إستيقضت إحداهن للتو..
تعيد خصلات شعرها الأسود فائق الطول إلى وراء أذنها وتتمدد مستعدة لبدء يومها بعد أن سمعت صراخ أمها مع الصباح الباكر
"إلى متى ستستمرين بالنوم ديالا!"
فتحت والدة ذات الشعر الأسود الباب، لتجدها بالفعل شرعت في ترتيب غرفتها وقد إرتدت ملابسها.
...في الحقيقة كانت ديالا فتاةً شبه منبوذة ، فرغم جمالها الفائق الذي يتجلى في ملامحها الحادة وعيونها الزرقاء التي زادت بياضها الناصع جمالا إلا أن كل من في قريتها لم يحبذ الإقتراب منها لأسباب يفضل الجميع عدم الإفصاح عنها.
تقطن سوداء الخصل مع امها لينور وأبيها براين في قرية تجارية ليست ببعيدة عن العاصمة الملكية..لمملكة ويستيريا التي تعبتر مملكة متداعية يحكمها ملك متعسف شاع عنه بأنه أقرب لعبادة المال والنساء.
..
"ديالا..أنا هنا"
جاء صوتٌ ناعم من مكان ليس ببعيد قطع بحث ديالا المشتت في الأرجاء..لتتبع مصدر الصوت إلى صديقتها الوحيدة.
"ميرا..من الصعب عدم رؤيتك ليومين"
قالت ديالا بإشتياق واضح تتفحص القابعة أمامها للتأكد من سلامة صديقتها الوحيدة
مابكِ تتفحصينني! أشعر بعدم الإرتياح"
قالت ميرا ممازحة.
"لست قلقتة عليكِ..انا خائفة من الإحتفال بعيد ميلادي الثامن عشر وحيدة"
"إنها المصالح ياسادة"
..
"لقد عدت"
قالت ديالا ببرود تدخل إلى المطبخ واضعةً مقتنياتها فوق الطاولة ثم عادت إلى غرفتها لتكمل روايتها المفضلة..كان من الصعب الحصول على مثل تلك الروايات المشهورة أنذاك لكن كانت تحصل عليها بطريقةٍ ما.
قطع إندماجها في الرواية طرق خفيف على نافذة غرفتها..لتستقيم بفرحة غامرة
"سيد ويستن!"
"أهلا آنستي..لقد طلبتي مني قبلًا إخبارك بأحدث روايات الكاتب شارل..الرواية الجديدة إسمها حورية الظلام وهي بصدد النفاد"
شكرته ديالا على معلومته وخرجت على الفور إلى المطبخ
"أمي..أريد روايةً جديدة ، اسمها حورية الظلام"
"لا"
"حسنا..يبدو انني لن أبقى في هذا البيت طويلا"
غضبت لينور بشكل مريب فجأة وبدأت بتحطيم الأشياء واللهاث بطريقة غير مبررة جاعلةً إيها مثل غول!
لكن ذلك لم يغير موقف ديالا فتلك الطريقة تنجح كل مرة
"حسنا..أم ليس حسنا؟"
قالت ديالا ووقفت تتأمل والدتها التي ترمقها بنظراتٍ غاضبة مليئةٍ بالكراهية لتخرج من المنزل وهي تصرخ
"حسنًا..فقط حسنًا!"
إبتسمت ديالا بإنتصار واخذت تنظف المطبخ الذي أصبح في حالة مزرية
إنتهت من ذلك وعادة إلى غرفتها تتمتم بسعادة
"لاشيء أجمل من تلقي روايتي المفضلة في عيد ميلادي بعد يومين"
ذهبت ديالا للنوم مثل والدها الذي لاينفك عن فعل ذلك
حتى أنها لاتراه إلا مرة كل ثلاث أيام أو أكثر
لم يكن والدها يعمل..ولا والدتها ولكن لااحد يعلم من اين يأتي المال.
..
إنقضى اليومان بسرعة لاشبيه لها وأصبحت ديالا في الثامنة عشر..كانت تحدق في القمر المكتمل تتأمل الليلة القمراء..فكرت مرارا وتكرارا كيف سيكون عيد ميلادها في يوم غد..لم تنفك عن وضع الخطط والتخيلات التي حرمتها من النوم.
"الآن..إبتعد..سوف آكلك ! توقف"
سمعت ديالا همسًا مرفوقا بطرقات همجية أمام غرفتها
ولم تمر ثوانٍ حتى إنكسر باب غرفتها فجأة ودخل..مخلوقان لم ترهما من قبل.يتبع..١