توجهت ديالا نحو العجوز الذي لايزال يعتني بأزهاره التي زادت جمالا مع قدوم فصل الربيع
"هل لي بسؤال سيدي؟" قطعت غناءه الخافت ليلتفت بإبتسامة لطيفة
"بالطبع"
"اخبرني الملك سابقًا بأن أمي..اعني الملكة اناستازيا نقضت تحالف الذئاب والأفاعي..إذن ن لما لاترفض فكرة التحالف مرة أخرى"
تنهد العجوز بعمق ثم قال بنبرة هادئة لاتخلو من الحزن
"هكذا هو الحب..يجعل النا يستهونون فقدان كل شيء عدا محبوبهم"
صمتت ديالا قليلًا ثم نبست تسأل مرة اخرى
"أرى انك بصحة جيدة أيها العجوز..لما تنازلت عن المنصب؟"
"لقد سُلب مني في الحقيقة" قال بهدوء ليقهقه بصوتٍ عالٍ بعد أن رأى ملامح الصدمة على وجهها
"لاأقصد ذلك بالمعنى الحرفي..لكن سيلفا شديد الحرص على سلامتي بعد ان فقد امه خلال حرب عندما كان لايزال جروا"
تفاجأت ديالا من حقيقة ان سيلفا يتيم الأم لتشيح بأنظارها إليه بحزن..لاحظ نظراتها وأيقن بأنه محور الموضوع الذي يدور بينهما فتقدم بغضب وخاطب ديالا بنبرة حادة
"عن ماذا كنتم تتحدثون؟؟"
قطب العجوز حاجبيه بقلق وسحب ديالا لتصبح خلف ضهره
تفاجأ الملك من تصرف أبيه ليقول بهدوء
"لما؟ أنا لم افعل شيئًا"
"أنت عدواني وعصبي دائمًا..انت تعرف ماذا سيحدث ان مسها ضرر!" اجاب العجوز بحدة لتقهقه ديالا بقوة
"سيد ملك؟ مستحيل! اجده لطيفًا"
احمرت وجنتا الملك بخجل واضح بدل الغضب المخيف على عكس ماتوقع العجوز ليضرب صدره بقبضته مازحا
"لقد علمت مايجري هنا"
فهمت ديالا مايقصد وشعرت للحظة بانها تريد ان تدفن رأسها في الارض من احراجه لهما فأسرعت وسحب الملك من اكمامه مبتعدة عن العجوز الذي ابتسم بسعادة لحال ابنه المضحك
"أريد الذهاب للمكتبة"
"الآن؟" قال الملك متفاجئًا لتهز رأسها بالموافقة
كاد ان يرفض تمامًا بشكل قاطع قبل ان تستعمل ورقتها الرابحة فور ان رأت تقطب حاجبيه وتقول "أرجوك سيد ملك..لقد وعدتني بان تقرا لي الكتب لاحقًا"
تنهد الملك بقلة حيلة رغم تأكده بأنه لم يعدها إطلاقًا ورُسمت على وجهه ابتسامة صغيرا ظهرت رغمًا عنه لتراها سوداء الخصل التي تأكدت بأنها أسيرة لذلك الوجه المبتسم
دخلو إلى مكتبته الكبيرة التي عشقت ديالا التواجد فيها..
"أريد الذهاب إلى قسم تاريخ الممالك"