أحد الأشياء المُفضلة لديه كانت مُشاهدة الأنمي؛ في الواقع كان جونغكوك يفكّر أحياناً كيف سيبدو كشخصية أنمي، كيف سيتصوّره الكاتب؟ كيف ستكون شخصيّته؟ أي دورٍ سيلعب في القصّة؟
هو لم يتوقّع صورةً كشخصية أنمي عندما أدار تايهيونغ الآيباد خاصّته نحوه ليُضيء وجه جونغكوك بسبب الشاشة. كانت عيناهُ تحلّل التفاصيل الصغيرة في قطعة الفتى الأكبر الفنّية.
الفتى في الصورة كان لديه شعرٌ مُموّج غامِق اللّون، كان يبدو خفيفاً وناعماً للغاية، شفتاهُ صغيرةٌ بلونٍ ورديّ لطيف كلون وجنتيّه المتورّدة. كان لديه عينيّن زرقاء دافئة، الإنفجارات المليئة بالألوان للألعاب النارية تنعكس داخلهما. يداهِ كانت تلتف حول رُكبتيّه، جينزٌ أسود ضيّق وسُترةٍ فضفاضة مُريحة، إسوارةٌ لامعة.
أخذ تايهيونغ إصبع جونغكوك وضغطه على الشّاشة ليبدأ فيلم قصير باللّعب؛ إنكمش أنف الفتى الصغير وأغلق عينيّه بقوة بينما يضحك. إبتسم جونغكوك للشاشة بينما إنتهى المقطع القصير، كان جميلاٌ للغاية.
"إنّه أنت."
رفع جونغكوك عينيّه، وإتسعت حدقتاهُ بعدم تصديق. أمّا الفتى الأكبر، الذي كان يُراقبه طوال الوقت أرسل له إبتسامته الجميلة.
"أنا؟"
"لم أستطع إيجاد الوحيّ أو رسم أي شيءٍ لبضعة أسابيعٍ الماضية. مُشاهدتك تبتسِم للألعاب النارية جعلني أُريد الرسم مُجدداً."
حدّق جونغكوك بالآخر فحسب.
هو قد جعله فتى أنمي حقاً.
"هل أعجبتك؟ أعرِف أنّه كان عليّ أخذ الإذن منك أولاً على الأرجح ولكنني لم أكُن مُتأكداً إن كان بإمكاني الإتصال أو المجيء لزيارتك في-"
"إنّها جميلةٌ للغاية."
قاطع جونغكوك تمتماتِ تايهيونغ ليبتسما لأحدهما الآخر.
"هل يُمكنني رؤية المزيد؟"
أومئ الأكبر ليُربّت على المكان بجانبه مُشيراً للأصغر على الجلوس هناك؛ جلس جونغكوك، رُكبتاهُما تتلامس، يُمكنه الشعور بدفء تايهيونغ. راقبه وهو يعبث بالشاشة بحثاً عن فنّه، ولكن جونغكوك كان ينظُر إلى وجهِه، وجنتاهُ الناعمة وعيناهُ الجميلة. الشامة الصغيرة على أنفِه الصغير. هو كان يُريد لمسها، أن يكوّب وجهه، وأن يعرِف ماهية الشعور بِه.
توقّف عن التفكير بهذه الطريقة!
حاول جونغكوك التركيز على الشاشة مُجدداً.
قهقه تايهيونغ بينما أظهر له قطعةً فنيّة أخرى، لقد كان جونغكوك مُجدداً. وهذه المرة في تصميمٍ أكثر واقعية، كان يرتدي المئزر أخضر اللّون خاصّته ويقف خلف المنضدة، الأضواء الخافتة تملئ الحائط خلفه.
"عندما أتيتُ إلى هُنا أول مرّة."
"مهووسٌ للغاية."
قهقه جونغكوك ليضرب الآخر ذراعه بعبوسٍ لطيف.
"لا... ظننتُ أنّك بدوت لطيفاً وذو مظهرٍ جيّد لذا أردتُ أن أخلّد ذلك إلى فنّ، والآن توقّف عن الضحك عليّ، رجاءً؟"
ولكنه لم يستطع كبح قهقهاتهِ بنفسِه، أكملا النظر إلى فنّ تايهيونغ وإغاضة بعضهما البعض حتّى أصبح الوقتُ مُتأخراً مُجدداً.
بعد إغلاق المكان بعد الساعة ال11 مساءً، إتخذ الفتى طريقه عبر زخّات المطر نحو شقّتِه الصغيرة. لم تكُن تمطِر بغزارةٍ فقط كافيةٌ لمسح هموم من يحتاجُ هدوئها. تنفّس القتى بعُمق، رائحة الهواء البارد والمُنعِش لترتفع غيومٌ صغيرة عندما أطلق نفسهُ مُجدداً. لطالما أحبّ هطول المطر ولكِن هذه المرّة هي المُفضّلة لديه. عند هذه اللّحظة تحديداً عندما توقّفت، عندما كان الهواء مُنعشاً. كانت تُعطيه شعوراً كالبداياتِ الجديدة. كأنّ كل الأمور السيئة جُرفت بعيداً وتركت المجال لحدوث شيءٍ جيّد.
أنت تقرأ
أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك (مترجمة)
Randomجونغكوك مُتعب؛ العمل في المقهى بعد صفوف الموسيقى خاصّتِه كان كثيراً للغاية. من يشرب القهوة بعد الساعة الثامنة مساءً على أي حال؟ توب: تاي. بوتوم:كوك. القصّة تبدأ بالفصل الشتوي ولكن ستستمر مع الثنائي خلال باقي الفصول، لذا يمكن قرائتها بأي فصل. (رواية...