7

1.3K 114 11
                                    

كان يتحدّثان على الأريكة رمادية اللّون لما بدى كالأبد، نسيا تماماً جميع الأشخاص حولهما. كان عليهما الجلوس قريبيّن من بعضهما للغاية حتّى يتسنّى لهما فهم الآخر بسبب الصوت العالي للموسيقى حولهما، المرافِق والرُكب تتلامس. إستطاع جونغكوك أحياناً الشعور بأنفاس تايهيونغ الدافئة ضِد جلدِه مما سبّب إصطباغ وحنتيّه باللّون الوردي طول المحادثة بينهُما.

قوطع حديثهُما فقط عندما صرخ أحدهُم 'تبقّت دقيقة واحدة فحسب حتّى مُنتصف اللّيل!، نظر جونغكوك إلى يديّه التي تستريح في حضنه، هو يستطيع الشعور بتحديقات تايهيونغ نحوه قبل أن يقوم بسحبِه مُجدداً بعيداً عن الأريكة.

"إتبعني."

تبع جونغكوك تايهيونغ الذي قادهُما عبر الغُرفة، عيّناه تركّز على ظهر الأكبر فحَسب. فقط عندما كان يقفان وجهاً لوجه أدرك جونغكوك إلى أين كانا ذاهبيّن، ألقى تايهيونغ نظرةً داخل الغُرفة قبل أن يسحب جونغكوك إلى الداخل.

وهُنا كان كلاهُما، غُرفة النّوم.

عرف جونغكوك إلى كان هذا الأمر يتجّه، فقد رآه في كُل تلك أفلام المُراهقين والمُسلسلات، اوه يا إلهي. فجأةً بدأ الفتى بالشعور بالتّوتر والقلق. هو لم يُرد فعل ذلك، هو لم يكُن مُستعداً ...و-وهو لم يكُن مثلياً ...

"لا تقلق، أنا لا أخطّط لفعل أي شيءٍ لك، فقط ظننتُ بأنّك تشعُر بعدم الإرتياح بين كُل هؤلاء الأشخاص وأنّك تُريد ٱستراحةً قصيرة من كُل تلك الفوضى في غُرفة المعيشة."

أدرك جونغكوك للتو أنّه لم يكُن يتنفّس منذُ وقتٍ طويل مُطلقاً النّفس الذي كان يكبُته. أرسل له تايهيونغ إبتسامةً صغيرة قبل أن يبدأ المشي نحو السّرير الذي كان في الزاوية اليُممى من الغُرفة قُرب النّافذة التي كانت بحجم الحائط بأكمله كالغُرفة السابقة تماماً. وبألتاكيد كان هُناك مساحةُ واسعة كفاية لهُما ليجلسا على الأرضية بين السّرير والنافِذة.

ربّت الأكبر على المساحة بجانبه وراقب جونغكوك وهو يأتي أقرب ليجلس قُربه أيضاً، كانت الأجواء أكثر هدوئاً بالفعل داخل غُرفة النّوم. أخفض أحدهُم صوت الموسيقى وإستطاعا سماع صوت الآخرين في الخارج يقومون بالعد التنازليّ عبر الحائط.

لم ينبس أيّ منهُما بكلمة، ولكن الأمر لم يكُن مُحرجاً أو غريباً على الإطلاق. بل يشعُر جونغكوك بهذا الإرتياح مع أحدهم منذ وقتٍ طويل للغاية.

راقب الفتى إنفجار الألعاب النارية فوق أضواء المدينة، كان منظراً خلّاباً للغاية. الطريقة التي أضائت بها السّماء الحالكة، فقط لبضع ثوانٍ قصيرة تغيّرت الظُلمة إلى مُحيطٍ من الألوان، حتّى تلاشت مُجدداً. ولكن عندها تماماً، تنفجر موجةٌ أخرى من الألعاب النّارية.

بينما كان جونغكوك مشغولاً بمُشاهدة الألعاب النّارية، كان تايهيونغ يُراقبه هو، كانت الألوان تنعكس داخل حدقتيّ الفتى الحالكة. لاحظ الأكبر كم بدى جونغكوك جيّداً اليوم، إبتسم على سُترة الجامعة خاصّته.

رفع يدهُ فوق رأسِ الأصغر وقام بعثرة شعرِه الغُرابيّ.

"عاماً سعيداً لك جونغكوك."

أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك           (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن