عندما فتح جونغكوك عينيّه مجدداً، شعر بيد أحدهم على ظهره. كان لا يزال في قاعة الحفل والأضواء التي فُتحت مُجدداً كانت قويةً قليلاً على عينيه ليقوم بفركها والتثائب.
"صباح الخير جونغكوكي~"
رُفعت اليد عن ظهرِه وجلس تايهيونغ إلى جانبِه بإبتسامةٍ مُغيضة لتتسع حدقتيّ جونغكوك في إدراك.
"اوه تباً! تاي أنا آسفٌ لأنني نمت ولكنني سمعتُ عزفك المُنفرد أُقسِم لك! كُنت رائعاً وكُل نوتةٍ مثالية حقاً!"
حمَل الفتى نظرة خوفٍ وتوسّل على ملامِحه ليبدأ تايهيونغ بالقهقهة ويقوم بنفث شعِر الغُرابي، "لا بأس، أنا أُصدقك."
"أسنُغادر الآن؟"
فكّر الأكبر لثانية، "لنبقى قليلاً، لديّ المفاتيح فهُم يدعونني أتمرن هنا عادةً."
عضّ جونغكوك على سُفليتِه يتسائل ما إن كان عليه طرح السؤال الذي كان يجول بذهنِه لبعض الوقت الآن. لَم يكن متأكداً ما إن كان عليه ذلك ولكن تايهيونغ هو الشخص الوحيد الذي يمكنه سؤاله. نظر إليه الأكبر بحاجبٍ مرفوع، "ماذا تريد أن تقول؟"
كيف يعلم تايهيونغ ما يجول بخاطرِه دائماً؟ ألديه قدرةٌ سحرية على قراءة العقول أو ما شابه؟
"أيُمكنني أن أسألك شيئاً ما؟"
"بالطبع."
نظر جونغكوك بعيداً فقد شعر بوجهِه يحمرّ فجأةً وبدأت أصابعه اللّعب بأزرار سترتِه في صمتٍ ريثما إنتظره الفتى الأكبر بصبر.
"آمم كيف.. كيف عرفت أنك.. أعني.. أ-.."
تنهد جونغكوك ووضع وجهه بين يديه، هو لا يمكنه قولها دون الشعور بالإحراج فحسب.
"كيف عرفت أنك مثليّ؟"
جلس تايهيونغ بإستقامةٍ أكثر ونظّف حلقه في مُفاجأة، هو لَم يتوقع ذلك للسؤال تماماً، قام برفعِ نظره إلى السقف مُفكراً بالإجابة.
"إن كُنت تسأل بشأن ذلك لذات السببِ الذي في ذهني.. لا، ليس هناك علامةٌ معينة أو ما شابه. الأمر ليس سهلاً ولا أحد يكتشفه في ليلةٍ واحدة فحسب. بل يتطلّب الكثير من التفكير وعليك منح نفسِك الوقت لتشعُر به. ستشعُر بذلك عندما تكون مُستعداً."
كانت حدقتيّ كلٍ منهُما تُركّز على خشبة المسرح أمامهما عندما أومئ جونغكوك في تفهّم بالرُغم من أنه لا يزال مُرتبكاً قليلاً إلّا أنه لَم يمتلك الجرأة ليسأل مجدداً.
رُبما عليه الوثوق بكلمات تايهيونغ فحسب.
بقيا جالسين هناك في صمتِِ لبضع لحظات.
"هل تمرنت على العزف الثُنائي الذي وعدتني به المرة الأولى التي إلتقينا فيها؟"
أومئ جونغكوك مجدداً، فقد تمرّن الفتى بإعتياديةٍ كل مرةٍ كانت بها الحركة بطيئة في المقهى وشعر بالملل.
وقف تايهيونغ وصعد السلالم نحو المنصة، "هيّا، لنعزِف معاً."
تبعه الأصغر إلى البيانو، جلس جونغكوك بكياسةٍ وقام بإراحة أصابعه على المفاتيح. أخرج تايهيونغ آلة التشيـللو خاصتِه وجلس أيضاً.
مقطوعة ديبوسّيـي التي تمرّنا عليها بشكلٍ مُنفرد كان عنوانها ' Valse la plus que lente' عزف كلاهما اللّحن مراتٍ عديدة فلَم يكن هناك حاجةٌ لأي أوراق موسيقى، همَا لَم يُفكرا بالأمر حتّى ريثما حدّق كلٌ من تايهيونغ وجونغكوك بعينيّ الآخر وكأنهما يرسمانِ لوحةً فنّيةً في أذهانهما لتِلك اللّحظة الساحِرة.
عزف تايهيونغ نوتاتِه الأولى وبدأ جونغكوك خاصّته في الوقت المناسب كذلك. ما إن إستمع أحدهم للموسيقى التي ملئت الهواء لما حزِر أبداً أنّهما المرة الأولى التي كان الثنائي يعزفان بها معاً.
لَم يكن أي شيءٍ مهماً في تِلك اللّحظة.
فقط أصوات الآتِ الموسيقى التي كانت تُغني عن الكلمات والمحادثةِ التي خاضاها قبل دقائِق وجيزة.كان تايهيونغ وجونغكوك واحِداً مع الموسيقى.
Show Me Some Love,
Joomie..💛
أنت تقرأ
أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك (مترجمة)
Randomجونغكوك مُتعب؛ العمل في المقهى بعد صفوف الموسيقى خاصّتِه كان كثيراً للغاية. من يشرب القهوة بعد الساعة الثامنة مساءً على أي حال؟ توب: تاي. بوتوم:كوك. القصّة تبدأ بالفصل الشتوي ولكن ستستمر مع الثنائي خلال باقي الفصول، لذا يمكن قرائتها بأي فصل. (رواية...