصبحت نظرات الفتى الأصغر حالِمة.
هو تذكر المرة الأولى التي إلتقى فيها تايهيونغ وكم كان متوتراً فور سقوط عينيّ الفتى بلون الكراميل عليه.

إنتشر الدِفء في صدرِه وفكّر بالوقت الذي أمضياه معاً تحت زخّاتِ المطر، والنزهة التي تلت ذلك. ومعانقة بعضهما تحت الملائة الصغيرة مُراقبين سير الغيوم في السماء. وتِلك المرة التي كوّب فيها تايهيونغ وجهه بعد مُشاهدة الفيلم. عندما مسح دموعه بعيداً. وكل مرةٍ لمسه بأطراف أصابعِه الدافئة. إبتسامته الصندوقية اللّطيفة، عناقه لجونغكوك. ورائحته.

الحليب مع العسَـل.

Show Me Some Love,
Joomie..💛

أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك           (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن