أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك (مترجمة)

6

فجأةً أصبح صوت الموسيقى أعلى وأكثر وضوحاً للغاية؛ وجد الفتى نفسه وسط الحشد، لم يكن هناك الكثير من الأشخاص ولكنه كان كذلك بالنسبة لجونغكوك الإنطوائي، كانوا يبدون بنفس عمره وربما أكبر قليلاً. بدأ بالبحث في الأرجاء عن تايهيونغ ولكنه لم يجده في أي مكان.

الشقة كانت كبيرةً حقاً؛ فقط غرفة المعيشة كانت بحجم شقة جونغكوك بالكامل. كان هناك بابيّن على الجانب الأيمن، يقودان إلى الحمّام والمطبخ وآخر على الجانب الأيسر لغرفة النوم على الأرجح. الحائط على الجهة المقابلة لتايهيونغ كان مُجرد نوافذ، مُظهراً المنظر الجميل للمدينة.

كم مضى من الوقت وأنا واقف على عتبة الباب الأمامي؟

شعر جونغكوك بيدٍ تمسك بذراعه؛ وقف امامه فتىً بشعرٍ رماديّ جميل مصفّف بعنايةٍ إلى الجانب. كان أصغر حجماً بقليل من جونغكوك.

"مرحباً أيّها الفتى الجديد! أنا جيمين ومن أنت؟"

أخذ جيمين رشفةً أخرة من كأس النبيذ خاصّته؛ لم يكن ثملاً ولكن بعيد عن كونه صاحياً بالتأكيد.

"جونغكوك."

شهق جيمين وإتسعت عينيّه.

"ذكر تاي أنّك ستأتي! لقد أخبرني الكثير عنك!"

وضع جيمين إبتسامةً كبيرة له؛ لم يكن جونغكوك متأكداً مما كانت "الكثير" تعني. هو وتايهيونغ إلتقيا مرةً واحدةً فحسب للآن بالإضافة لبعض المُراسلات القصيرة بضع مرات. اللّعنة، هما يعرفان بعضهما منذ متى؟ أسبوع؟

"اوه عليّ الذهاب الآن! إستمتع بوقتك جونغكوك! تصرف وكأنك بمنزلك!"

ترك جيمين معطفهُ أخيراً وصنع طريقه عبر الغرفة نحو فتىً آخر كان يتكئ ضد أحد جوانب الغرفة، ثم أكمل بإمساك يد الفتى وبدأ جلسة تقبيلٍ شغوفة معه.

شعر جونغكوك بالحرارة تزحف أعلى حتّى عنقه ليلتفت بسرعة وينزل نظره على الأرضية ويبدأ بتحليل تصميم حذائه الأسود. هو لم يرى ذلك، هو لم يرى ذلك، لم يحدث أي شيء. بدأ الفتى الغرابي بالتعرق قليلاً، هل كان الجو حاراً في هذه الغرفة هكذا دائماً؟!

كان على وشك الرحيل عندما شعر بيدٍ حول كتفه؛ إحتضن جونغكوك بإستغرابٍ تايهيونغ الذي قام بسحبه أقرب.

"مرحباً جونغكوكي! إخلع معطفك أليس الجو حاراً؟"

خلع تايهيونغ المعطف عن جونغكوك ورماه جانباً فوق كومة الملابس الكبيرة.

بدى وكأن بشرته مضيئة أكثر اليوم، حتى أنه كان هناك ابتسامة مربعية كبيرة على شفتيه، وكانت رائحته جيدةً بشكل مذهل. أراد جونغكوك للعناق أن يدوم أكثر قليلاً ليستطيع إستنشاق رائحته أكثر. في الواقع هي ذكرته برائحة الشامبو بنكهة الحليب والعسل الذي وجده في المتجر قبل بضعة أسابيع.

اوه وكم كان مظهره جميلاً؛ كان يرتدي قميصاً فضفاضاً فاتح اللّون محشوراً من الأمام في الجينز الأسود ويربُط وشاحاً لمّاعاً كان يبدو غالي الثمن حول عُنقه . الخواتم كانت أكبر هذه المرة، زهور وأحجار لامعة زيّنت أصابعه النحيلة.

إستيقظ من جلسة تحديقِه عندما دفع تايهيونغ كأسه في يد جونغكوك ورفعها أعلى مع تشكيل كلمة 'إشرب' بفوهِه ليأخُذ الأصغر رشفةً منه. كان نوعاً من النبيذ الأحمر، إنحلّ المذاق في فمِه ليأخُذ كلّ إنشٍ منه. لم يكره جونغكوك الشُرب ولكنه علِم أنّه لن يشرب المزيد هذه اللّيلة، الكحول لم تكُن له فحسب.

"لَم يُعجبك كثيراً، أليس كذلك؟"

إلتقت حدقتاه بخاصّة تايهيونغ بلون العسلِ المُستمتعة قبل أن يسحب جونغكوك من ذراعه مُتجهاً للأريكة التي تتوسّط الغُرفة.