إنّه الـ23 من ديسمبر.
جفّف جونغكوك يديّه بواسطة المِئزر أخضر اللّون خاصّته قبل أن يتكئ على المنضدة، رأسه بين راحة يدِه، عينيّه مُغلقة، رموشه تستريح على وجنتيّه.
كان عليه العمل من السّاعة الـ6 إلى الـ10 مساءً في المقهى القريب من حرم الجامعة. لقد كانت السّاعة الـ8 بالفِعل وهو لم يتوقع أن يأتي أي شخص بعد الآن، فقد قام بغسل وترتيب كل الأطباق وتنظيف جميع الطاولات والأرضية.
أغاني فرانك سيناترا قادته للنوم وعلى الأرجح كان جونغكوك ليغرق بعيداً فعلاً لولا سماعِه صوت جرس باب المقهى فجأةً.
"مرحباً، ما الذي يُمكنني إحضاره لك؟"
وقف جونغكوك ببطءٍ ولكِنه لم يُتعب نفسه بالنظر إلى الزبون الذي دخل للتو؛ عيناه كانتا ثقيلتان للغاية، وعقله متعب أيضاً.
"كوب واحِد من الشاي بالنّعناع والعسل مع الحليب من الحجم الكبير رجاءً."
جعل ذلك الصوت جسد جونغكوك يرتعش؛ لقد كان عميقاً ومُظلماً ولكن ليس بالطريقة الأجشة المخيفة، لا. بل أكثر كالمُحيط، واسِع وغامِضٌ في ذات الوقت. أراد جونغكوك الغوص عميقاً داخل تلك الأمواج، أن يستكشف ما الذي يختبئ في تلك المياه العميقة داخل ذلِك المُحيط.
رفع عينيّه لتلتقي بخاصّة شابٍ يقف أمامه، ينفُض بحذرٍ رقائق الثلجِ الصغيرة عن خصلات شعره الشقراء وكتفيّه. كان يرتدي معطفاً طويلاً بُنّي اللّون الذي طابق حقيبته بلون الكريمة التي كانت تتعلّق بكتفِه الأيمن. كان عليها طبعة قطعةٍ من الفنّ سبق وأن رأها جونغكوك ولكِنّه لا يستطيع تذكّر الإسم.
خرج من أفكاره مُدركاً طول المدة التي كان يُحدّق بها لتقوم أصابعه بإدخال الطلبِ بسُرعة.
"15 وون رجاءً."
"هل تقبل الدفع بِبطاقة آبل؟"
"اوه أ-أجل."
لمَ كان يتلعثم بكلماتِه؟!
راقب جونغكوك بينما أخرج الآخر هاتِفه من جيبه الخلفي ليدفع. كان يقوم بكل حركةٍ بشكلٍ أنيق وكياسة، رقيقة للغاية. كان يفعل كل شيء بطريقةٍ مسترخية، جونغكوك نسى تقريباً أنّه كان في العمل ولديه أشياء ليفعلها، إستدار ليقوم بتحضير الطلب بينما كان الآخر منشغلاً بهاتفِه.
مع كوب الشاي بالحليب في إحدى يديّه والهاتف في اليد الأخرى، جلس الزبون قُرب النافذة على إحدى الطاولات المُقابلة لمنضدة الطلبات. لَم يستطع جونغكوك إبعاد عينيّه عنه.
قام ذلك الشاب بنزع معطفه ووضعه بجانبه على الأريكة بلون الشوكولا. ثُم أخرج الأيباد خاصّته وقلماً من حقيبته والنقر عليه بضع مرات. فجأةً نظر نحو جونغكوك بتعبيرٍ مُستمتِع على وجهِه وكِلا حاجبيّه مرفوعان. سقط قلبُ جونغكوك في مكانٍ ما، إتسعت عينيّه وإصطبغت وجنتيّه باللّون الأحمر. لذا قام بالإستدارة فوراً وتغطية وجهِه بكِلتا راحتيّ يديّه.
لمَ هو مُحرِج للغاية؟ ما الخطب مع تصرّفاتك هذه جونغكوك؟
نقر جبهته بإصبعه بخفّة.
عُد إلى وعيك!
قام بإبقاء نفسِه مُنشغلاً، فقط لكي لا تحصل عيناه على فرصة التجوّل بعيداً وأخذ لمحةٍ صغيرة من ذلِك الزبون اللّيلي.
لذا قام بتنظيف الأطباق، الطاولات والأرضية مرةً أخرى.هو بقى حتّى وقت إغلاق المقهى. تحديداً الساعة الـ9:30 أغلق الآيباد خاصّته، أعاد وضعه في حقيبتِه وإرتدى معطفه بأكثر طريقةٍ أنيقةٍ مُمكنة.
"وداعاً."
أخرج جونغكوك كلمة "وداعاً" صغيرة، عيناه تتبع تحركات الآخر حتى خرج من مُمتلكات المقهى وخارج نطاق نظرِه.
°°°°°°°°°
فخامة تـاي😭❤!
أنت تقرأ
أحلام من الحليـب والعسـل • تايكوك (مترجمة)
Randomجونغكوك مُتعب؛ العمل في المقهى بعد صفوف الموسيقى خاصّتِه كان كثيراً للغاية. من يشرب القهوة بعد الساعة الثامنة مساءً على أي حال؟ توب: تاي. بوتوم:كوك. القصّة تبدأ بالفصل الشتوي ولكن ستستمر مع الثنائي خلال باقي الفصول، لذا يمكن قرائتها بأي فصل. (رواية...